من قتل بينظير بوتو؟.. يبدو أن هذا السؤال سيظل يتردد طويلاً، بعد أن تفرق دم رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بين العديد من المتهمين المشتبه بتورطهم في اغتيال أبرز شخصية سياسية كانت توصف بأنها "الصوت المعتدل للإصلاح الديمقراطي" في باكستان.وكانت بوتو، التي غيبها الموت الخميس عن الساحة السياسية في باكستان، تواجه الكثير من العداءات داخل بلدها، بدءاً من نظام الرئيس برويز مشرف، إلى الجماعات الدينية المتشددة، حتى أن بعض التقارير لم تستبعد دور لتنظيم "القاعدة" في اغتيالها.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن مقتل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة، إلا أن خبراء أمنيين أعربوا عن اعتقادهم بأن الجماعات المتشددة، وفي مقدمتها "القاعدة"، تقف وراء اغتيالها، خاصة بعد أن تلقت بوتو تهديدات سابقة من تلك الجماعات.ففي واشنطن، أصدرت وكالة الاستخبارات المركزية CIA ووزارة الأمن الداخلي، بياناً أشار إلى أن تنظيم القاعدة أعلن مسؤوليته عن اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة، حسبما أكد مسؤولون أمريكيون لـCNN، إلا أنه لم تظهر أية بيانات بهذا الشأن من جانب القاعدة، ضمن مواقع يستخدمها على شبكة الانترنت، لتأكيد الهجوم على بوتو.وفي إسلام أباد، نقلت شبكة ARY التلفزيونية المحلية الجمعة، أن تنظيم القاعدة أعلن مسؤوليته عن اغتيال بينظير بوتو، إلا أن وزارة الداخلية الباكستانية أكدت أنها ليس لديها أية مؤشرات حتى الآن، تفيد بتورط القاعدة في هجوم الخميس.وقبل قليل من اغتيالها شنت زعيمة حزب الشعب المعارض هجوماً حاداً على الحكومة الباكستانية، متهمة إياها بالفشل في "تحطيم المليشيات المتشددة" وذلك بعد أيام على هجوم انتحاري أدى إلى مقتل 56 شخصاً أثناء أداء الصلاة في مسجد.وكانت بوتو تخاطب حشداً ضم نحو 25 ألفاً من أنصارها في مسقط رأسها في لاركانا، عندما ذكرت أن حكومة الرئيس برويز مشرف تتحمل مسؤولية ظهور المسلحين المتشددين، وقالت:"لقد حصل المتشددون على القوة والنفوذ، فيما تضعف شرعية الحكومة."وفي أول ظهور لها بعد هجوم استهدف اغتيالها في تشرين الأول الماضي، حذرت بوتو من أن "المليشيات المتشددة عززت وجودها داخل باكستان"، وقالت إن الحكم العسكري أجج التشدد المسلح، محذرة من أن قوى "المجاهدين" نقلت تركيزها من أفغانستان إلى باكستان.من جانبه اعتبر الرئيس مشرف، الذي أعلن حداداً رسمياً لمدة ثلاثة أيام على روح رئيسة الوزراء السابقة، أنّ القاتلين هم أنفسهم الذين تواجههم باكستان، وشدد على أنّه لن يرتاح قبل أن يتمّ اعتقالهم وتقديمهم إلى العدالة.ويُعد الرئيس الباكستاني نفسه أحد المشتبهين بضلوعهم في اغتيال رئيسة الوزراء السابقة، خاصة بعد أن اتهمته بوتو في وقت سابق، بعدم توفير الحماية الكافية لها، وحملته مسؤولية أية هجمات قد تتعرض لها.وفي الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي، وبعد أيام من انفجار هزّ موكب عودتها إلى باكستان، في كراتشي، كتبت بوتو رسالة إلى CNN علّقت فيه على الهجوم وانتقدت فيه "التحقيق الصوري" الذي أجرته حكومة برويز مشرف بشأن ذلك، قائلة إنها على علم تام بخطر اغتيالها.وفيما نفت بوتو، في رسالتها لـCNN أن يكون هناك دور مباشر للرئيس الباكستاني في "مؤامرة اغتيالها"، فقد أشارت تقارير إلى أن الاستخبارات الباكستانية ربما تكون قد قتلت زعيمة حزب "الشعب"، لإسكات أحد أبرز أصوات المعارضة في البلاد.
https://telegram.me/buratha