طارق الصافي – النجف الأشرف 20/4/2007 طالب سماحة السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف بضرورة تطهير البرلمان من أتباع البعث والنظام السابق وإعدام الإرهابيين والمتعاونين معهم في نفس المواقع التي قاموا بأعمال إرهابية فيها، داعياً الحكومة للضرب بيد من حديد عليهم وإن كانوا أعضاءً في البرلمان أو من حماياتهم. جاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة العبادية السياسية التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى حيث تحدث في الجانب السياسي منها عن ثلاث قضايا في المشهد العراقي وهي:القضية الأولى: الاحتلال ، موضحاً أن الكثيرين من الأصدقاء وغيرهم يتحدثون عن الاحتلال وكأن لا قضية غيره في العراق ولولاه لانتهت الأزمات في العراق وهو ما لمسه سماحته لدى مشاركته في مؤتمري طهران واسطنبول للوحدة الإسلامية مبيناً أن ذلك يعطي صورة ناقصة عن العراق وأن عودة الدكتاتورية أفضل له كما يقول البعض. ثم أوضح أن هذه الصورة السوداء للآلام الكثيرة والبكاء تقابلها صورة بيضاء ناصعة تبين أن الاحتلال لابد أن ينتهي وما الخطوة الكبرى بتسلم المحافظات العراقية كلها للملف الأمني بنهاية عام 2007 ألا دليل على ذلك ومؤكداً أن هناك لجنة كبرى مشكلة لتنظيم اتفاقية مع الاحتلال لحصره في زاوية معلومة لإنهائه، داعياً إلى وضع جدولة زمنية أو سياسية له بعد أن قدم تجربة لم ينجح فيها.
القضية الثانية: الاقتتال، حيث بين أن هناك اقتتالاً في العراق طرفاه العراقيون من جهة والتكفيريون القادمون من الخارج وأتباع النظام السابق من جهة أخرى، ولا وجود لاقتتال سني شيعي، فالذي فجر مقرين للحزب الإسلامي في بغداد وهو حزب سني هو القاعدة وليس الشيعي. ثم أجمل كلامه في هذه القضية بأن المستهدف هو الإنسان العراقي حتى يستسلم موضحاً أن الحل هو الصبر ومعرفة طبيعة المعركة قائلاً: أن الأمة التي ورثت حركة الحسين (ع) هيهات أن تتنازل أو تتراجع. ثم أضاف قائلاً: لا قطرة دم تجري في العراق ألا وتسقي آلاف الأشجار لشيعة أهل البيت (ع) في العالم. وتابع: أن القلب ليحزن للدماء التي تسيل لكنها ليست أعظم من دماء الحسين (ع). القضية الثالثة: مشروع الاستقلال، مبيناً أن العراق شهد تحولاً عظيماً خلال السنوات الأربع الماضية بكتابة الدستور وتشكيل الحكومة والبرلمان ألا أن هناك إصراراً عربياً على إعادة الخارطة السياسية إلى عهد الدكتاتورية ونحن لدينا إصرار على نجاحها. وعلى صعيد ذي صلة، أعرب سماحته عن استعداد محافظة النجف الأشرف لاستضافة مؤتمر وزراء خارجية دول جوار العراق إن لم تكن بغداد آمنة بدلاً من شرم الشيخ. وفي الشأن الداخلي لمدينة النجف الأشرف، دعا سماحته أبنائها للتفاضل بالارتباط الحقيقي بالإمام علي (ع) وليس بالارتباط الجغرافي لأن النجف لكل العراق وعلي (ع) لكل شيعة العالم.
أما حول مسألة المتجاوزين فقد طالب سماحته الحكومة بتعويضهم بقطعة أرض ومبلغ مالي للعوائل الضعيفة. وبخصوص مشكلة الكهرباء فقد دعا إلى غرفة العمليات الخاصة بها لتقديم أفضل الخدمات حالياً وفي المستقبل.وكان سماحته قد تحدث في الخطبة الأولى عن التلازم بين التقوى والوفاء بالعهد الذي هو من صفات المؤمنين بحالاته الخمس وهي العهد الشرعي والعهد مع الله تعالى والمعاهدات الرسمية وعهد المعاملات وهي عهود واجبة اما الخامس وهو العهد الابتدائي فمستحب استحباباً أكيداً.
ثم تحدث سماحته عن مناسبة ميلاد الإمام الحسن العسكري (ع) في 8 ربيع الثاني مبيناً أن أحد اهتماماته الكبرى هو الدفاع عن أمتنا الإسلامية لإصلاحها قائلاً: نحن اليوم نقاتل أعدائنا بالصلاح وليس بالسلاح.
https://telegram.me/buratha