د.إسماعيل النجار ||
إلى الشهيدةُ الشاهدة على إجرام العدو وصلافته،
لقد إفتقدَكِ الصباح، وافتقدتكِ شمسُ القدس، ودروب الجهاد في جنين،
جميعها حزينة ينتابها الحنين، إلى إطلالةٍ بهيَة وصوتٍ فلسطينيٍ مقاوِم، وكلمة حُرَّة صادقة، ونبرةٍ وطنيَة مليئة بعنفوان فلسطين كُلِ فلسطين،
الجميع إشتاقَ إلى شيرين،
إلى أيقونة الصحافة والإعلام، إلى الطائر المتَنَقِلِ بين الأحزان، في شوارع الضفة وأزِقَّةِ جنين،
تليقُ بِكِ الحياة وليسَ الموت يا شيرين،
برصاصة جَلَّاد أخمدوا صوتَكِ، لكنهم لَم يَعلموا أنهم خَلَّدوكِ وأحيوا ذِكراكِ وأصبحتِ قضية تشبهُ القدس والأقصى في فلسطين،
شيرين أبو عاقلة،
إبنَة الواحد والخمسون عاماً، تنقلَت أكثر من نصف عمرها بين الموت والأحزان وبين ركام المنازل المُهَدَّمة في القدس وكل مكان،
عشرون عاماً ونَيِّف لَم تفارق عيونها أشلاء الأطفال، وأعمال التنكيلِ والإعتقال، والقصف والدمار ورائحة الموت التي خَلَّفها الصهاينة الأشرار،
غادرَت شيرين بيتها وأهلها ورفاق دربها وأصدقائها ومايكرفونها، كما غادرت شوارع القدس القديمة ونابلس وجنين، ذهبَت بِلا عودَة إلى حيثُ الحياة الحق التي لا ظُلمَ فيها ولا مظلوم، ولا صهاينة ولا أعرابٌ مطبعين، ذهبت لتسكن بجوار مريم والحواريون وكل شهداء فلسطين،
إلى جوار ربها انتقلَت وذكراها في قلوبنا وعقولنا خالدة، لن تفارقنا صورتها ولا نبرة صوتها، وكيف ننساها وهيَ أيقونة الإعلام في فلسطين.
بيروت في...
12/5/2022