د. إسماعيل النجار ||
هانَت وهَزُلَت... واللَّهِ هَزُلَت...
حتى إنّه من قِلِّة الرجال، سَمّو الديك أبوعلي!
كل شيء توقّعناه من دُوَل مجلس التعاون الصهيوني، إلَّا... أن يأتينا وزير خارجية يُمثِل أكثر المجالس اِنبطاحاً، ومَذَلَّةً، وانكساراً، وعمالةً، وانحرافاً أخلاقياً ودينياً، وإجراماً،يأتينا ليعلمنا ماذا علينا أن نفعل لإرضاء إسرائيل!
جاءَ "هذا" إلى عاصمَة المقاومَة والثقافة والحضارة والحُرِّيات، ليُملي عليها شروطاً، منها الظاهر ومنها المخفي الذي لم يُصرِّح عنه.
الظاهر قرأناه، والباطن سمعناه، والحديث من فَم الرسول الضيف كانَ
وكأنه تهديد الغازي المنتصر،أو صاحب أكبر جيشٍ جَرَّار يحاصرنا ولا مفر لنا من الموت إلى الحياة، إلّا بتنفيذ ما سيطلبه مِنّا!
هذا،يريدُ أن يُملٍيَ علينا" شروط سيدهِ" المهزوم في اليمن، القابع بين أطناب خيمتهِ في صحراء الحجاز، كما فعل "جنكيزخان" إبّانَ حصار بغداد.
جاءنا رسول المهزومين في اليَمن، المنكسرين تحت نيران مسيَّرات الأبابيل،والمتوسلين للتوسُط مع أنصار الله، لكي يعفوَ السيد عبدالملك الحوثي عنهم.
جاؤوا ليقولوا لنا علناً، هنا في لبنان: هذه هيَ شروطنا!!!!
وهذه الشروط تستبطن تهديداً بتشديد الحصار علينا، وصولاً حتى إعلان الحرب بقرارٍ عربي، يصدُرُ عن جامعتهم المترهِّلَة.
العرب المنبطحون تحت أقدام الصهاينة، ربما سيشكلون الورقة الأخيرة بيَد واشنطن وتل أبيب، وهم يستخدمونها، لمحاولة تجريد حزب الله من سلاحه، ربما بتشكيل قوة عسكرية عربية، أو القيام بضربات جوية؟
نحنُ لا نُبالغُ، ولسنا أصحاب خيال واسع، ولكن لو فكَّرتم قليلاً، لوجدتم أنها آخر أوراق التوت التي تستر عورة الأمريكيين والصهاينة، و سيتِمُّ استخدامها، بجيشٍ عربي وسلاح عربي وقرار عربيّ، لَم يكُونوا يوماً بمستوى آمال الشعوب العربية ضد إسرائيل،
ولكن إن حاولوا وحصلت، فإنّ اسم العروبة وآثار جامعتها ستختفي عن وجه الأرض.
والأنكَىَ من ذلك أن الوزير المبعوث إلينا لترهيبنا، اشترطَ على حكومتنا، وكأنه رسول "جنكيزخان"، أن يكون الجواب قبل يوم ٢٩ من هذا الشهر (كانون الثاني)كَمُهلَةٍ أخيرَة!!!!
الوزير الكويتي حَمَلَ ورقة، وفي طَيَّاتها وبين سطورها شروط ومطالب الكيان الصهيوني الغاصب بالكامل، والّتي لَم يستَطِع تحقيقها بقوَّة الآلَة الحربية الفتَّاكة التي يمتلكها،طيلَة أربعين عاما.
١٥٥٩...١٧٠١...١٦٨٠...
قرارات أميركية صهيونية، حُوِّلَت بالهيمنة الأمريكية إلى قراراتٍ أُمميّة، وتطالب لبنان بتجريد المقاومَة من سلاحها، من أجل إزاحة خطر التهديد الوجودي للكيان الصهيوني المحتلّ فلسطين.
وتتهمُ الورقة لبنان بتصدير المخدرات إلى دُوَل الخليج العبري؟!!
وتطالب بوقف العدوان اللفظي على دوَل الخليج، في إشارةٍ إلى هجوم سماحة السيد حسن نصرالله على الملك الخَرِف ودُبِّهِ الدّاشر، مطلع هذا العام.
وتريد ضمان أن لا يكون لبنان منطلقاً للقيام بأعمالٍ إرهابية تُزَعزِع أمن المنطقة؟!!
مطالب وَقِحَةٌ فعلاً، كحاملها ومُرسِلِه،
لقد كانَ من الأجدَىَ للمسؤولين اللبنانيين الذين استلموا ورقة المطالب هذه، أن يرفضوا استلامها أو الِاستماع إليها
لكن وللأسَف الشديد... فإنَّ الحديث كان مع مَن كُنتَ قد أسمعتَ لَو ناديتَ حَيَّاً، ولكِن... لا حياة لِمَن تنادي.
مجلس التطبيع مع الصهاينة، جاءَ ليعلمنا آداب التعامل مع إسرائيل!!
المهزومون الأقزام جاؤوا ليُملوا علينا الشروط المُذُلَّة، بثوبٍ أُمَمي وعقالٍ عربي!!
أمراء الكبتاغون، يطالبوننا أن نكافح تجارة المخدرات!!
الأقزام يريدون تجريد الرجال العمالقة أسود البر والبحر ،من سلاحهم!!!
كل تلك المطالب الصهيونية وصلتنا بوجهٍ عربي، لكننا عرفناها وتعرفنا عليها من رائحة أنفاسهم الصهيونية النتِنَة وهم يتحدثون.
وكل ذلك لا لشيء، إلَّا لأنها جاءَت كَرمَىَ لأجل لعَينَي إسرائيل.
لا يا معالي الوزير، لا تنتظر حتى التاسع والعشرين من هذا الشهر، حتى تتلقَّىَ الجواب، فنحنُ يعِزُ علينا انتِظارُك، لأننا نعلم أنكم تَتَلَوْوَن على جَمر الهزيمة اليمنية المُطَعَّمَة بدعم المقاومة اللبنانية لها.
لذلك...
خذوا من أسياد القوم جوابا ،وليسَ من العبيد المنبطحين.
أولاً : لستم أنتم في موقع مَن يُملي الشروط،؟٧ أيها المنهزمون المنبطحون،
ولسنا نحن مَن تُحمَل إلينا هكذا شروط من أيٍّ كان؟
أنتم أصل الأرهاب وفَرعُهُ وأمُهُ وأبوه وأختُه وأخوه، والمُبتَلي فيه، وداعموه، ومُغَذوه.
ولبنان هذا، هوَ مَن هزَم إرهابكم الذي تريدون أن تُلصِقوه بنا، ولم يكُن لبنان يوماً إلَّا منطلقاً لسفن المحبة والخير، وتصدير العقول والزنود التي عمّرت صحراءكم المُقفِرةَ كعقولكم، وعلَّمتكم آداب الطعام، وآداب الحديث ، التي لَم تعمَلوا بها.
أيها الوزير المُغتَر بثرْوَتِك ونفطك، أخبر أسيادك: أن سلاحنا في لبنان، لن يُنتَزعَ مِنَّا، فهذا السلاح دونه أرواحٌ تفديه، ورجالٌ يأبَون أن يُعطوا عن يدٍ، وهم مثلكم صاغرون.
هذا السلاح أيُّها الوزير، يُعادلُ شرفنا وعِزَّتنا، دُنيانا وآخرتنا، وكلَّ وجودنا،
و نَوَد أن نُعلِمَكُم: أنَ أسيادكم فشلوا في انتزاعهِ مِنَّا بقوة الحرب والقتال،
أمّا أنتم، لو كنتم تمتلكون شيئاً من الجُرأَة والقوَّة والعزيمة، ولَو شيئاً بسيطاً، لمواجهة هذه المقاومة،فنحنُ سنُرَحِّبُ بكم أحسنَ ترحيب،وسنكون سعداء أنَّكم ستمنحوننا شرف تنظيف الأرض، منكم ومن وبائكم، وتطهيرِها من دَنَسكم بإذن الله.
وأمّا طائفُكم الذي فلقتُم رؤوسنا به فخذوه معكم، وانقعوهُ بدموعكم التي تذرفونها فوق جُثَة هزيمتكم في اليمن، وبِلّوهُ واشربوا ماءهُ، عسى أن تبتلوا بما ابتُلينا به، بسببكم ومن صنع أيديكم، وبأموالكم الوَسِخَة التي قبضها منكم الموقعون عليه،الحاضرون والراحلون، ثَمَن صَوغِكم له وفرضكم إيّاه علينا، لتُدمِّرونا، بخُبثكم الصهيونيّ، ولؤمِكم الأمريكيّ.
أما مسؤولونا الذين منحوا الوزير الضيف وقتاً كافياً، لِيُمَثِّلَ علينا دَوْرَ رسول "جانكيزخان"، فنقولُ لهم: نحنُ لم نُعَوِّل عليكم أو على مواقفكم يوماً،وما كانَ تعويلنا إلَّا على مقاومتنا وقيادتنا وسيدنا.
أما أنتم فلا زِلتُم، كما عهدناكم، أربابَ سُلطَةٍ ومال،وأنَّ مواقفكم بعيدةٌ كلَّ البُعدِ عن مواقف الرجال.
عشنا نحن الشعب
عاشت المقاومة معنا
وعاشَ لبنان.
بيروت في.....
25/1/2022