بغداد/ اور نيوز
فيما أكد بيان رئاسة الوزراء ضرورة اخذ وثائق ويكليكس بنظر الاعتبار بما يحقق العدالة للمواطنين الذين قالت إنهم ربما "ذهبوا ضحية جموح واعتداء" بعض الشركات والجهات العاملة في البلاد، تباينت اراء السياسيين العراقيين بتوقيت الكشف عنها وما تضمنته من (ادلة) واتهامات، اعتبرها نواب مقربون من المالكي تحدثوا لوكالة (اور) انها مؤامرة دولية لاثارة الفتن في العراق، فيما رأى نشطاء واعلاميون انها مصداق لاراء كانوا ومازالوا يجاهرون بها بشان انتهاك القوات الامنية العراقية لحقوق المعتقلين والسجناء.
وقال القيادي في التيار الصدري بهاء الاعرجي إن نشر وثائق ويكليكس التي تفيد بتورط الحكومة العراقية بعمليات تعذيب في السجون، لن يؤثر على فرصة المالكي في تسلم رئاسة الوزراء لولاية ثانية، مبينا ان التعذيب ما زال مستمرا في السجون.
واوضح الاعرجي ان "نشر وثائق ويكليكس وتزامنها مع مباحثات تشكيل الحكومة لن يؤثر على تشكيلها، فهذه المسألة ليست بالحديثة على العراق، فقد نشرت وسائل الاعلام في وقت سابق مثل هذه الوسائل"، مضيفا ان "نشر هذه الوثائق لن يؤثر على فرصة المالكي في الحصول على ولاية ثانية".
واتفق معه في الرأي النائب ابراهيم فزع الركابي عضو ائتلاف دولة القانون الذي عّد الوثائق التي نشرها موقع ويكليكس والتي تفيد بتورط الحكومة العراقية في عمليات تعذيب في السجون "مؤامرة لاثارة الفتن والنعرات الطائفية" في البلاد. وقال إن "هذه الوثائق لا تؤثر على سير تشكيل الحكومة، لكنها مؤامرة دولية لاثارة الفتن والنعرات الطائفية لتفتيت المجتمع العراقي".
وتشير تلك الوثائق إلى أن المالكي "قمع العرب السنة بواسطة قوات خاصة تنفذ حملات المداهمة والاعتقال وعمليات الاغتيال بعد أن تسند إليها تلك المهام بإيعاز من المالكي حصراً"، مبيّنة أن "القوات الاميركية ألقت القبض عام 2006 على 17 مسلحاً يرتدون الزي العسكري اعترفوا لدى اعتقالهم أنهم ينتمون إلى قوة يديرها المالكي بنفسه".
وأوضحت الوثائق أن "المالكي أصدر أوامره إلى فرقه الخاصة عام 2009 باعتقال 5 من كبار ضباط الشرطة لأنهم من العرب السنة وكانوا بعثيين سابقين"، فيما أشارت وثيقة أخرى أن "المالكي يعتبر السنة في العراق مصدر تهديد له ويستخدم سلطته لدعم الشيعة".
فيما تشير وثيقة ثالثة، وفقا لويكليكس أن المالكي أمر قوات الشرطة "بعدم توفير الحماية لمحافظ نينوى أثيل النجيفي خلال اعتزامه زيارة إحدى المناطق المتنازع عليها بعد أن هددت أطراف كردية بإطلاق النار عليه إذا ما نفّذ تلك الزيارة"، مشيرة إلى أن "قوات الأمن خالفت أوامر المالكي ورافقت محافظ نينوى خلال زيارته لتلك المنطقة".
وبحسب هذه الوثائق فإن الجانب الاميركي "غض الطرف عن حالات التعذيب والانتهاكات التي حدثت في السجون العراقية من خلال تعذيب العراقيين للعراقيين"، موضحة أن القيادة الاميركية في العراق "تلقت 41 بلاغاً من جنودها بوجود حالات تعذيب في السجون العراقية نقلا عن إفادات لسجناء عراقيين تعرضوا للتعذيب بواسطة الصعق الكهربائي واستخدام المثاقب والآلات الحادة فضلاً عن هتك عرض السجناء بواسطة القناني الزجاجية".
ويؤكد الكاتب والاعلامي عماد العبادي ان هناك العديد من الاجهزة الامنية غير الدستورية ترتبط بمكتب رئيس الوزراء، وغير تابعة للوزارت الأمنية الداخلية والدفاع، كقيادة عمليات بغداد ولواء بغداد وقوة مكافحة الارهاب، لافتاً الى ان هذه المؤسسات لم يصدر بها اي تشريع برلماني، يمنحها الشرعية.
وقال الناشط في مجال حقوق الانسان قبس جواد فيصل إن هناك "خللا كبيرا" في التزام العراق بمنع تعذيب المعتقلين، داعياً إلى فرض ضوابط وعقوبات للحد من الظاهرة. وأوضح أن "موضوع التعذيب داخل السجون العراقية هو انتهاك كبير لالتزامات العراق بحقوق الإنسان والتي أثارت قلق وغضب المواطنين"، وذكّر فيصل بالسجون السرية التي كشف بعضها الجيش الاميركي، مشيراً الى اعتراف وزيرة حقوق الانسان بذلك ثم تراجعها عن تصريحاتها، بعد ضغوطات حكومية.
من جانبه حمل عضو تحالف الوسط العراقي، عمر الهيجل الولايات المتحدة الاميركية مسؤولية تعرض المدنيين العراقيين إلى انتهاكات، مشيرا إلى أن الانتهاكات التي تطرقت إليها الوثائق السرية التي نشرها موقع ويكليكس عن حرب العراق وقعت قبل أن تتسلم القوات العراقية إدارة الملف الأمني من الجيش الاميركي.
وقال إن وزارتي الدفاع والخارجية الاميركيتين "تتحملان مسؤولية تلك الانتهاكات التي ارتكبت بحق مدنيين عراقيين وخاصة قائد الجيش الاميركي في تلك الفترة الجنرال بيتريوس والسفير الاميركي في بغداد لأنهما"، مبينا أن الحكومة العراقية "لا تحمل مسؤولية تلك الانتهاكات لأنها لم تكن تمتلك كافة الصلاحيات التي تمكنها من تولي زمام الملف الأمني إذ كانت كل تلك الصلاحيات محصورة بالجانب الاميركي".
وكان موقع ويكليكس قد نشر الجمعة نحو 400 الف وثيقة تتعلق بالحرب على العراق تغطي فترة سبع سنوات عجاف من حياة العراقيين، واماطت اللثام عن حمام الدم الذي اغرق به الاحتلال العراق.
https://telegram.me/buratha

