د. إسماعيل النجار ||
عآدَ المبعوث الأميركي للبنان "آموس"هوكشتاين إلى بيروت بالأمس، حاملاً معه حُزمَة شروط إسرائيلية جديدة مدعومة من إدارتهِ السوداء،
رافعاً منسوب التحذير والتهديد بوجه المسؤولين اللبنانيين واضعاً لبنان بين خيارين أحلاهما مُرّْ،
مطالباً بنسيان الخط 29 غير معترفاً بهِ معتبراً أن الموضوع غير قابل للنقاش وأن إدارته أبلغت لبنان سابقاً بهذا الأمر ولا عودة إلى الوراء!
وأن الخط 23 هو المعترف بهِ من قِبَل إدارتهِ فقط لا غير، وأن بلاده لن تُسَهِل خط الغاز المصري الى لبنان الذي يمُر عبر سوريا ولن تُذَلِل العقبات ما لم يعطي الأخير إسرائيل ما تريد في المياه الإقليمية اللبنانية.
المبعوث الأميركي يتعامل مع المسؤولين اللبنانيين بقسوة على مقولَة ("الكلب"بيعرف منيح عجينات العميا)
ولم يواجه "هوكشتاين" الصهيوني خلال لقاءآتهِ في بيروت رجال أشِدَّاء يردون عليه ما قاله لأن مَن في إدارة السُلطَة اللبنانية اليوم يستأسدون على بعضهم البعض فقط، ولا يُحركون ساكناً عندما يكون الأمر يتعلق في مواجهة الأميركيين أو متعلقاً بالسيادة اللبنانية وبثروات البلاد!
الأمور آخذَة بالتعقيد أكثَر فأكثر لأن إسرائيل ومن خلفها الإدارة الأميركية تُدرِك تماماً أن في الداخل اللبناني قِوَىَ كثيرة وكبيرة فاعلة تؤيد المطالب الصهيونية وهيَ مستعدة لكي تتنازل عن سيادتها وثرواتها إرضاءً للإدارة الأميركية حفاظاً على مصالحهم الخاصة، ولكنهم لا يتجرئون على إعلان ذلك بصراحة.
حزب الله الشريك في البرلمان والحكومة اللبنانية لا يتدخل بشكلٍ مباشر بالمباحثات الجارية على الأرض لكنه يراقب بعين الصقر ما يجري داخل الأَروِقَة وخلف الكواليس، ويُلقي بأسماعه على كل كبيرة وصغيرة وهوَ على إستعدادٍ تام للتدخل في حال طلبت منه الحكومة اللبنانية حماية حقوق لبنان البحرية والبرية،
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد صَرَّحَ منذ سنتين بأن المقاومة جاهزة لإيقاف العمل بحقل "كاريش" بالقوة إذا ما طلبَ مجلس الدفاع اللبناني الأعلى ذلك.
على صعيدٍ آخر بعثَ السيد نصرالله برسالة صريحة وواضحة للقيادة الصهيونية ومَن يقف خلفها بأن لبنان ليسَ ضعيفاً ولا هو مَكسَر عصا لأحد وعندما يَجِد الجَدّ فإنَّ الصهاينة أنفسهم يعرفون أن المقاومة في لبنان قادرة وجاهزة للتحرُك فيما تقتضيه الظروف الطارئة،
وخلال حديثهِ أوضَحَ السيد نصرالله بما لا شَكَ فيه إمتلاك الحزب لبطاريات دفاع جوي حديثة تَمَّ تفعيلها منذ سنتين،
ومن المؤكد أن إسرائيل وإن لم يَكُن لديها دليل على وجود هكذا سلاح لدى المقاومة،
فأنه أمراً بديهياً أن يكون قد وصلَ إليها وخصوصاً أنها تعمل ليلَ نهار على التجهيز والتدريب والتسليح والإستعداد للحرب القادمة الواقعَة لآ محَآلَة.
إسرائيل المتهيبَة للمواجهة مع حزب الله تأخذ كثيراً بعين الإعتبار أن يتدخل الحزب لقمعها وإيقافها عن العمل في حقل كاريش وهوَ قادر على ذلك خلال ساعة واحدة ومن دون تردُد،
فهي تحاول الهيمنة على جزء من الحقول الغازية من دون الإقتراب إلى حَد خطَر الصدام مع المقاومة التي تَتَحَيَّن الفُرَص للإنقضاض على تل أبيب.
أما للمسؤولين اللبنانيين نقول إذا كنتم لستم بمستوىَ أمآل الشعب الذي إئتمَنكم على مالهِ وعياله فنهبتموه،لأنكم لصوص ودون مستوى الكفاءة بإدارة الدولة والمؤسسات،
كونوا فقط هذه المرة أُمناء على ما تَبقَّىَ لهم من أمل في مياههم الإقليمية ولا تُفَرِطوا فيه.
أخيراً وليسَ آخراً الغاز يحميه مَن حمىَ الوطن، وسيحررهُ من اليَد الإسرائيلية مَن حررَ الأرض منهم،
فهل سيصطدم حزب الله مع إسرائيل بسبب الغاز والنفط؟
سؤال الأيام القادمة كفيلة بالرد عليه إنشاء الله.
بيروت في.....
10/2/2022