حدد مستند للبنتاغون سُبل تعزيز قواته العسكرية في إطار إستراتيجية ترمي للحفاظ على أمن الولايات المتحدة في الوقت الذي تنهك فيه حربي العراق وأفغانستان جيشه.وسّلم وزير الدفاع روبرت غيتس، في خطته المكونة من أربعة صفحات، بأنه مازالت هناك مخاطر من فشل الجيش الأمريكي في التحرك والتجاوب سريعاً وبشكل كامل عند اندلاع مواجهة أخرى في العالم. وحدد غيتس في خطته التي رفعها إلى الكونغرس، وتحصلت الأسوشيتد برس على نسخة منها، الخطوات التي يجب اتباعها للتصدي لمثل تلك المخاطر.وبحسب المصدر، تعتمد الخطة بشدة على بناء شراكات مع دول أخرى.
وذكر غيتس في تقريره: "أهم عناصر "الحرب الطويلة" الأساسية، هي أن لا نخوضها بأنفسنا، بل مدى إجادتنا في مساعدة شركاءنا للدفاع والحكم بأنفسهم".. وتعني الحرب الطويلة هنا الحرب الدولية على الإرهاب.وتتضمن الخطة تقديم الولايات المتحدة المزيد من المساعدات الاغاثية حول العالم لتشكيل مفهوم إيجابي وتحسين صورة الولايات المتحدة.وكان تقرير "تقييم المخاطر" الذي أعده رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأدميرال مايكل مولين، الشهر الماضي قد خلص إلى أن حربي العراق وأفغانستان، بجانب الأنشطة الإرهابية المتواصلة وتهديدات أخرى، حالت دون تطوير الجيش الأمريكي لقدراته على التجاوب مع أزمات جديدة.وتشابهت في تقرير المسؤولين البارزين المخاطر التي تتهدد الولايات المتحدة، ومنها استمرار الإرهاب، والقلاقل الإقليمية ومخاوف امتلاك دولة مارقة أو جماعات متشددة لأسلحة دمار شامل، وهي ما وصفها غيتس بأعظم التحديات الأمنية التي تواجه إدارة بوش.وحددت خطة وزير الدفاع الأمريكي ست نقاط تطوير محددة، على رأسها الحاجة إلى تطويع قدرات الجيش لجمع معلومات استخباراتية.وقال غيتس إن البنتاغون سيضيف إلى قواته المزيد من قوات العمليات الخاصة، بجانب فرق متخصصة منها عناصر تمتلك مهارات لغوية وأخرى من الشرطة العسكرية.وكان استطلاع سابق للرأي قد كشف عما وصفه "ضعف" بالقدرات العسكرية للجيش الأمريكي خلال السنوات الأخيرة الماضية، مشيراً إلى أن القوات (الأمريكية) ليس في مقدورها حالياً، خوض "حرب واسعة" أخرى.وأظهر الاستطلاع، الذي أجرته مجلة "السياسية الخارجية"، بالاشتراك مع مركز "الأمن الأمريكي الجديد، وشارك فيه ما يزيد على 3400 ضابط أمريكي حالي وسابق، أن الجيش الأمريكي أصبح "أضعف" مما كان عليه خلال السنوات الماضية.وإلى ذلك، توصل تقييم سري للبنتاغون إلى أن العمليات القتالية الميدانية للقوات الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق، بالإضافة إلى تواصل النشاطات الإرهابية وغيرها من التهديدات، قد أرخت بثقلها على قدرات الجيش، ومنعته من تحسين أدائه والاستجابة لأي أزمات محتملة في أصقاع أخرى.ورغم المكاسب الأمنية التي تم تحقيقها في العراق عام 2007، إلا أن مخاطر "مهمة" مازالت تمنع الجيش الأمريكي المجهد بالاستجابة بشكل سريع وكامل، وبخاصة عند تفجر أزمات جديدة محتملة في مناطق أخرى حول العالم.كما حذر مسؤول عسكري أمريكي بارز مؤخراً من تنامي قوة الصين العسكرية مقابل الأمريكية الآخذة في التراجع، جراء الحرب في العراق، التي أثرت بشكل سلبي على جاهزية القوات وترسانة العتاد العسكري الأمريكي.وقال الجنرال بروس رايت، قائد القوات الأمريكية في اليابان، إن العراق استنزف الموارد المخصصة لاستبدال أو تحديث سلاح الجو، وأوضح أن العمليات العسكرية هناك تستهلك الطاقة العملياتية القصوى للأسراب المقاتلة.وفي المقابل، عززت الصين أجوائها بأحدث المقاتلات العسكرية الروسية من طراز "سوخوي Su-27" و"Su-30s"، بجانب الطائرات المصنعة محلياً من طراز "J-10"، التي تعتبر إحدى الطائرات المقاتلة الأكثر تطوراً في العالم.وتعتزم الصين إنزال المقاتلة "J-10" إلى الخدمة في يناير/ كانون الأول المقبل.كما طورت الصين منظومة صواريخها البالسيتية الدفاعية، كما أثبتت قدراتها على نقل المواجهات العسكرية إلى الفضاء، عقب إسقاطها، في يناير/ كانون الأول الماضي، قمراً صناعياً مدنياً من مداره، بالرغم من نفيها السعي إلى عسكرة الفضاء.وأوضح رايت، الذي يقود القوات الأمريكية المرابضة في اليابان، وقوامها 50 ألف جندي، أن استمرار الصين في تعزيز قواها العسكرية "أمر مثير للقلق"، مشيراً إلى تقادم الأسطول الجوي الأمريكي.
https://telegram.me/buratha