طالب مواطنون في محافظة الأنبار باقالة المسؤولين على الملف الأمني في أجهزة الجيش والشرطة ومحاسبة من يثبت اهمالهم وضعفهم في ادارة المحافظة، وذلك بعد ساعات من عملية تفجير جديدة استهدفت المجمع الحكومي وسط مدينة الرمادي اوقعت عشرات الضحايا.
وقال المواطن اياد حسين (44 عاما) من أهالي الرمادي لـ (أصوات العراق) "صدمت وشعرت بشيء غريب لا استطيع وصفه وأنا اشاهد العشرات من المدنيين يسقطون قرب البوابة الرئيسية للمجمع الحكومي بين شهيد وجريح، فيما تعالت أصوات النساء والأطفال الذين اصابهم الرعب لما شهدوه اليوم".
وشهدت مدينة الرمادي، صباح امس الاثنين انفجارين متتالين بمفخخة وحزام ناسف نفذهما انتحاريان استهدفا البوابة الرئيسة للمجمع الحكومي، ما أدى إلى استشهاد ثمانية اشخاص بينهم ضابط برتبة مقدم واصابة 50 آخرين.
واضاف "نطالب المسؤولين في الأنبار، ومن هو في موقع المسؤولية بالجيش والشرطة الى تقديم استقالاتهم وافساح المجال لمن يمتلك القدرة على ادارة امور المحافظة في الجوانب الأمنية والخدمية"، مشيرا الى ان "أهل الانبار يريدون معرفة نتائج الحملات الأمنية والعمليات الاستباقية وآخرها عملية اقتفاء الأثر، اين هي وكيف يعتقل قادة الارهاب وبعد ايام نستهدف من جديد بعمليات اكثر دموية وتأثيرا".
وقال حامد المحمدي (53 عاما) من اهالي الفلوجة، بلغة ساخرة، ان "ما قدمه أعضاء مجلس محافظة الأنبار لأهالي المحافظة كبير ومهم وسوف يسجله التاريخ، حيث أغلقوا الشوارع بالحواجز الكونكريتية وارتفعت في ظل حكومتهم المحلية أعداد الأرامل والشهداء والجرحى الى المئات ولم تقدم سوى الخراب لأبنائها".
واضاف "كيف يعقل ان يتم استهداف مركز الأنبار (المجمع الحكومي) والذي يعد الموقع الأكثر أهمية وتحصينا مقارنة بأي مكان آخر لعدة مرات بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة التي تقتل المدنيين فقط ومسؤولي المحافظة في أمان يتحدثون عن انجازاتهم".
أما المواطن محمد الدليمي، شقيق احد ضحايا مفخخة الرمادي التي استهدفت المجمع الحكومي، فتحدث بلهجة غاضبة، قائلا "كان شقيقي يحاول اكمال معاملة الحصول على وظيفة في حماية المنشآت وقبل فترة أصيب بجروح بانفجار مفخخة استهدفت أيضا المدخل الرئيسي للمجمع الحكومي واليوم سقط شهيدا في نفس المكان".
وأوضح الدليمي "نريد تصرف حكيم من المسؤولين في الأنبار وان لا يقدموا اعذارا نعرفها جيدا، بل نريد جواب شافي من قتل أخي وبقية الأبرياء من النساء والاطفال، ونريد محاسبة كل مقصر في أي مكان كان".
أما المقدم المتقاعد ناجي عبد الله، احد ضباط الجيش السابق، فقال ان "الوضع الأمني متردي في الفترة الحالية لعدم اتفاق المسؤولين وانشغال قادة الجيش والشرطة بالحفاظ على مناصبهم مع تشكيل الحكومة العراقية الجديدة والتي يقدمون لها الولاء لكتلهم واحزابهم المختلفة".
واضاف أن "تفاوت الصلاحيات وانعدام الثقة والتنسيق بين قادة الجيش والشرطة وباقي اجهزة الامن المختلفة في اتخاذ القرارات او حتى التدخل في حل مشكلة والتحقيق بجريمة، يجعل من الصعب تحقيق الامن والاستقرار".
واشار الى ان "اختراق التنظيمات المسلحة واضح في عمل الأجهزة الأمنية والدوائر الحكومية، حيث أن في كل دائرة هناك حزب يتحكم بكافة الامور ويأتي اختيار القادة والمسؤولين في الدوائر الامنية باسلوب المحاصصة الحزبية وعبر نفوذ بعض الشخصيات".
وانتقد بشدة بعض قادة الأجهزة الأمنية في الانبار، مشيرا الى وجود حالات من عدم الانضباط داخل اجهزتهم، قائلا "بعض القادة وبلا خجل يطلبون من المواطن في بعض المناطق بتقديم مساعدات لهم لتنفيذ المهمات الموكلة، حيث يلاحظ ان دوريات الشرطة لا تذهب لبعض الواجبات (المهمات) الا بعد تزويد عربتهم مثلا بالوقود ويطلب من المواطن اعطاء هدية قد يكون مبلغ من المال، بعد انتهاء المهمة".
https://telegram.me/buratha

