د. إسماعيل النجار ||
القصف الذي تعرضَ له ريف دمشق وجنوب مدينة طرطوس بالأمس كانَ رسالة صهيونية إلى كل من سوريا وإيران وروسيا بأن لا خطوط حُمر أمام نشاط سلاح الجو الإسرائيلي،
وأن العمليات الحربية ستستمر لمنع انتشار قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا وخصوصاً في الأماكن القريبة من الجولان السوري المُحتل،
الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا اللتآن تخوضان حرباً فعلية منذ ١٠ سنوات مع الكيان الصهيوني الداعم للإرهاب في سوريا يُكدِّسان في دفتر الدين مآ على العدو من فواتير يجب عليه تسديدها،
وسيأتي اليوم الذي ستدفع فيه إسرائيل ثمناً باهظاً بدلاً عن هذه الإعتداءآت، بغَض النظر عن ما يروجهُ المغرضون ضد سوريا بالنسبة لكل ما قامت به تل أبيب بأن الرد سيأتي في الزمان والمكان المناسبين، متناسيين ظروف المرحلة التي تمر بها دمشق.
أما الرسالة الإسرائيلية الثالثة هيَ لموسكو فحواها بأنها مستمرة في عملياتها ضد دمشق ولا خطوط حمراء روسية ستقف عائقاً أمامها مهما كلف الأمر.
الصهيوني شعر من وُجهَة نظرهِ بضَعف الموقف الروسي في الشرق الأوسط وبدعمٍ أميركي يتمادىَ ويقوم في ما يقوم به،
لكن الرد الروسي لن يطول وسيصل إلى تل أبيب حسب الطقس "السايبيري" وليس من الضروري أن يكون "حاراً" حسب طقس منطقتنا، وسيكون مؤلماً جداً وستندم تل أبيب يوماً مآ،
ولن تستعجل موسكو الرد وأسرائيل تعرفُ ذلك وسوف تدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً،
التحالف الكبير الذي قسمَ الكرة الأرضية بوجهيها الإمبريالي الرجعي، (والإنساني) أزعجَ الولايات المتحدة الأميركية وهي تحاول الإسراع بتوقيع الإتفاق النووي مع إيران من أجل إبطاء دوران عجلة تقاربها مع الصين وروسيا بعد انقسام العالم،
ولكن الأمور ليست كما تحلم بها أميركا،
الرئيس فلاديمير بوتين قطعَ أشواطاً كبيرة في حربه ضد هيمنة واشنطن وتصريحاته الأخيرة التي أكدَ فيها أن لا حدود للتعاون العسكري مع حلفاء روسيا تشير إلى مرحلة جديدة ستكون مخازن وتكنولوجيا والسلاح الروسي متآحين بقوة أمام حلفاؤهم في العالم ولا سقف أمام تلبية طلباتهم العسكرية،
المستفيد الأول من هذه العلاقة هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية من حيث حصولها على اعلى تكنولوجيا عسكرية من موسكو وتوقيع اتفاقيات معها بخصوص التعاون في التصنيع العسكري المشترك وتبادل الخبرات،
التصريح الروسي نزل كالصاعقة على رؤوس قادة العدو الصهيوني الذين سيسلمون في الأمر وسيتفاجئون بنتائج هذا التعاون على الصعيد العسكري إذا ما اندلعت الحرب مع تل أبيب،
العدو يتوجس كثيراً من صواريخ المقاومة والحرس الثوري في سوريا، وما يخيفهم أكثر هو مشاركة دمشق في أي حرب مقبلة لما تمتلك من قدرات صاروخية ضخمة ومتقدمة، حيث سيستفاد حزب الله منها بقوة، ناهيك عن العمق الجغرافي الإستراتيجي الذي ستمنحه دمشق لها، الأمر الذي سيربك العدو ويشتت قوة النار لديه التي يعتقد أنها كانت محصورة ضمن دائرة الجغرافية اللبنانية الصغيرة فقط،
أيام قليلة تفصلنا عن الحقيقة وما سيحصل، وسيرَى المراهنون على حياد دمشق وصمتها الطويل أن ظنونهم خابت وأن الأسد يبقى أسداً ولو رقصت على جثة الأمن في سوريا ولفترة الكلابُ،
السيد نصرالله والرئيس بشار الأسد سيصعقون تل أبيب في الوقت المناسب القريب.
بيروت في
17/8/2022