أعلنت إيران اليوم الأربعاء تمكنها من إطلاق قمر صناعي محلي الصنع في صورة كبسولة تحمل كائنات حية إلى الفضاء وذلك في سابقة هي الأولى في تاريخ برنامج الفضاء للجمهورية الإسلامية. وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن الصاروخ "كاوشكر 3" أو (باحث-3) حمل "كبسولة تجريبية" احتوت على مجموعة من "الحيوانات الحية" تتألف من جرذ وعدد من السلاحف والديدان مشيرا إلى أن "الكبسولة قادرة على إرسال معلومات إلى الأرض". وبث التلفزيون الرسمي صور انطلاق الصاروخ من منصة في الصحراء، مخلفا دخانا كثيفا، كما أظهرت الصور لاحقا انفصال الكبسولة عن الصاروخ وتوجهها إلى مدارها. كما بث تلفزيون الدولة صورا للرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد وهو يزيح الستار عن صاروخ آخر محلي الصنع لإطلاق الأقمار الصناعية أطلق عليه اسم " سيمرغ" أو (العنقاء). وقال التليفزيون إن الصاروخ الذي كتب عليه باللون الأزرق "حامل الأقمار الصناعية سيمرغ" تم تجهيزه لوضع قمر صناعي زنة مئة كيلوغرام في مدار على مسافة 500 كيلومتر من الأرض. وأضاف أن الصاروخ متعدد الطبقات، ويبلغ طوله 27 مترا، ووزنه 85 طنا، ويحتوى على نظام للدفع يعمل بالوقود السائل وبقوة 100 طن. ونسب التليفزيون إلى احمدي نجاد إشادته بالتطور الذي تحرزه بلاده في برنامجها الفضائي. وقال في تصريحات بثها التليفزيون الإيراني إن "إرسال كائنات حية إلى الفضاء يعد عملا عظيما" مشيرا إلى أن طهران "تجري التجارب على هذه الكائنات قبل أن تعيدها إلى الأرض". وأضاف أن بلاده سترسل " قمرا صناعيا إلى ارتفاع 500 كيلومتر، ولاحقا إلى ارتفاع 700 كيلومتر ثم ألف كيلومتر" مشيرا إلى أن " الوصول إلى مدار الألف كيلومتر يسمح بالوصول إلى كافة المدارات الأخرى". ومن ناحيته، قدم وزير الدفاع الإيراني احمد وحيدي المزيد من التفاصيل عن الأقمار الصناعية الثلاثة التي تعتزم بلاده إطلاقها مشيرا إلى أن هذه الأقمار هي "طلوع" و"ناويد" و"مصباح-2". وقال وحيدي إن "طلوع هو قمر يستخدم للرصد عن بعد ويزن 100 كيلوغرام، ومن المقرر وضعه على مدار 500 كيلومتر لثلاث سنوات". وتابع أن "صاروخ سيمرغ قادر على وضع قمر صناعي يزن 100 كيلوغرام في مدار بارتفاع 500 كيلومتر" مضيفا أن إجراء بعض التطوير على النموذج نفسه سيتيح وضع الأقمار الصناعية على ارتفاع ألف كيلومتر. يذكر أن إطلاق القمر الصناعي والكشف عن النماذج الصاروخية الجديدة تم بمناسبة إحياء إيران "يوم تكنولوجيا الفضاء" في إطار الاحتفالات بالذكرى الحادية والثلاثين للثورة الإسلامية. وكانت إيران قد أطلقت أول قمر صناعي محلي الصنع والذي حمل اسم "اوميد" أو (أمل) في شهر فبراير/شباط من العام الماضي في العيد الثلاثين للثورة. وأثار برنامج إيران الفضائي قلق المجتمع الدولي الذي يخشى من قيام طهران بتطوير تكنولوجيا قد تستخدم لأغراض عسكرية. وتخشى الدول الغربية من أن تستخدم التكنولوجيا المستخدمة لإطلاق الصواريخ الفضائية في تطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى يمكنها حمل رؤوس نووية رغم أن طهران تنفي أي أغراض عسكرية لبرنامجيها الفضائي والنووي.
https://telegram.me/buratha