د.إسماعيل النجار ||
بكُل تعَجرُف وصلافَة تتعاطىَ المملكة السعودية مع أتباع سعد الحريري رئيس تيار المستقبل في لبنان،
فكل ما تريدهُ الرياض يأتي أمراً وبالإذعان! من دون أن تترِك لهم أي خيار غير الإنصياع والتصويت للوائح القوات اللبنانية وأتباعها على مساحة الجغرافيا السياسية اللبنانية، وذلك بعدما تسلَّمَ مجرم الحرب سمير جعجع من بن سلمان المصحف الذهبي الذي كانت تقدمه لدار الفتوَىَ في كل عام، وأصبَح بعدها جعجع ولي الأمر والوصي الشرعي على الطائفة السُنِّيَة الكريمة في وطن الأرز،
شيوخ وعلماء بالجملة حَجُوا إلى معراب وجلسوا على طاولة إفطار ذاك الذي لا يعترف برمضان ولا بأتباعه، ونالوا منه بركات المملكة ورضاها، وتَمَّ التعاطي مع ألمُضيف على أنه سمير المؤمنين كما وصفهُ مفتي أستراليا العام الماضي،
جعجع الذي أراد أن يُضفي على نفسه صفة الزعيم الجامع لكل اللبنانيين ليثبِت لمليكِهِ السعودي أنه الزعيم الوطني الأوحد الذي يستطيع عبور المناطق والطوائف ويتحدَّى حزب الله، فتَحَ أبواب حصنهِ أمامَ ضعفاء النفوس من مشايخ أهل السُنَّة والشيعة وزوَّدهم بتعليماتهِ وحقائب الأموال السعودية ووجههم إلى القُرَىَ والمناطق اللبنانية التي تعتبر بيئة حاضنة للمقاومة،
زعيم تيار المستقبل الذي إتخذَ قرارهُ بالمقاطعه، إعتبرَ أن دار الفتوَىَ طعنتهُ عندما طلبت من ألمسلمين السُنَّة المشاركة في التصويت بكثافة لصالح لوائح ١٤ آذار، ناهيكَ عن تخلي بعض قيادات التيار الأزرق عنه في أول مفترق طُرُق كرمَىَ لعيون الرياض،
مسبحة الوحدَة السُنِّيَة إنقطعَ خيطها في لبنان، وبقيَ الشيخ سعد الشاهد الأوحَد معلقاً بأعلى الخيط الممسك برأسها،
لم تقف السعودية هنا مع سعد؟،... إنما وَجهَت وسائل إعلامها وكُتَّابها لمهاجمة الزعيم الضعيف المتهالك، وخاطبته من دون أي مواجهة مباشرة عن بُعد، وأنذرتهُ بالويل والثبور وعظائم الأمور إذ لَم يتوجَه بخطابٍ إلى أنصارهِ يدعوهم فيه للمشاركة بكثافة في التصويت لصالح لوائح جعجع وأزلامه لتكريسه زعيماً وطنياً جامعاً يستحق التقديس والوصول الى قصر بعبدا رئيساً للجمهورية،
الشيخ سعد رضخَ على ما يبدو للضغوطات والتهديدات السعودية، وقررَ العودة إلى بيروت قبل ١٥ أيار بحسب مصادر إعلامية لكنه لم يصدر عنه شيئاً يشير إلى نيتهُ تعديل موقفه من المشاركة في الإنتخابات، الأمر الذي يشكلُ خطراً جسدياً عليه وخصوصاً أنه مَرَّ بتجربَة عام ٢٠٠٥ بإغتيال والده وهدر دمهُ،
السُنَّة في لبنان أصبَحَت خياراتهم صعبة ومشتتين بفعل الضربات السعودية على مفاصل الطائفة العريقة، فلم يَعُد أمامهم الكثير من الخيارات، وهم أمام تحدي صعب متمثل بالضغط السعودي لكي يقفوا خلف سمير جعجع وأن يكونوا طَوعَ أمره،
أو الرفض وتَحَمُل نتائج الغضب الوهَّابي من آل سعود، حيث لا أحد يستطيع أن يُقَدِّر نتائج ما ستؤول إليها الأمور بعد ١٥ أيار،
بيروت في...
7/5/2022
https://telegram.me/buratha