أعلن الرئيس أوباما اليوم الأربعاء قبول استقالة الجنرال ستانلي ماكريستال من قيادة القوات الأميركية والدولية في أفغانستان وتعيين الجنرال ديفيد بتريوس بدلا منه مؤكدا أن تغيير القيادات العسكرية في هذا البلد لن يتبعه أي تغيير في السياسة الأميركية هناك.
وقال أوباما في بيان له في البيت الأبيض بحضور نائبه جو بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايكل مولين إنه "وافق على قبول استقالة الجنرال ستانلي ماكريستال من منصبه كقائد للقوات الدولية في أفغانستان."
وعبر أوباما عن أسفه "لخسارة جندي" مثل ماكريستال غير أنه شدد في الوقت ذاته على أن "ذلك هو الشيء الصحيح لمهمة أميركا في أفغانستان وللجيش وللولايات المتحدة."وأكد أوباما أن "القرار ليس لشعور بالإهانة الشخصية" عقب تصريحات ماكريستال الصحافية مؤكدا إعجابه بالأخير الذي "نفذ أوامره بشكل أمين وحصل على مدار تسع سنوات في العراق وأفغانستان على سمعة كأحد أفضل الجنود الأميركيين."
وتابع الرئيس قائلا إن "الحرب أكبر من أي شخص سواء كان رئيسا أو جنرالا" معتبرا أن القرار "هو القرار الصحيح لأمننا القومي لأن ما تم نشره لا يفي بالمعايير التي ينبغي أن يضعها قائد عسكري" لجنوده.
وأكد أن "توافر الثقة يعد أمرا هاما للفريق كي يعمل معا ويحقق النجاح في أفغانستان" مشددا على أن لديه "مسؤولية تجاه الجنود والمؤسسة الديموقراطية التي أقودها."وقال إنه من الضروري وجود "قواعد حازمة للاشتباك والعمل العسكري يخضع لها الجميع ويتم تنفيذها على الكبير والصغير" في المؤسسة العسكرية معتبرا أن "الديموقراطية تعتمد على مؤسسات أقوى من الأفراد والاحترام للقيادة المدنية على الجيش الأميركي."وتابع أوباما قائلا إنه "ينبغي أن تطيع القوات المسلحة القواعد الحازمة للعمل العسكري لاسيما القادة" منهم.
وأضاف أن العمل في أفغانستان يتطلب توحيد الجهود لهزيمة القاعدة، مشيرا إلى أنه يقبل بتعدد الآراء في صفوف إدارته لكنه ينبغي أن يكون هناك شعور بالغرض الموحد لاسيما في ظل الحاجة لتوحد الجهود في أفغانستان للفوز بالحرب.
وأكد أن "الولايات المتحدة في حرب وتخوض قتالا صعبا للغاية في أفغانستان" مشددا على أن إدارته لن تسمح بوجود ملاذ آمن للإرهابيين يستخدمونه لشن هجمات على أناس أبرياء في أميركا والعالم.وقال أوباما إن هدف إدارته هو "بناء قدرات أفغانستان ونزع الزخم عن حركة طالبان ومواصلة الضغط على القاعدة وقيادتها مع توقع الشيء ذاته من أفغانستان وباكستان."
وأضاف أنه ناقش مع بتريوس المسار المقبل للحرب في أفغانستان مشددا على أن "هذا ليس تغييرا في السياسة ولكن في الأشخاص."وأشار إلى أن بتريوس شارك في المراجعة التي تمت في الخريف الماضي للسياسة الأميركية في أفغانستان ووافق عليها وعمل بقرب مع القوات في أفغانستان والكونغرس وحكومتي أفغانستان وباكستان داعيا الكونغرس إلى إقرار تعيينه في منصبه الجديد في أسرع وقت ممكن.
وكانت مصادر أميركية قد أكدت أن ماكريستال قد أعد بالفعل استقالته من منصبه بعد التصريحات التي انتقد فيها سياسة الإدارة في أفغانستان وأثارت استياء البيت الأبيض.
وقد استهل ماكريستال يومه الذي وصفته شبكة Fox News بأنه "يوم القيامة" بالتوجه إلى مقر وزارة الدفاع "بنتاغون" قرب العاصمة واشنطن لتقديم شرح للتصريحات التي أثارت غضب واستياء البيت الأبيض والبنتاغون، وذلك قبل التوجه لاحقا إلى البيت الأبيض للاجتماع بالرئيس أوباما.وأضافت الشبكة أن ماكريستال قام بإعداد خطاب الاستقالة من منصبه بالفعل وينتظر الاستماع إلى قرار المؤسسة العسكرية والإدارة بشأن ما إذا كان ينبغي أن يتقدم باستقالته أم لا.
ونسبت وكالة أسوشييتدبرس إلى مسؤول عسكري كبير القول إن أحدا في الإدارة لم يبلغ ماكريستال بأنه ستتم إقالته من منصبه إلا أنه لم يحصل على أي ضمانات بالاحتفاظ بمنصبه في الوقت ذاته.
وكان الرئيس أوباما قد عبر عن استيائه من تصريحات ماكريستال التي قال إنها عبرت عن "تقدير سيئ" من جانب الجنرال المخضرم ومساعديه مستطردا بالقول إنه "يرغب في الاستماع إلى الجنرال ماكريستال قبل اتخاذ أي قرارات نهائية" بشأنه
وفي غضون ذلك، أكد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أن إقالة القائد الأعلى للقوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال "لن تساعد" على تسوية النزاع في البلاد، على ما أفاد الناطق باسمه اليوم الأربعاء.
وقال وحيد عمر في مؤتمر صحافي في كابل إن "الرئيس يرى أننا مع شركائنا في مرحلة حساسة من حربنا ضد الإرهاب وأن الفراغ لن يساعد" على تسوية النزاع الجاري.وأضاف أن كرزاي أبلغ الرئيس باراك أوباما أمس الثلاثاء عبر دائرة تليفزيونية مغلقة بأن "الجنرال ماكريستال شريك نثق به ومن أهم الشخصيات في هذه الشراكة ونؤمن بمواصلة مهمته وإستراتيجيته في أفغانستان".
وقال عمر إنه "منذ وصول ماكريستال إلى أفغانستان قام باتخاذ العديد من التدابير الجيدة التي لم تساعد فقط على تحسين الشراكة بين واشنطن وكابل بل ساهمت أيضا في زيادة مستوى الثقة بين الشركاء والشعب الأفغاني".
وكان الرئيس أوباما قد قرر أمس الثلاثاء استدعاء الجنرال ماكريستال إلى البيت الأبيض لتوضيح التصريحات النارية التي أدلى بها الأخير لمجلة "رولينغ ستون" والتي انتقد فيها إدارة أوباما واتهمها بسوء التقدير.
https://telegram.me/buratha