د. إسماعيل النجار ||
ماذا يريد العدو الصهيوني من لبنان؟ جميعنا على عِلِم ودراية بذلك،
أما ماذا يريد نجيب ميقاتي من التمسُك بالتكليف وعدم التأليف، فهذا أمر يحتاج إلى عَرَّافين ومحللين كانوا قد إختبروا الرجل خلال طَيٍ طويل من الزمن،
إذا بدأنا بموضوع ترسيم الحدود والتوتر الحاصل على جانبيها بين العدو الصهيوني والمقاومَة، بسبب التنقيب والترسيم ومنع لبنان من إستخراج ثروته، فإن التطورات تضع الطرفين أمام إحتمالات عديدَة بالنسبة لإسرائيل أحلاهما مُر،
فإذا قبلت تل أبيب شروط لبنان ورضخت لها، فإن ذلك سيُعتبَر هزيمة مُذِلَّة لحكومة لابيد المقبلة على إستحقاق إنتخابي نيابي هو الخامس منذ بدء الأزمة قبل خمس سنوات قد تؤثر على نتائجها لغير صالح حزبهِ،
وفي حال رفضت تل أبيب إعطاء لبنان حقوقه وأصرت على مشاركته بالبلوك رقم ٨ و ٩ فإن الحرب مع حزب الله واقعه لا محآلَة ولا طاقةَ لها لِما يحضره أو حَضَّرَهُ لها خلال ١٥ سنة،
أما إحتمال المماطلة والمراوغة والمناورة، كفرضية سياسية يحاول العدو إتباعها ومن خلالها القفز نحو الأمام لتمرير مرحلة علَّها تتغير الظروف الدولية وبالتالي يتنصل من تعهداته كعادته،
المقاومة صاحية لكل ما يُفكر بهِ العدو ولن تسمح بالمماطلة كما لن تسمح باستخراج الغاز في جهة واحدة، وإلا فإن ذلك سيكون مخاطرَة كبيرة على أمن إسرائيل وعلى سلامة الشركات العاملة في المنصات العائمة على المياه الجاهزة لشفط الغاز واستخراجه،
إذاً الكُرة بملعب ألصهاينة وهم الوحيدين الذين يعرفون ما الذي سيحصل مستقبلاً، نتيجة معرفتهم التامة بعقل المقاومة والتهديدات التي تطلقها، والمبادرة بيد تل أبيب وهي تعلم ماذا ستفعل أكثر من كل المتكهنين وأرباب السياسة والإعلام،
على الجانب اللبناني معركة رئاسة الجمهورية فُتِحَت على مصراعيها، ولا أسماء معروفة محسومة لغاية اليوم بينما الحديث في الخفاء يدور حول شخصيتين إحداهما عسكرية والثاني مهندس،
ويغيب الحديث بشكل شبه كُلي عن إسم سليمان فرنجية في أروِقَة الصالونات السياسية الرسمية والحزبية وعلى أعلى المستويات،
لحزب الله حساباته الدقيقة مع رئاسة الجمهورية في ظل انقلاب الصورة على الساحة الدولية، فهو يريد رئيساً براغماتياً يعمل لأجل إنقاذ لبنان بالفعل لا بالتصريحات، وأن لا يكون ذات إرتباطات وارتهانات خارجية وأن يكون إلى جانب المقاومة في حماية سلاحها وأتخاذ مواقف صلبة ضد العدو الصهيوني، وأن لا يكون غارقاً في الفساد،
أما على الصعيد الحكومي فإن الرئيس ميقاتي الحريص على مصالحه الشخصية أكثر من الوطن، يحاول الإيحاء بأن حكومته لتصريف الأعمال تستطيع أن تتحمل المسؤولية كاملة في حال حصول فراغ،
مع العلم أن هذا الأمر مخالف لكل الأصول الدستورية اللبنانية، والبلاد لا تحتمل إجتهادات وإجتهادات مضادة لنعود الى دوامة عام ٢٠٠٥؟ وخلق فراغاً كبيراً على كل الأصعدة،
اليوم يسعى حزب الله وبكل قوة لكي تكون هناك حكومة كاملة الأوصاف دستورياً قبل إنتهاء ولاية الرئيس الذي يُرَجَح عدم مغادرته القصر الجمهوري في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية إذا طلب مجلس النواب منه ذلك،
كما يسعى حزب الله الى إنتاج رئاسة بعيدة كل البُعد عن التدخلات الخارجية لكي تنعكس هذه الإنتخابات على إنتاج حكومة بلدية بكل معنى الكلمة يترأسها مرجع صالح وليس رجل اعمال يرهن البلاد والعباد من أجل مصالحه الشخصية أمثال نجيب ميقاتي،
بيروت في...
26/8/2022