سجناءنا المنسيون
18 يوليو 200925 رجب 1430
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ )
عندما تفتح صفحة جديدة في التأريخ تتسابق العناوين إلى أعلى الصفحة لتسجل سابقة في سرد الوقائع وبصورة واقعية ولتخط ملحمة في سجل الأمة التي صنعت ذلك التأريخ .
لقد قدر لشعب القطيف والأحساء من الشيعة أن يعيشوا في ظل نظام سياسي ظالم استطاع بصورة وبأخرى أن يسخر كل طاقاته لإحالة تلك الأرض الطيبة إلى صخور جرداء يسكنها أشباح مسلوبي الإرادة , يرددون ما يريد أن يقوله , إلا ان ذلك الشعب الأبي اثبت عكس ذلك ورسم خطوط ثورته على الواقع الفاسد رجال دخلوا التأريخ , إلا ان الواقع الظالم والمنافق حاول أن يمحوا من ذاكرة الأحرار تلك الصورة المشرقة .
دخل سجون كيان بني سعود البائس قبل ثلاثة عشر سنة تسعة من رجال المنطقة الشرقية من الشيعة بتهم باطلة حاول الكيان السعودي وبكل وسيلة أن يلصقها بهم في محاولة لتفادي الإحراج الذي وقع فيه أمام حليفته الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بعدم تمكنه من الكشف عن منفذي انفجار الخبر عام 1996 فأصبح يتخبط في إلصاق التهم بمواطنين أبرياء من الشيعة موحياً إلى حلفائه من الأمريكان بأنه العدو اللدود للشيعة , وهو أمر يفرحهم , إلا ان الحقائق وان كانت ظاهرة في أول التحقيقات بان من طالهم الاعتقال بريئون من التهمة .
كما حاول من تهفوا قلوبهم إلى تنظيم القاعدة والى ابن لادن إلى نسب تلك العملية للقاعدة وهم يعلمون علماً يقيناً بان القاعدة بعيدة كل البعد عن انجاز هكذا انجاز ولا يمكن أن تنطلي تلك الادعاءات المزيفة على العقلاء ولسبب واحد , وهو ان هدف القاعدة ليس أمريكا , وإنما شئ آخر , وأثبتت أحداث العراق ذلك , كما إن رأس التنظيم ابن لادن قد نأى بنفسه عن الحدث أول الأمر , كما تبرأ عن تورطه في هجوم 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي .
لقد مرت سنين طويلة على حادث الخبر ولا زال معتقلونا خلف قضبان السجون في أقبية مظلمة وظالمة , لا أحد من العالم يذكرهم سوى أحبتهم , كما لم يجهد أحد نفسه في الكشف عن غوامض الحدث الذي أصاب أمريكا في الصميم , كما ان المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان هي الأخرى قد أغلقت ملفهم , ولكننا لا يمكن أن نغلق ملفهم حتى وان طال أمد اعتقالهم .
لقد حاول الكيان السعودي وهو واهم بأنه يستطيع أن يروض شعب جبل على الشجاعة والأنفة مستمداً روحه الثائرة من أهل البيت عليهم السلام , وهو لا يستجدي عطفاً من أحد , وهو مؤمن بقضيته ولا يقبل بأقل من الاستقلال شاء الكيان السعودي أم أبى , وشاء المتخاذلون أم أبوا , وليعلم نايف ومن لف لفه بان السجون لا ترهب أحد , والذين تمردوا وأرعبوا قواته في العوامية ومدن القطيف الأخرى بعد أحداث البقيع , لا زالوا يعيشون في القطيف والأحساء , كما ان كلمات الشيخ المجاهد العلامة نمر باقر النمر لا زالت سياط لاذعة على قفا الكيان , ولازال رنين الاستقلال يسمع في كل شارع وحارة في القطيف والأحساء .
ان مناسبة التضامن مع معتقلينا في سجون كيان بني سعود يجب ان تكون درساً مهماً لم يريد ان يبحث عن الحرية , وعلى الجميع أن يقرأوه , ويعوا ما وراء سطوره , فالتسعة الذين أسميناهم بالمنسيين , لا زالت أسماء محفورة في ذاكرتنا , وهم معنا في لحظة , وسيعلم كيان بني سعود بأنهم يضيفون في كل يوم خطأ إلى أخطائهم القاتلة في التعامل مع أبناء القطيف والأحساء , وان الأحرار لهم بالمرصاد , ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) .
لجنة الدفاع عن حقوق الانسان في شبه الجزيرة العربية
https://telegram.me/buratha