اكتنف الغموض مصير الدكتور حسين علي حسن سفير اليمن لدى ليبيا، الذي ترددت معلومات غير رسمية حول قيامه بطلب اللجوء السياسي إلى بريطانيا. وفيما اعترفت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء بـ«هروب» السفير، التزمت السلطات الليبية الصمت حيال هذه المعلومات ولم يصدر عنها أي تعليق رسمي حتى مساء أمس.
وأكد مصدر حكومي يمني رفيع لـ«الشرق الأوسط»، الخبر، فيما ترجح مصادر سياسية يمنية انضمامه إلى المعارضة اليمنية الجنوبية في الخارج والتي تناهض نظام الرئيس علي عبد الله صالح وتطالب بما تسميه استعادة «دولة الجنوب». وقالت تقارير صحافية يمنية إن السفير اليمني لدى ليبيا غادر مقر عمله بشكل مفاجئ متوجها إلى العاصمة البريطانية لندن فيما أشارت مواقع يمنية الكترونية على شبكة الانترنت إلى أن السبب الذي دفعه إلى هذا الخيار هو تعيين شخص إلى جانبه شكل عليه ضغوطا مختلفة.
وفي أول اعتراف يمني رسمي بهروب السفير اليمني من ليبيا وانشقاقه، نصح اللواء الركن صالح حسين الزوعري نائب وزير الداخلية اليمنية الحكومة البريطانية بعدم تقديمها حق اللجوء على أراضيها لمن اسماهم «الذين تنكروا لشعوبهم وأوطانهم». ورغم أن المسؤول اليمني في تصريحه الذي بثه مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية على شبكة الانترنت لم يذكر اسم السفير اليمني لدى ليبيا صراحة إلا أنه أعرب في المقابل عن ثقته في حكمة المملكة المتحدة في التعاطي مع مثل هذا الأمر بروح المسؤولية استناداً إلى العلاقات التاريخية والتعاون التي تجمع بين البلدين الصديقين اليمن وبريطانيا التي لن تغير فيها مثل هذه الأمور شيئا».
ويعتبر حسن هو ثاني دبلوماسي ينتمي إلى المحافظات الجنوبية الذي يطلب اللجوء السياسي وهو لايزال يمارس مهمته كسفير بعد السفير السابق أحمد عبد الله الحسني. ورفض مسؤول في وزارة الخارجية الليبية التعليق لـ«الشرق الأوسط» على هذه المعلومات وقال في اتصال هاتفي من العاصمة الليبية طرابلس إنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام حول هذا الموضوع، فيما امتنع مسؤولو السفارة اليمنية في طرابلس عن التعليق.
يشار إلى أن السفير حسن، القيادي العسكري السابق في اليمن الجنوبي قبل تحقيق الوحدة، شغل منصب مدير الدائرة السياسية للقوات المسلحة بوزارة الدفاع كما كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني.
وعمل حسن المتحدر من مديرية جحاف محافظة الضالع، نائبا لمدير دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع اليمنية عقب الوحدة، علما بأنه قبل تعيينه سفيرا لدى طرابلس كان عضوا في مجلس الشورى وعضوا في اللجنة الدائمة. وكانت آخر رتبة عسكرية رقي إليها هي رتبة لواء ركن.
https://telegram.me/buratha