د.إسماعيل النجار ||
زَرَعَت أميركا في لبنان أخبث أنواع النبات فأثمَر زرعها وأينَع وقطفت منه فوضىَ وحصار وتآمر وإنقسام وطعن بظهر المقاومة التي قاتلت من أجل سيادة وكرامة هذا الوطن الذبيح من الداخل والخارج،
سياسيوا فريق ١٤ آذار في لبنان ليسوا سوَىَ مجموعة من المنتفعين والمتسولين يقفون على أبواب السفارات كشعراء البلاط يمدحون أصحاب الدنانير، لا أُفق سياسي لديهم ولا مشروع بناء وطن، وجُل ما يبحثون عنه هوَ الجاه والمنصب وحقائب المال التي لم تشبعهم كثرتها بعد،
فريق متشَبِع بالكراهية والحقد للفريق الآخر الشريك في الوطن،
فريق لا يحسب أي حساب لجوع المواطن وحاجته وألآمه، وليست أكتاف الفقراء سوى درجات سُلمٍ يصعدون عليهم ليصلوا إلى أهدافهم الدنيئة،
سرقوا المال العام، وهرَّبوا أموال الناس خارج البلاد، وتآمروا مع العدو الأميركي وحاصروا الشعب وجَوَّعوه، وقسمٌ منهم جاءَ بالإحتلال الصهيوني، وقسمٌ آخر جاء بالثقافة المثلية، وآخرون كانوا هدَّامون في المجتمع المدني،
شعاراتهم طائفية، مطالبهم تُرضي العدو الصهيوني ومستحيلة، وكل ما تطالب به أميركا وإسرائيل يكون هوَ عنوان حملاتهم وسياساتهم،
طالبوا بتجريد المقاومة من سلاحها،
وهذا مطلب إسرائيلي،
طالبوا برفع الإحتلال الإيراني، وهذا مطلب وهمي لأنه لا وجود لإيران في لبنان إلَّا من خلال سفارتها،
طالبوا بعدم تدخل سوريا في الشؤون اللبنانية بينما سوريا غارقة في همومها ومشاكلها ولا تتدخل في أي شأن لبناني،
مجموعة فايروسات أميركية صهيونية يجب معالجتها بأي طريقة.
يجب إصدار قوانين ومراسيم تطبيقية تُجَرِّم كل مَن لا يعتبر إسرائيل عدو، وأن يُعدَم العميل لأمريكا وإسرائيل فوراً بلا رحمة، وأن يُمنع السفراء الأجانب من التدخل بالشأن العام الداخلي كما يفعل السفير البووو خآري،
نحن لم نشاهد السفير الإيراني يتجوَّل هنا وهناك أو يتدخل أو يُصَرِّح سلباً أو إيجاباً، ولا حتى السفير السوري،
اليوم بعد الإنتخابات التي أُجرِيَت وانتهت وُلِدَت كتلة نيابية تُسمَّى المجتمع المدني كانت قبل ١٥ أيار ترفع شعار (كلهن يعني كلهن) سنرى في الأيام القليلة القادمة كيف ستذوب هذه الوجوه الجديدة ضمن الكُتَل القديمة التي كانوا ينادون بإلغائها، لأن دواء الدولار الأخضر إذا ما تمَ رشرشتهُ في أحضانهم سيقضي على شعار كلهن ويُبقي على بعضهم، لأن هؤلاء النواب المنتخبون لم يأتوا من كوكب آخر إنما ولدوا من رحم البلاد والفساد ولا أمل يُبنَىَ عليهم، وخلال حملتهم ضد السلطة منذ ١٧ تشرين لم تكُن شعاراتهم إلَّا في خدمة الأميركي والبريطاني وسيبقون كذلك.
بيروت في...
19/5/2022