قالت السلطات اللبنانية الثلاثاء إنها تمكنت من توقيف مجموعة وصفتها بأنها "أصولية" تضم أشخاصا من جنسيات عربية لم يتم تحديدها، كانت تخطط لتنفيذ عمليات ارهابية خارج البلاد انطلاقاً من لبنان، إلى جانب توجيه ضربات لقوات الطوارئ الدولية "يونيفل."
وبحسب التقارير الواردة من بيروت فإن المجموعة كانت تعتزم تهريب عناصر من مخيمات فلسطينية، إلى جانب إيواء أفراد من تنظيم "فتح الإسلام" المشتبه بارتباطه بتنظيم القاعدة الارهابي، والذي خاض الجيش اللبناني ضده معركة دموية خلفت مئات القتلى والجرحى بمخيم نهر البارد صيف 2007.
وذكرت مخابرات الجيش اللبناني أنها أوقفت "شبكة أصولية" تضم عشرة عناصر من جنسيات عربية مختلفة، قالت إنها "تخطط للقيام بأعمال إرهابية ضد الجيش واليونيفل والخارج انطلاقا من لبنان."
وقال بيان لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني: "بنتيجة التحريات والاستقصاءات المكثفة التي أجرتها مديرية المخابرات في الجيش في موضوع متابعة الشبكات الأصولية الإرهابية، تمكنت هذه المديرية من توقيف إحدى هذه الشبكات المؤلفة من عشرة عناصر ينتمون لجنسيات عربية مختلفة، ومعظمهم قادم من خارج لبنان."
ولفتت المديرية إلى أنه تبين خلال التحقيقات أن الشبكة كانت تخطط إخراج "مطلوبين إرهابيين" من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين إلى خارج لبنان بعد تزويدهم بمستندات مزورة وأموال جرى إحضارها بواسطة أحد أفراد هذه الشبكة من الخارج.
وذلك إلى جانب إيواء عناصر تنتمي لتنظيم "فتح الإسلام" وتأمين إدخالهم إلى مخيم عين الحلوة، و"التخطيط للقيام بعمليات أمنية تجاه الخارج انطلاقا من لبنان، وإنشاء خلايا إرهابية بقصد التخطيط لرصد قوات اليونيفيل والجيش اللبناني تمهيدا للقيام بعمليات إرهابية ضدها."
ويحسب بيان السلطات اللبنانية فإن الشبكة كانت تنوي رصد مراكز صيرفة ومحلات مجوهرات بهدف السطو عليها لتأمين تمويل هذه العمليات. ولفتت الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى أن بعض الموقوفين يتخذون من عملهم في بعض المؤسسات الخاصة والمهن الحرة غطاء للقيام بعمليات المراقبة والرصد. ولم يشر البيان اللبناني إلى الدول التي كانت الشبكة تخطط لاستهدافها، كما تجنب توضيح تاريخ توقيف أفرادها.
ويعتبر تنظيم "فتح الإسلام" الفصيل الأشهر بين الحركات الارهابية المسلحة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان بسبب المواجهات الدامية التي بدأت في العشرين من مايو/أيار 2007 ضد الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 133 جنديا وضابط لبنانيا، وتدمير أجزاء واسعة من المخيم، وتهجير 30 ألفاً من سكانه ومن أهالي القرى المجاورة.
وتحولت حركة "فتح الإسلام" إلى قضية محورية في ملف الأمن اللبناني الداخلي، واكتسبت أهمية متزايدة في البعد السياسي - باعتبار الأمن اللبناني أمناً سياسياً في المقام الأول - حيث اعتبرتها أطراف السلطة اللبنانية دليلاً على التورط السوري في الشأن الداخلي، من باب زعزعة الأمن.
وتفيد التقارير أن التنظيم انشق في بادئ الأمر عن تنظيم فتح - الانتفاضة، المنشق عن حركة فتح الأم الذي قاده الارهابي أبو موسى وأبو خالد العملة من دمشق، وهو تنظيم مقرب من النظام السوري.
وقاد انشقاق "فتح الإسلام" العضو السابق في حركة فتح، الارهابي شاكر العبسي، الذي أرسلته الحركة في سبعينيات القرن العشرين إلى ليبيا للتدرب على الطيران، وعاد بعدها ليظهر في الأردن عام 2002، حيث يُنسب إليه الضلوع باغتيال الدبلوماسي الأمريكي لورنس فولي، وقد صدر بحقه حكم غيابي بالإعدام في هذه القضية.
يشار إلى أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة،الارهابي أيمن الظواهري، كان قد لفت في إحدى تسجيلاته المصورة بعد نشر قوات دولية في جنوبي لبنان إثر معارك يوليو/تموز 2006 بين حزب الله وإسرائيل إلى ضرورة "ضرب تلك القوات،" واصفا لبنان بأنه تحول إلى ساحة جهاد.
https://telegram.me/buratha