د. إسماعيل النجار ||
المخطط صهيوعربي برعاية أميركية،
الأدوات دُوَل التطبيع والسُلطَة الفلسطينية والفكر الإخونجي المتأسلم،
الضحية نُخَب قيادة المجلس العسكري لسرايا القدس المُقَرَّبَة جداً من طهران، والمدنيين المساكين،
بهذا الشكل كانَ حال غزة وأهلها خلال ثلاثة أيامٍ من القصف الصهيوني المُدَمِر والإغتيالات،
عندما يتعلق الأمر بفلسطين لا مساحة وسط تفصل بين الحق والباطل، ولا هامش للحياد طالما الأمر يتعلق بالدم الفلسطيني الطاهر،
ولا تبرير يُقبَل وللمنظرين نقولُ سلفاً إن طبع الخيانة مطبوعٌ على جبين الذئب وإن رَضِعَ من شاة الأصمعي،
لقد نجحت إسرائيل بتشتيت الساحة العسكرية الغزَاوية،
ونجحت مصر (العروبة) في إلقاء طوق النجاة لها،
وقَبِلَت حركة الجهاد الإسلامي عرضاً بإطلاق سراح المعتقلين لدى الصهاينة خليل العواودة وبسام السعدي مقابل وقفاً لإطلاق النار،
على مقولَة من (دهنو سَئِّيلو) للذين يعرفون معنى هذا المثل العربي القديم!،
وأخيراً أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد نخاله أعلن قبوله الإتفاق وشدَّدَ على الوحدة المتكاملة مع كافة الفصائل المجاهدة وعلى رأسها حركة (الحياديين) حماس،
950 صاروخ وقذيفة أطلقتها حركة الجهاد على المستوطنات الصهيونية شَلَّت الحركة الصهيونية لثمانين ساعة، في مقابل تدمير أكثر من ألف منزل بشكل كُلي أو جزئي وعشرات الشهداء والجرحَىَ،
من دون أن يتحقق أي إنجاز عليه القيمة مثل فك الحصار أو فتح المعابر أو إطلاق سراح الأموال المحجوزة لغزة أو التعهد بعدم تكرار الإغتيالات أو السماح بدخول المواد الأساسية كالحديد ومواد البناء،
وسائل إعلام المقاومة تقول إن حركة الجهاد الإسلامي خرجت منتصرة ولكنها لم توضح كيف تم ذلك،
نحن نقول أنها خرجت منتصرة لأنها اعتمدت على الله أولاً وعلى مقاتليها وخاضت الحرب والخنجر في خاصرتيها وظهرها،
أما غير ذلك لا يمكننا أن نعتبر أن ما حصل نصراً حسب التقديرات الصحيحة والدقيقة لنتائج المعركة،
إسرائيل خططت جيداً وغامرت معتمدةً على موقف حماس المحايد، وعمالة ونذالة النظام المصري،
فاستبقت عملية الإغتيال بإعتقال قائد الجهاد في الضفة بسام السعدي وخليل العواودة، ودفعتهما ثمناً لوقف إطلاق النار بعدما كانت قد صَرَّحَت أنها لن تطلق سراح الشيخ السعدي كمناورة ذكية لتعاود اعتباره ثمناً باهظاً دفعته للحركة،
كَم كنا نُعَوِل على صالح العاروري ويحيَ السنوار، وكم كنا نُعَوِل على شرفاء سرايا عز الدين القسام، ولكن تبينَ لنا أن أيديهم مغلولة ويد خالد مشعل واسماعيل هنية فوق أيدي الجميع لكننا نُذَكِر بأن يد الله فوق الجميع،
سأختم مقالتي ببيتٍ من الشعر للأصمعي أنشده لفرخ الذئب الذي تربى على ثَدي جُهينتهُ ورضِعَ منها ثم عقرها إذ أنشدَ يقول له :
بقرتَ شُوَيهتي وفجَعْتَ قلبي،
وأنتَ لشاتِنا ولدٌ ربيبُ،
تغُذِيتَ بدرِّها ورُبِّيتَ معها،
فمَن أنباكَ أنَّ أباكَ ذيبُ،
والله إذا كانَت الطِّباعُ طباعَ سوءٍ،
فلا لبنٌ يفيدُ ولا حليبُ،
وكتبَ الشاعر عمر أبو ريشة قصيدةً عن حال الأمة قالَ فيها :
أمتي هل لك بين الأمَمْ .....منبرٌ للسيف أو للقلمِ!
*أتلَقّاكِ وطرفي مُطرقٌ .....خجلاً من أمسكِ المنصرمِ،
*أمتي كم غصةٌ دامية ....خنقت نجوى علاك في فمي!
*ألإسرائيل تعلو رايةَ .....في حمى المهد وظل الحرمِ!!
*كيف أغضيتِ على الذل ولم .... تنفضي عنك غبار التهمِ!
*أو ما كنت إذا البغيُّ اعتدى ....موجةً من لهبٍ أو دمِ!
*إسمعي نوح الحزانىَ واطربي ... وانظري دم اليتامىَ وابسُمي
*ودعي القادة في أهوائها .... تتفانى في خسيس المغنمِ
*رُبَّ وامعتصماه انطلقتْ .... ملء أفواه الصبايا اليُتَّمِ
لامستْ أسماعهم لكنها .... لم تلامس نخوةَ المعتصمِ
*أمتي كم صنمٍ مَجَّدتِه .... لم يكن يحمل طُهر الصنمِ
*لا يُلام الذئبُ في عدوانه .... إن يَكُ الراعي عدوَّ الغنم ِ
*فاحبسي الشكوى فلولاكِ لما ....كان في الحكم عبيد الدرهمِ
أسفي على أمة العرب،
بيروت في....
9/8/2022