اعتبر الحزب الشيوعي العراقي، الأربعاء، أن قرار اخلاء مقراته سياسي بامتياز ويفتقد إلى الدستورية، وفيما أكد أنه لم يرفع شعار إسقاط الحكومة بتضامنه مع المتظاهرين بل طالب بتنفيذ الإصلاحات، طالب الحكومة بإعادة أملاكه التي صادرتها أجهزة النظام السابق.
وقال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر جريدة طريق الشعب وحضرته "السومرية نيوز"، ان "مقرات الحزب الشيوعي العراقي ليست وكرا ارهابيا حتى تطوق بقرار من القائد الاعلى للقوات المسلحة العراقية من قبل عشرات المسلحين"، مضيفا أن "القرار غريب ومفاجئ بالنسبة للحزب الذي يعتبر احد الاطراف الرئيسة في العملية السياسية".
وكان رئيس الوزراء القائد الأعلى للقوات المسلحة نوري المالكي أصدر أمرا مفاجئا وفوريا، الأحد الماضي، يقضي بإغلاق مقرات الحزب الشيوعي في أنحاء البلاد كافة، وأمهلت القوات الأمنية الحزب أسبوعاً واحداً، لإخلاء مقره في بغداد الذي قالت إنه تابع لإدارة عسكرية.
وأكد موسى أن "قراراً من هذا النوع لا يمكن تفسيره بأنه إداري أو قضائي، بل هو قرار سياسي بامتياز، وجاء اثر تقارير استخبارية بعد الخيار الذي اتخذه الحزب بالاصطفاف مع المحتجين في ساحة التحرير والتضامن مع مطالبهم العادلة".
وأبدى موسى استغرابه من "انزعاج الحكومة من ممارسة المواطنين حقهم الدستوري بالتظاهر"، مشدداً على أن "الحزب كان مع الناس وسيظل معهم الآن وفي المستقبل، وقرار الإخلاء لن يخيفه".
وقال رداً على سؤال لـ"السومرية نيوز"، "نحن لم نرفع شعار إسقاط الحكومة بل طالبنا بإصلاحات على الرغم من شعورنا بان الثقة بين الشعب والحكومة تزعزعت، وانها عاجزة عن تلبية مطالب المحتجين".
وطالب موسى حكومة المالكي بـ"اعادة أملاك الحزب الشيوعي التي تمت مصادرتها من قبل النظام السابق بقرار من صدام حسين، بدلا من تطويق مقرات الحزب الحالية ومصادرتها بقرار سياسي".
وكانت الكتلة العراقية البيضاء بزعامة حسن العلوي استنكرت، اليوم الأربعاء، إغلاق مكاتب الحزب الشيوعي العراقي، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل خرقاً لمرتكزات النظام البرلماني الديمقراطي وروح الدستور، كما طالبت الحكومة بإعادة النظر بالإجراء.
وكان عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي مفيد الجزائري قال في حديث لـ"السومرية نيوز"، الاثنين، إن الحزب دعا الحكومة لأن تتعامل معه كما تتعامل مع الأحزاب الأخرى ومنها الحاكمة التي لديها ما لا يحصى من العقارات والمباني والفضاءات، معتبرا أن قرار الإخلاء غير ديمقراطي ومجحف تجاه الحزب وذو خلفية سياسية، داعياً والقوى السياسية المتنفذة ومجلس النواب الذي اتهمه بالتقصير، إلى إصدار قانون للأحزاب ينظم عملها.
وكان المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا قال في حديث لـ"السومرية نيوز" الاثنين، ان القائد العام للقوات المسلحة أوعز بضرورة إخلاء جميع المباني الحكومية المستغلة من قبل الأحزاب السياسية، لافتاً إلى أن قيادة عمليات بغداد وضعت أسبقيات لتنفيذ هذا الأمر بحسب الحاجة لتلك المباني.
وكانت قوة من الشرطة الاتحادية امرت بإخلاء مقر الحزب الشيوعي العراقي في بغداد وقال مصدر في الحزب الشيوعي، الأحد، إن القوات الأمنية أبلغت الحزب عند منتصف الليل بإخلاء مقري جريدة طريق الشعب واللجنة المركزية، مضيفاً أن القوات الأمنية تحاصر مقري الحزب بأمر من رئيس الوزراء ولا يحتاج الأمر إلى كتاب من القضاء العراقي.
https://telegram.me/buratha

