د . إسماعيل النجار||
هُوَ لَم يذهب إليهم؟
هوَ لَم يتغَيَّر، بقيَ ثابتاً على مواقفُهِ السليمة لأن الخطأ هو ما يتم تصحيحهُ وليسَ العكس،
حزب الله لَم يُغَيُّرَ وجهَهُ ولا جِلدَهُ ولا لهجتهُ ولا سياستهُ لا زالَ كما كان حزبُ الله الذي نعرفه الذي سَلَك طريق الحق ورفع رايتهُ منذ العام ١٩٨٢ حتى اليوم وغداً،
في ظِل المتغيرات الدولية المتسارعه وَمع قرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سلوك طريق المصالحة وتبريد الجبهات وتصفير عداد النزاعات من حَولهِ رغم صعوبَة الأمر في تغييِّر أي واقع بخلاف إرادة الولايات المتحدة الأميركية، لكنه جَدَّ السير ولَم يلتَفِت إلى أصوات من يعوون في واشنطن ملتفتاً إلى مصلحةِ بلادِهِ العُليا من خلال الإنفتاح شرقاً نحو روسيا والصين وتوقيع إتفاق مصالحة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في خُطوَة تاريخية قلبَت موازين القِوَىَ لصالح المسلمين جميعاً وأضعفَت تيار التطبيع مع الصهاينة وأعطَت زخماً سياسياً ومعنوياً لحركات المقاومة في الداخل والخارج،
على جبهة اليَمن هناك مفاوضات جارية والرياض وعدت بتنفيذ كل ما أتُفِقَ عليه في صنعاء رغم الضغوط الأميركية الكبيرة،
وفي سوريا تجري المياه في نهر بَرَدَىَ بالشكل السليم والصحيح،
أما في لبنان ظهرَت ملامح المرحلة القادمة من خلال إتخاذ الخارجية السعودية قراراً بإنهاء مهمة السفير وليد البخاري وإستبداله بآخر كانَ عضواً بارزاً في إجتماع الخُماسية في باريس ومُطَلِعاً على الاوضاع الداخلية اللبنانيه،
ولأنَّ مَن يهدُم لا يَبني ولأن وليد البخاري يُمَثِلُ لدى فريق كبير ووازن من اللبنانيين وجهاً صدامياً وفتنوياً أصبحَ لزاماً على المملكة تغييب هذا الوجه عن بيروت في حآل قررت سلوك طريق توافقية غير صِدامية كما تقول مع فريق المقاومة،
من هنا كان القرار بالمجيء بسفيرٍ جديد وتغيير لهجة السياسة السعودية بغض النظر عن قبول أو رفض سمير جعجع وفريقه للسلوك السعودي الجديد، ولأن المملكة ترىَ مصلحتها العليا في المقَدِمة والطرف الذي يُسَمي نفسه سيادي ليسَ إلَّا تفصيل صغير في سياستها الخارجية،
إذاً المملكة تطرق أبواب حارة حريك قريباً جداً، لكنها تترَيَّث بُغيَة إستمزاج الرأي السوري الرسمي في الملف الرئاسي اللبناني، فهيَ لم ترفض فرنجية رفضاً قاطعاً ولم تؤيدهُ خوفاً من خلق تباين مع دمشق فهي تنتظر لقاء الأسد في الرياض، فمعادلة السين سين عادت وأصبحَت قائمة بكل تأكيد، والرياض مهتمة برأي دمَشق ولا تريد إتخاذ أي قرار مُتَسَرِع قد يفضي إلى تناقض مع وُجهَة نظر سوريا في ظرف دقيق تسعىَ فيه المملكة إلى التلاقي والتوافق معها وليس الصدام ولا تريد إلَّا تبيان وجهها الحَسَن أمام الرئيس السوري فهيَ لَم تَلمس حماسة دمشقية إتجاه فرنجيه لذلك ستنتظر لتبني على الشيء مقتضاه،
بيروت في....
2/5/2023
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha