د. إسماعيل النجار ||
خِطابات سقوفها عالية ونبرَتها حَدَّة للغاية، وتجييشٌ وتَجييش مُضاد، وشارع لبناني مُحتَقِن ومتَنَوِّع منقسِم بين فريقٍ نهَبَ الوطن، وفريقٍ بآعَهُ، وفريقٍ دافعَ عنه وقلبهُ عليه،
إنقسامٌ عاموديٌ كبير، وإنتخاباتٌ باتت قآبَ قوسين وأدنىَ، يتحضر لها طَرَفَي المواجهة بقوَّةٍ وعزمٍ مُختَلِفَين، يلعب بين أقدامهم أقزامٌ سنافر صِغار يتنطنطون من قريةّ إلى قريَة ومن مكانٍ إلى آخر، يحملون الضغينَةَ في صدورهم وحقائب الأموال في أيديهم يقومون بتوزيعها على مَن حالفه الحظ ورَبِحَ المليون بعدما سَجَل إسمه الحقيقي أو إسماً وهمياً وغادر المكان،
سفاراتٌ لبنانية في الخارج فَتَحت أبوابها للناخبين إرتدَى بعض المندوبين في البعض منها سُترات حمراء عليها أرزة لبنان {شعار حزب القوات اللبنانية} علناً في أكبر فضيحة ميليشياوية داخل مقر دبلوماسي رسمي خارج لبنان وفي منطقة الخليج تحديداً،
وفي الداخل ترتفعُ نبرَة الخطاب السياسي، وحرارة المواجهة تزداد، فيما السيد نصرالله يرفع سقف التحدي الخارجي على مستَوَيَين إثنين كبيرين جداً خلال إلقائه كلمة عبر الشاشة مُوَجهَة لجمهور حزب الله وحركة أمل في منطَقَتَي صور والنبطية، غير مُلتَفِتٍ إلى أقزام الداخل "الذيول" موجهاً خُطابه إلى أسيادهم ومُحَرِّكيهم قائلاً بالفَم الملئآن وباللهجة العامِْيَة اللبنانية،
(فشرتوا تنزعوا سلاح المقاومة)،
السيد نصرالله حَذَّرَ الصهاينة من مَغَبَة اللعب بالنار، وأعلنَ بأنه أعطى أوامرهُ لكافة وحدات المقاومَة بكافة تشكيلاتها بضرورة رفع الجهوزية العسكرية إلى درجة ١٠٠٪ إبتداءً من الساعة السابعة من ليل 9/5/2022 حتى إشعاراً آخر أو زوال الخطر المحتَمَل من جهة العدو الصهيوني،
في لغة الخطاب لا شيء يَشي بفرَج قريب أو حَل وسط، فالمعركة الإنتخابية على أشَدِّها وسط غزو أميركي سعودي قُوَّاتي لمناطق بيئة حزب الله في لبنان بقاعاً وجنوباً، وسط إستنفار شعبي كبير يتصدَْى لهذه الظاهرة الغريبة،
لكن..... ماذا بعد فرز الصناديق وبروز النتائج،
في حال فوز فريق المقاومَة المؤكَد، هل سيدعو السيد نصرالله خصومه للمشاركة في حكومة إنقاذ وطني؟
بمعرفتنا به سيفعل،
ولكن هل سيقبل الطرف الآخر المشاركة؟
بمعرفتنا بهم سيرفضون،
إلى أين سيذهب لبنان وما هيَ الإحتمالات المفترَضَة بعدما يكون قد بَرَز شكل الحكومة ولونها؟
هل ستذهب الحكومة شرقاً؟ وهل يستطيع لبنان تَحَمُل تبعات هكذا إستدارَة؟
أم أن الحال سيبقى على ما هوَ وتكون صناديق الإقتراع قد أفرزت تمديد للأزمة أربع سنوات أخرَىَ في ظِل معانات كبيرة يعانيها الشعب اللبناني،
ما بعد الإنتخابات ليسَ كقبلِها، وإنقاذ لبنان يحتاج خطوة شُجاعَة تنقذ ما تبقَّىَ من وطن أمَّا الذهاب شرقاً وفتح أبواب المحاسبة على مصراعيها، وأما فوضَىَ عارمَة وأمن ذاتي ستعِم لبنان من أقصىَ شماله إلى أقصى جنوبه ساحلاً وجبلاً،
ألله يستر لبنان.
بيروت في.....
10/5/2022
https://telegram.me/buratha