قال رئيس الوزراء نوري المالكي اليوم الخميس إن المعركة التي يخوضها العراق الآن هي معركة مفتوحة ضد الارهاب، وأن الدماء التي تسكب هي ثمنا لعدم عودة الدكتاتورية. وقال المالكي في كلمة فى الحفل الذى اقيم بمناسبة الذكرى الخمسين لحزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي إن المعركة التي تخوضها الحكومة العراقية هي " معركة مفتوحة وليست آخر المطاف في دوامة الحرب التي نخوضها من اجل الوطن والكرامة والشرف والمواطنين." وأضاف أن "الدماء التي سكبت في الماضي كانت ثمنا حتميا لاسقاط الدكتاتورية ودماء اليوم هي ثمن لعدم عودتها." واشار أن التضحيات التي تقدم الان هي حتمية "لوضع العراقيل في طريق الذين يعملون ويستعينون بجهد اقليمي هنا وجهد دولي هناك من اجل اعادة الواقع الذي كان بالامس لكنهم واهمون... لن يعود ولن نعود ولن نسمح لاحد ان يعود حتى ولو اختار ذلك."
حضر الحفل رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني وعدد كبير من نواب البرلمان وقادة الحزب على رأسهم امينه العام ابراهيم الجعفري. واستنكر المالكي تفجيرات أمس الاربعاء التى سقط فيها اكثر من مئتي شخص في عدة تفجيرات شهدتها مدينة بغداد، وقال ان "من قتل لم يكن ينتمي لطائفة او قومية او مذهب او حزب سياسي انما هو مكون صغير للعراقيين جميعا."
وقال المالكي ان العراق يعيش الان "ظروفا صعبة بكل المقاييس، فهناك تواجد دولي عسكري ، وهناك تدخلات اقليمية، فضلا عن قوى الارهاب التي تمثل امتدادات اصولية متطرفة وبقايا النظام الارهابي البعثي."وجدد المالكي القول إن انسحاب القوات الاجنبية من العراق لن تتم الا عندما تكون القوات الامنية العراقية قادرة على تحمل المسؤولية. وقال "نحن نتصدى لبناء عراق جديد ، يجب ان نطلق العنان لعملية البناء لاجهزتنا الامنية والعسكرية لمواجهة التحديات الارهابية، وان نتحمل المسؤوليات الامنية وباسرع وقت ممكن للاستغناء عن وجود القوات الدولية والتي ينتهي دورها حينما يرسخ دورنا في استلام الملفات الامنية." واضاف "ان حكومة الوحدة الوطنية تعمل اليوم من اجل تكريس مشروع الوحدة الوطنية كبديل عن الاحتراب الداخلي وتقاليد الثار والانتقام."واكد المالكي عزم الحكومة نزع سلاح الميليشيات ، وقال "ان الدولة لا يمكن ان تُـقام وكل حزب يحتمي بسلاحه، والديمقراطية التي ننشدها لا يمكن ان تؤسس الا عبر الكلمة والرأي والحوار."
من جهته ، قال الدكتور محمود المشهداني رئيس مجلس النواب " نحمد الله ان من سقط في انفجار مجلس النواب كان سنيا وليس شيعيا لكي لا يقال ان الارهاب يستهدف فئة في العراق دون غيرها، وان الارهاب لا يفرق بين الاديان والمذاهب ويستهدف العراقيين جميعا." وأضاف المشهدانى أن "جلسة التحدي التي تلت إنفجار مجلس النواب كانت نموذجا للوحدة الوطنية والتلاحم بين كل فئات الشعب العراقي ."داعيا "لتوحيد الجهود لحفظ سلامة الوطن ووحدته." وحث المشهداني الحكومة على اصدار العفو عن المخطئين في ترسيخ مبدأ المصالحة مذكرا بالاسوة النبوية عندما عفا عن قريش، وعفو الامام علي عن الخوارج، مطالبا باحياء تلك السنن من خلال المصالحة الوطنية.
من جهته، قال رئيس الجمهورية جلال الطلباني في كلمته "ان الارهاب تجاوز كل الحدود الانسانية وغير الانسانية ولم يتورع عن شئ ويجب محاربته بصف وطني واحد."
https://telegram.me/buratha