رفض رئيس تحرير موقع ويكيليكس جوليان اسنج ان يكون عمله يهدف الى تعريض أي شخص للخطر بعد اطلاق الوثائق الضخمة الاخيرة التي تخص حرب العراق امس الجمعة . حسب الموقع.
وياتي اطلاق الوثائق في وقت بالغ الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة في العراق اذ يستعد الجيش الاميركي لسحب جميع القوات الـ 50الف المتبقية من البلاد بحلول نهاية العام المقبل. وكان الجيش الامريكي قد اضاف نحو 170الف جندي في العراق في 2007.وبين اسنج ان "الوثائق عبارة عن ادلة متراكمة على جرائم حرب ارتكبت من قبل كل من التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لحرب العراق والحكومة العراقية"
واشارت وثائق من بين نحو 400الف وثيقة اطلقت يوم امس الجمعة من موقع يكيلياكس وسط اصرار البنتاغون على أن النشر يعرض حياة القوات الاميركية وحلفاءها للخطر.الى ان القوات الاميركية فشلت في كثير من الأحيان في متابعة أدلة موثوق بها تفيد بأن القوات العراقية قد اساءت معاملة وتعذيب وقتل أسراها في المعركة ضد التمرد العنيف ، وفقا لما يزعم بأنه أكبر تسريب لمعلومات سرية في تاريخ الولايات المتحدة.وبالرغم من أن الوثائق تبدو أصلية ، الا انه لم يتسن التأكد منها بشكل مستقل ، فيما رفض ويكيلياكس تقديم أي تفاصيل عنها. ومن جانبها امتنعت وزارة الدفاع الاميركية عن تأكيد صحة الوثائق المطلقة الا انها وظفت نحو 100 محلل لمراجعة ما تم إصداره في السابق ، ولم تشرالى عدم دقة أي من اطلاقات ويكيلياكس الماضية.ويعود تاريخ الوثائق الـ391الفا831 من مطلع 2004 إلى الاول من كانون الثاني 2010 ، والتي تم تسريب معظمها على أيدي ضباط من ذوي الرتب الدنيا وكتبت بلغة مقتضبة وجافة ، قد صورت آلاف المعارك مع المتمردين والهجمات بالقنابل على جانب الطريق ، فضلا عن إطلاق النار من قبل متعاقدين امنيين على مدنيين.وتصف الوثائق سلسلة كاملة من العنف لبلد في حالة حرب ،كاطلاق النار على الحواجز العسكرية ، واطلاق لمتعاقدين النار على العراقيين، وارتكاب عمال وحشية ضد السجناء باستخدام الماء المغلي ،والقضبان المعدنية ، والصدمات الكهربائية والخراطيم المطاطية. وقالت المجموعة التي تحصي خسائر الحرب ان الملفات توثق ايضا 15الف حالة وفاة لم يبلغ عنها في السابق.وتظهر التقارير التناقض الذي وجدت الولايات المتحدة نفسها فيه ففي الوقت الذي ذهبت فيه الى حرب يهدف جزء منها إلى وضع حد لوحشية نظام صدام حسين ، الا ان مواد ويكيلياكس تصور الضباط الاميركيين الذين وقعوا في صراع معقد وفوضوي انهم لم يفعلوا في كثير من الأحيان سوى تقديم تقارير لرؤسائهم عند حصولهم على أدلة تدين حلفاءهم العراقيين بارتكاب انتهاكاتهم الخاصة.وفي بعض الحالات ، تبين التقارير ان الجيش الامريكي يتدخل لحماية المعتقلين ، الا ان الكثير من الضباط الاخرين لم يتصرفوا في الحالات التي تطلق عليها قواتهم تسمية "الدليل الواضح "على الإساءة.وويكيليكس هي مجموعة تصف نفسها بأنها منظمة الخدمة العامة تتمثل مهمتها في "حماية المخبرين والصحفيين والناشطين الذين ينقلون اخبارا حساسة إلى المتلقي".ويواصل الجيش الاميركي التحقيق في كيفية تسرب الوثائق. فيما وصف السكرتير الصحفي للبنتاجون جيف موريل الاطلاق ب"المخجل" وقال انه "يمكن ان يقوض أمن أمتنا".واضاف ان تعذيب نحو 300 عراقي ممن وردوا في الوثائق كانوا "عرضة لهجمات انتقامية" وان القوات الاميركية في العراق كانت تحاول حمايتهم.ويبدوأن الوثائق التي سربت في الغالب حديثا من الوحدات الميدانية الروتينية من صغار الضباط في الوحدات العسكرية المنتشرة في أنحاء العراق وتم إرسالها إلى المقرات داخل العراق أثناء الحرب.ويصف احد التقارير بان القوات الامريكية عثرت على أدلة للتعذيب في مركز الشرطة في حصيبة ، بما في ذلك كميات كبيرة من الدم ، والأسلاك المستخدمة للصدمات الكهربائية وخرطوم مطاطي. ويصف التقرير الذي أعقب الزيارات التي يقوم بها الاميركيون ، للتحقق من زنزانات الاحتجاز ومطالب بسجلات السجناء.وقال موريل انه "كسياسة عامة ، كان من المفترض ان تتخذ القوات الامريكية في العراق إجراءات معقولة لوقف أو منع الاعتداءات" . وقال دبلوماسيون امريكيون وقادة عسكريين في العراق ان القوات الامريكية وقوات التحالف العسكري في العراق حاولت ردع الاعتداء ، بالرغم من أن المسؤولين الامريكيين لا ينكرون حدوث التعذيب أو سوء المعاملة.ودعت منظمة العفو الدولية الولايات المتحدة للتحقيق في مدى مسؤوليها عن التعذيب حين سلمت الاف المعتقلين إلى قوات الأمن العراقية.وتقدم بعض التقارير التي نشرت الجمعة أكثر وصفا وتفصيلا للإساءة مع الأدلة.منها ان "القوات العراقية سحبت رجلا في حصيبة من سيارة أجرة ، وعصبت عيناه وضرب وسجن في غرفة لمدة ثلاثة أيام لتثبت التقارير الطبية فيما بعد صدق الادعاء" .
https://telegram.me/buratha

