د.إسماعيل النجار ||
نَجَحَت قطر في جمع العالم على مقاعد ملاعبها الرياضية أواخر العام 2022،
فهل ستنجح بعد الوكالة الأميركية لها في جمع اللبنانيين حول طاولتها السياسية في العام 2023،
جوابٌ بعيد المنال حالياً ومن الصعب الحصول عليه قبل أن تكشَح الغيوم السوداء نفسها عن وجه السماء المُلَبَّدَة بالمشاريع السعودية والأميركية والفرنسية خِدمَةً لمصالحهم ومصالح إسرائيل،
المؤشرات الخارجية جميعها تشير إلى أن هناك مصالحٌ دولية مُتضارِبَة في لبنان،
والسعودية ترغَب في أن يكون مشروعها على رأس ما ترغب بهِ واشنطن وباريس، ولا بأس بهِ لطالما أنه يتقاطع مع مصالحهم الحيوية ومصالح الكيان الصهيوني فسيكون بينهما تنسيق ولن يحصل عليه أي إعتراض،
واحد من الأهداف السعودية المَرجُوَّة في لبنان التي تريد تحقيقهُ الرياض هو إيصال رئيس جمهورية إلى قصر بعبدا لا يمُت بِصِلَة لحزب الله ولا يؤيدُهُ، وتشكيل حكومة بيانها الوزاري لا يلحظ في بنوده مشروعية وجود المقاومة وحفظ دورها الذي تلعبهُ في حماية لبنان وثرواتهِ النفطية تمهيداً لسحب بساط الشرعية من تحت أقدام المقاومة وشيطنة سلاحها،
المطالب السعودية في وطن الأرز أكثر حلاوة لإسرائيل من المطالب الأميركية والفرنسية، ومنح دولة قطر التفويض يعطيها هامش أكبر للمناورة من الرياض وواشنطن أصحاب الثقل الكبير في العداء للمقاومة الإسلامية، كما يعطيها وكالة عامة للتصرف بعقلٍ سعودي أميركي بوجهٍ قطري بحريَة كاملة يعيد إلى أذهاننا الدور الكبير الذي لعبته الدوحة في سوريا أبان حكم حمد بن خليفه الأب منذ العام 2011 وأدى الى دمارها،
اللبنانيون الذين التقطوا إشارات أميركية سعودية فرنسية بتولي الأمير تميم زمام الأمور الدولية في الملف اللبناني قصدوا الدوحة متوسلين دعماً سياسياً وحلاً لقضاياهم الشخصية العالقة في الداخل والخارج لكن من دون جواب؟ لآن أي دعم قطري لأي جماعه في لبنان يجب أن يكون في الحسابات القطرية لطرف وازن على الأرض؟؟؟ ويكون الدعم منتجاً وذات مردود سياسي وعملي اذا إضطرت الحاجة للتوظيف الميداني، وهذَين الأمرين غير متوفرين في مَن قصد الدوحة حسب مفهوم سياسييها وقادتها،
إن سَريَنَة لبنان لن تنجح ولن تجدي نفعاً لأن موازين القوىَ فيه مختلَّة تماماً، وجغرافيتهُ التي تُعَد رقعه صغيرة من مساحة سوريا لا تسمح لأحد بالمناورة والمخاطرة الغير سياسية في ظل قوة حزب الله وحركة أمل الكبيرة،
وأن محاولات التضييق والخنق السياسي فإنَّ إنعكاساتهم السلبية سترتد على الولايات المتحدة الأميركية التي تحاصر لبنان وتُضَيِّق عليه سُبُل الحياة، وخصوصاً أن اللبنانيين كعادتهم يتأقلمون بسرعه كبيرة مع كل واقع جديد يُفرَض عليهم ومَن لا يتأقلم منهم يهاجر ويبدأ بتحويل الأموال إلى لبنان،
إذاً هذا الحصار وباله سيرتد على فاعليه ولن يبقى لسطوتهم وحلفائهم أي أثر إذا ما طال الأمر وسينتهي المطاف بخروجهم من البلاد، لآن شدة الضغط الإقتصادي والسياسي ستفقد أصحاب المشاريع غاياتهم التي ستذوب بين عناد حزب الله وتأقلُم الشعب (ونتيجة الظلم) على الأرض الذي أول مَن سيدفع ثمنها حلفاء واشنطن وعوكر والرياض وتل أبيب، وسيعودوا مُطَئطئي الرؤس الى حارة حريك من أجل الخروج بتسوية حفاظاً على بقائهم في لبنان.
بيروت في...
23/12/2022
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha