قال الدكتور علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية اليوم الاحد ان التهديد الارهابي في العراق تهديد خطير يتجاوز قدراتنا الامنية على مجابهتها ، مشيرا إلى أن العراق والمنطقة باكملها ستغرق اذا لم يتم تجاوز موجات العنف الدائرة في البلاد.
وأوضح الدباغ في مقابلة له اليوم مع ( أصوات العراق) المستقلة أن" هناك انتهاكات واعتداءات كبيرة كالتي شهدناها الاسبوع الماضي في بغداد وبقية المحافظات لكن هذا لا يثني عزم العراقيين على مجابهة هذه المجموعات." وأضاف أن" الفشل ليس خيارا مطروحا ، وسيغرق العراق والمنطقة باكملها اذا لم يتم تجاوز موجات العنف الدائرة في العراق حاليا."
وعن مسالة انسحاب القوات الامريكية وردود الافعال التي اثيرت حول تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي الاخيرة حين قال ان الوقت لم يحن بعد للحديث عن انسحاب للقوات الامريكية من العراق قال الدباغ " نعتقد ان القوات الامنية العراقية في طور البناء ولم تكتمل فصول البناء بعد ، ولا نريد ان نعرض امن المواطن العراقي ونعرض العملية السياسية في العراق للخطر بسبب عدم وجود قوات قادرة على مجابهة الخطر."
وأضاف " لذلك نعتقد ان انسحابا قبل اوانه للقوات المتعددة الجنسيات سيخلق وضعا خطيرا للجميع ، لا يوجد أي شخص في العراق يريد بقاء القوات الاجنبية لكن الاختلاف هو في جدولة الانسحاب من عدمه ، نحن نعتبر ان الزام انفسنا والاخرين بجداول زمنية سيضعنا في ازمة وسيضع قوات الامن في مشكلة، الامر مرهون بحماية بلد وحياة شعب ، ولا نريد ان نخضع الامر لمزايدات سياسية."
وردا على سؤال حول سبب تزايد تراشق الاتهامات بين الحكومة والبرلمان في الفترة الاخيرة وتوجيه الحكومة اتهامات (بالارهاب) لاعضاء في البرلمان وتهديدات برفع الحصانة عنهم قال الدباغ إن " الامر خاضع للسلطة التشريعية ولا دخل للسلطة التنفيذية فيه ، لكن يجب القبول بمنهج ان لا احد فوق القانون والجميع معرضون للمساءلة والمحاسبة وهذه سنة يجب ان يقبلها كل السياسيين ولا يستثنى احد منها ، فوضع اشخاص فوق القانون منهج خطير يفتح الابواب لتجاوزات وعصمة من أي مساءلة او محاسبة ، ومن حق السلطة القضائية اذا توفرت لها الادلة والبيانات ان تخضع أي شخص متهم للمساءلة القانونية واذا ثبت عليه جرم مشهود فترفع عنه الحصانة وتتم محاكمته وهذا ينطبق على كل الكتل السياسية." واضاف" هناك بعض الشخصيات متهمة بجرائم مالية وارتباطها بمجموعات قتل وهذه القضية بين مجلس القضاء الاعلى وهو سلطة مستقلة وبين السلطة التشريعية التي هي صاحبة القرار النهائي في هذا الامر."
وعن زيارة رئيس الوزراء للقاهرة قال الدباغ إن" زيارة المالكي تأتي في إطار حشد التأييد العربي والإقليمي لجهود الحكومة العراقية لإنجاح العملية السياسية وإقرار الأمن في العراق" مشيرا إلى أن جولة المالكي ستشمل أيضا الكويت وعمان وعددا من دول الخليج. وأضاف أن زيارة رئيس الوزراء العراقي للقاهرة ولقاءه عددا من المسؤولين المصريين تعكس رغبة العراق في أن تكون هناك صفحة جديدة في العلاقات مع الأشقاء العرب.
يذكر أن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ يقوم حاليا بزيارة للقاهرة لتهيئة الاجواء لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي وصل إلى القاهرة اليوم في اول زيارة له لمصر منذ توليه منصبه للقاء الرئيس حسني مبارك وعدد من المسؤولين المصريين لحشد التأييد لجهود الحكومة العراقية في إقرار الأمن في البلاد. وقال الدباغ " اخترنا مصر لعقد لقاءين مهمين في شرم الشيخ مطلع أيار مايو المقبل أردنا من خلالهما نقل صورة عن حقيقة ما يجري في العراق والتأكيد على أهمية أن يكون هناك جهدا عربيا لمساعدة العراق على تجاوز أزمته."
ومن المؤمل أن يعقد مؤتمرين عن العراق في شرم الشيخ مطلع الشهر المقبل الأول عن العهد الدولي مع العراق والثاني عن دول الجوار العراقي بمشاركة دول عربية وإقليمية. وأشار الدباغ إلى أن " الجهد العربي جهد مهم ويساهم مساهمة فاعلة في جهود الحكومة من اجل مكافحة الإرهاب وإنجاح العملية السياسية في العراق بما يضمن أن يكون العراق فاعلا في محيطه الإقليمي." وأضاف أن" المالكي يريد ان ينقل صورة عن حقيقة ما يجري في العراق وضرورة أن يكون هناك جهدا لمساعدة العراق في تجاوز الأزمة التي يمر بها."
https://telegram.me/buratha