إسماعيل النجار ||
السيد نصرالله ينعي مستقبل جزَّاري صبرا وشاتيلا السياسي، (لا) مكان لكم في لبنان المستقبل،
بكلماتٍ واضحة وبلهجةٍ حادَّة توجهَ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه بالأمس بمناسبة أربعينية إستشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام،
وبصراحة مُطلَقَة وغير معهودة فيما يخص الشأن الداخلي اللبناني وبالإسم قال لهم سيد الوعد الصادق أنتم فعلاً لا تشبهوننا ونحنُ لا نشبهكم ولبناننا غير لبنانكم وفَنَّدَ سماحته بتفاصيل دقيقة الأسباب التي تؤكد إختلاف تربية المقاومة عن تربية أؤلَئِكَ الوحوش الضارية المتعطشة للغدر والتآمر والدماء، في إشارة واضحة من سماحتهِ إلى أن هؤلاء لن يكون لهم مكان على مساحة لبناننا الجديد؟
وفي خِضَم كلامه ألمَحَ سماحتهُ إلى أن طلاقاً نهائياً وقعَ مع هذه الشرذمة المجرمة التي لَم تُحاسب على جريمة صبرا وشاتيلا المُروِعَة التي أرتُكِبَت عام ١٩٨٢ خلال الإجتياح الصهيوني للبنان الذي كانَ لآل الجميل وزبانيتهم اليد الطولىَ فيه،
كلام السيد نصرالله يدُل على أن زمَن العفو عن المجرمين إنتهىَ أي بمعنى أن زمن العملاء إندثَر وأصبحَ عين بعد أثَر،
وأن لبنان ذاهبٌ إلى مؤتمر تأسيسي لا مناص منه سيكون لبنان ذات وجهٍ جديد وستُقفَل الدساكير السياسية والدكاكين التجارية العريقة؟
أما بالنسبة للنفط والغاز فإن كلام السيد إقتصر على حقل كاريش دون غيره في الوقت الخاضر لكنه لم يؤكد تحييد باقي الحقول التي تعمل على كامل الساحل الفلسطيني المغتصَب، ربما تاركاً معالجتها عملياً إلى ما بعد إنطلاق الصاروخ الأول في حال لم توفي أميركا وتل أبيب بإلتزاماتهما خلا الفترة القليلة المتبقية،
السيد نصرالله قالَ صراحةً بأن المقاومة أعطت الدولة اللبنانية المهترئة الوقت الكافي لتكمل المفاوضات مع المبعوث الأميركي الصهيوني "آموس هوكشتاين" لكي لا يُقال أن فرصةً ذهبية لِنَيل لبنان حقوقهُ كانت تلوحُ في الأفق أضاعها علينا حزب الله بإستعجاله الحرب؟
وأكدَ أننا نريد أن نأكل العنب لا أن نقتل الناطور من دون أن يعطي ضمانة ما إذا كانت حياة الناطور ستكون في خطر أم لا في حال حاول حرماننا من حقوقنا،
العين والصواريخ على كاريش وضغطة إصبع واحدة على الزر الأحمر ستقلب الأمور رأساً على عقب بين لبنان والكيان الغاصب، ولطالما أن الأمر مقدورٌ عليه فإن السيد نصرالله غير مستعجل القيام بهِ مفضلاً منح المتفاوضين وقتاً أكبر عَلَّهُ يحصل أي إتفاق يجنب الطرفين الحرب والدمار مع عدم حرص المقاومة على سلامة الكيان في حال تم توقيع اتفاق وحاولت إسرائيل العربدة في لبنان مجدداً،
خطاب ثقيل حمَلَ رسائل عدة وزعها الأمين العام ميمَنَةً وميسَرة، كانت الرسالة الأقوَىَ فيه مُوَجَهة إلى مجرمي الحرب جزاري صبرا وشاتيلا وكلماتهِ هيَ الأقوىَ والأكبر والأشد صرامة على الإطلاق،
وكانَ حزب الله قد عرضَ في بعلبك في ذكرى الأربعين بشكلٍ علني ولأول مرة روبوتات متطورة للكشف عن المتفجرات لم يعلن عن مصدر تصنيعها، كما تم عرض رادارات تشويش ورصد عالية الدقة كرسالة واضحة للداخل تحديداً عن ما يمتلكه الحزب من قدرات تقنية الكترونية متطورة وإمكانيات عسكرية أخرى تستطيع تكبيل أيادي الأعداء المجرمين وتجعلهم يفكرون ألف مرة قبل أن يبادروا إلى تحريك أقدامهم ضدهُ بصورة خاطئة،
لم يُحدد السيد حسن نصرالله مهلة لإنتهاء الإنذار لتل أبيب ولكنه أوضَح أن الأمور مرتبطة بالإستخراج من كاريش الذي يقع توقيته بيد اسرائيل،
الكيان الصهيوني بدوره يتخبط ويتوسل الضغط لتمرير الإنتخابات البرلمانية الخامسة بهدوء وتشكيل حكومة إسرائيلية وبعدها يتم الإتفاق،
حزب الله بدورهِ قال بأنه غير مَعني بهذه الإنتخابات ولن تكون مواقفه رافعه لأيٍ من الطرفين الصهيونيين المتناحرين لابيد وبينيت ونتانياهو،
نحن كلبنانيون إنتظرنا طويلاً ولم يبقىَ إلَّا القليل وما علينا إلا الهدوء ومنح قيادة المقاومة الثقة لأنها تعلم ماذا تفعل وماذا تريد.
بيروت في....
18/9/2022
https://telegram.me/buratha