يعتقد بعض المراقبين ان ثلاثة ملفات كبيرة فقط يتوجب على البرلمان الجديد حسمها او وضع الحلول لها، لاسيما وان العراقيين بجميع طوائفهم يعلقون امالاً على الاداء الحازم لرئيس مجلس النواب الذي أفرزته الاسابيع القليلة الماضية.
غير ان الغاطس من الملفات اكبر واعمق، اذ تشير مصادر مقربة من الرئيس النجيفي الى انه استلم العديد من الملفات والوثائق التي تؤشر حجم الفساد في مختلف مفاصل الدولة العراقية، وصولاً الى سفاراتها في الخارج.
وبينما مازال الكثير من العراقيين يتداولون عبر البريد الالكتروني صور زفاف فادي نجل وزير الكهرباء المستقيل كريم وحيد الذي تم في واحد من ارقى الفنادق الاميركية حيث يقيم الوزير وعائلته، بالاضافة الى تذاكر السفر ذهابا واياباً للمدعوين وحجوزات الفندق، فان ما يجري في السفارة العراقية في العاصمة البريطانية لندن، صورة اخرى من صور الفساد في المؤسسة الدبلوماسية العراقية، تعكس قبائح المحاصصة بابشع صورها.
واذا كان العراقيون يتندرون على حفل زفاف نجل كريم وحيد، بانه (تجمع لوزراء الكهرباء وشركاتها العملاقة في العالم)، فان المعلومات المتوافرة لوكالة (اور) تشير الى ان السفارة العراقية في لندن تدار من قبل سائق السفير السيد لقمان، الذي يقال، انه يمارس مهام السفير عمليا.
وفيما يأتي جرد عملي لموظفي السفارة العراقية في لندن:
* عبد المهيمن القائم بالاعمال فهو ابن اخت سفير العراق في البحرين، ويقال انه لايصلح لاي عمل وغير مؤهل لاي مهنة
*اما السيد حارث بابان الذي عين اكراما لموقف اباه الوزير من جبهة التوافق فهو ايضا برتبة مستشار. في مدينة مانشستر وارسل حارث هناك بصفته سنيا والقنصل شيعيا.
*اما نائب رئيس البرلمان السابق خالد العطية فقد عين ابنه في مقر السفارة في لندن مسؤلا عن العلاقات العامة.
*اما المستشار الاخير فهو السيد وسام وهو ابن السيد خالد الخيرو سكرتير وزير الخارجية.
*اما الموظفه اسيل فهى من اقارب السيد عبد المهيمن القائم بالاعمال.
*وهناك موظفة اخرى هي السيدة سولافة وهي شقيقة سفير العراق في واشنطن السيد سمير الصميدعي.
*وهناك سيدة اخرى عينت اخيرا هي اخت لسيدة تعمل مستشارة للسيد رئيس الوزاء ولديها اخت اخرى عينت في الملحقية الثقافية التابعة للسفارة ويعمل زوجها مستشارا في الملحقية التجارية، لصاحبها حزب الدعوة فكل الذين يعملون في الملحقية التجارية من لون واحد اي من حزب الدعوة جناح المالكي ورئيسهم الملحق التجاري كانت مهنته في لندن وسيط (سمسار) للتحويلات المالية الى العراق.
*أما الملحقية العسكرية فرئيسها العميد سامي جلوب والذي كان مختصآ بعمل ألذ (خلطات) الفلافل في مطعم والده (فلافل المدينة) في منطقة الضباط /السوق القديم، كما يسميه اهالي زيونة، واستلم المحل بعد وفاة والده وهو من اتباع حزب الدعوة وكوفيء بهذا المنصب بعد ان عمل عضوا فاعلا في لجنة دمج افراد الميليشات في الجيش العراقي وابلى بلاء حسنا، ويعمل معه ثلاث موظفين ذوي حظوة ولا ندري من اين اتى برتبة عميد ومن اين له هذه الخبرة الدبلوماسية .. الموظف الاول احمد الخفاجي والده هو الامين العام لوزارة الدفاع، والثاني هو حيدر موحان وهو ابن الفريق الاول موحان الفريجي وكيل وزير الدفاع، اما الثالث فهو مصعب الكبيسي ابن مدير الاستخبارات العسكرية.
*اما الاكراد في السفارة العراقية فانهم مظلومون حقا من حيث العدد والمناصب، لكن منصب السفير من حصتهم وهذا ما يخفف الغبن، فهناك سيدتان فقط احدهن السيدة شيرين ابنة السيد فؤاد معصوم ومستشاران اخران وهما السيد شيركو سندي الذي يزعم انه صديق مقرب لوزير الخارجية والسيد عزالدين.
*اما الشخص الاخير والاهم من كل هؤلاء واولئك فهو السيد لقمان، اما وظيفته فهي سائق يمارس مهام السفير عمليا فلا يمكن لاي مسؤول ان يزور لندن الا ويكون السيد لقمان احد مستقبليه الاوائل بل المنظم الاول والرئيس للزيارة فيرافق الوفد ويقوم باجراءات البروتوكولية كاملة بالتشاور مع الوفد او المسؤول الزائر وبدون استشارة لا القائم بالسفارة ولا اي مستشار، ويشاع بين موظفي السفارة ان السيد لقمان مسؤول عن اخراج الاموال العراقية الكبيرة وبالتنسيق مع الوفود القادمة عبر صالات الشرف الدبلوماسية، وهو من الطائفة الاشورية.
ويعترف النائب والقيادي في التيار الصدري بهاء الاعرجي ان السفارة العراقية في العاصمة البريطانية صورة مصغرة لمجلس النواب والمشهد السياسي العراقي، بينما لم يخف النائب المستقل وائل عبد اللطيف امتعاضه مما اسماه انتشار هذه الظاهرة، ووصفها بالحالة (غير الأخلاقية) التي تجعل السياسي والبرلماني يقع في هفوة خطيرة مع السلطة التنفيذية، وكأنها تمسك عليه (زلة)،
واستدرك بالقول: من الناحية الإدارية، لا يعني ذلك عدم ترشيح أصحاب الكفاءة لأي موقع وظيفي لكونهم من أقرباء السياسيين، بل ان يأتي ترشيحهم لما يحملونه من مقدرة وخبرة في سياق المنافسة على الوظائف العامة، لا ان تكون كل مؤهلاتهم، صلة القرابة بهذا السياسي او ذلك البرلماني. ودعا القاضي عبد اللطيف وسائل الاعلام، ان تمارس دورها كسلطة رابعة، وتسلط الأضواء الساطعة على هذه الممارسات، وفضح القائمين بها أمام الرأي العام.
ويتفق السياسي الكردي المستقل د. محمود عثمان مع رأي القاضي عبد اللطيف، بان ترشيح المؤهلين من أقرباء الساسة فيه وجهة نظر أخرى، لكنه أكد بان اغلب الذين يرشحون بأسلوب المحسوبية والمحاصصة سواء لمناصب السفراء او داخل الوزارات، لا يمتلكون غير ورقة العلاقة بالأحزاب او القرابة مع الساسة كخبرة مفترضة لهذه المناصب التي يوظفون فيها، وعدّ هذا الأسلوب قد اضعف الدولة وان الاستمرار عليه يضعفها اكثر وأكثر.
وستواصل وكالة (اور) التعرض للملفات التي يفترض بالبرلمان الجديد التصدي لها والتحقيق في حيثياتها.
https://telegram.me/buratha

