د. إسماعيل النجار ||
هذا عنوان حقيقي لمرحلة دقيقة يَمُر بها لبنان وعلى مفترَق طُرُق في ظِل جهود جبَّارة تبذلها الولايات المتحدة الأميركية من أجل تمرير إستحقاق تُحَقِّق من خلاله مبتغاها بالوصول إلى كسر حزب الله وهزيمته وإبعاده عن المشهد السياسي اللبناني تمهيداً لإستسلامه وتجريده من سلاحه حسب الخيال الأميركي الواسع،
واشنطن جهزَت للأمر عُدَّتها وعديدها من أجل الوصول إلى الأهداف المبتغاة،
وأهَم أدواتها في لبنان مِمَن يمتلكون الأرض وبعض القوَّة هوَ حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، أما الباقون فُقاعات وعبارة عن ألسُن زُرافية طويلَة وأبواق فتنجية متمرسة وبارعة ببث الإشاعات ونفث السموم ونشر الأحقاد على الطريقة السعَيديَة؟
لا شَك أن المعركة مصيرية وقاسية لذلك ستُستَخدَم أميركا فيها أكثر الأدوات الوَسِخَة والأشخاص الوسخين والدعاية الوسِخة وستنضح من داخلها كل ما تحتويه في باطنها من أجل هزيمة حزب المقاومة،
في الظاهر هيَ إنتخابات داخلية، وفي الحقيقة هي معركة بين لبنان الحقيقي المتمثل بالمقاومة ولبنان الأميركي الصهيوني الذي كذلك سيكون في حال فوزهم في هذا الإستحقاق،
هنا اللبنانيون أنفسهم سيقررون أيُ وطن يريدون وأي خارطة سياسية سيرسمون،
في هذا الإستحقاق لا مكان للعَتَب ولا للنقاش بالأسماء والشخصيات،
ولا يُمكن لحريص أن يسمح بأخذه بإتجاه المهاترات التي ستُضعف الخط المقاوم، والتصويت لنهج وليس لأسماء، والمرشحون على لائحة المقاومة لا يمثلون أنفسهم إنما يمثلون مسيرة جهادية إلهية تعمل منذ تأسيسها على بناء القواعد الأساسية لدولة الحق التي سيحكمها صاحب العصر والزمان، فمَن أراد الحق عليه أن يتحلى بالصبر والثقة والوفاء،
إن المقاومة التي دافعت عنا وبذلت الدماء وحمتنا وحَمَت لبنان، اليوم هي بحاجة الى حماية الشرفاء ليسَ بالدم أو بالسلاح، إنما بموقفٍ وطنيٍ وإسلاميٍ مُوَحَد ينطلق من خلف الستارة وصولاً إلى صندوق الإقتراع،
في ساحة المواجهة بين حزب الله وألصهيوأميركية لا مكان للصغار الزُرافيين ولا للعملاء، ففي ساحات الكبار لا تنفع الجعجعة، من هذا المنطلق أميركا وإسرائيل خائفون من صمت حزب الله، والمصفقون لهم في لبنان يصدقون أنفسهم أنهم في عُرس!، لذلك يجب أن نَعي جيداً المشروع الصهيوأميركي للبنان والذي يهدف إلى نهب ثرواتنا وإجبارنا على التطبيع مقابل الفُتات، ودَوس كرامتنا إلى الأبَد،
أميركا هذه عينها على الغاز اللبناني لمحاربة روسيا، ويزعجها نجاح حزب بأدائه الحكومي فالوزير جميل جبق جعل من وزارة الصحة وزارة الإنسان، والَزير حَمَد حسن جعلها وزارة كل لبنان،
ووزير الأشغال الحالي علي عقيد حمية حَوَّلَ هذه الوزارة من وزارة تزفيت طرقات إلى وزارة سيادية بإمتياز لها دورها الفاعل والوازن في المرفأ والمطار والنقل البحري وترسيم الحدود، تقارع كوشنير نداً بِنَد، وتجعل من المستحيل ممكن، وتُفَعِل الشراكة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بموضوع النقل البحري وافتتاح خط نقل معها لما لأسطولها من أهمية، هكذا هو حزب الله الذي نليق به الوزارات والتشريعات وحماية الأوطان وتحدي الأعداء،
طبعاً هذا يزعجهم من هنا ينطلقون في مشروعهم لتكون خطوات الحكومة القادمة كالتالي :
(1)"بيان" وزاري لا يتضمن حق لبنان بالدفاع عن نفسه،
(2)"الطلب" من الجامعة العربية تصنيف حزب الله إرهابي،
(3)"وضع" حزب الله بمواجهة مع الجامعة العربية والمجتمع الدولي،
(4) إصدار قرار أُمَمي بتجريد حزب الله من سلاحه بالقوة يكون العرب رأس حَربَة في المشروع،
أيها اللبناني الشريف حَكِّم ضَميرَك وأحمي بصوتَك مقاومَتَك التي حَمَتَك بالدماء.
بيروت في....
29/3/2022