اهتمت الصحف البريطانية بزيارة الملك عبد الله الى بريطانيا، حيث شكلت الزيارة سخط شعبي ورسمي بسب دعم السعودية للفكر الوهابي المعادي للانسانية. وقد اهتمت صحيفة الاندبندنت بتغطية زيارة العاهل السعودي في صفحاتها الداخلية وبعض المقالات. وجاءت العناوين كالتالي: هتافات "قتلة" و "معذبين" كانت في استقبال الملك عبد الله. و "زيارة سعودية رسمية: خمس طائرات جامبو و 100 خادم ...وعدة زوجات".وقامت ست طائرات قامت بنقل الملك عبد الله والعدد الكبير من أفراد الحاشية المرافقين له إلى مطار هيثرو الدولي يوم الاثنين. ويقول المراسلون أنًّ تفريغ الطائرات الست من الأمتعة استغرق ثلاث ساعات، بينما تولًّت 84 سيًّارة ليموزين نقل الملك ومرافقيه إلى مركز مدينة لندن. وقد ضمًّ الوفد المرافق للملك عبد الله 23 مستشارا شخصيًّا سينزلون في قصر باكينجهام، بالإضافة إلى أكثر من 400 من المساعدين الآخرين الًّذين سيتوزًّعون على فنادق لندن المختلفة وقالت الاندبندنت إنه يعتقد أن الملك أحضر معه 13 عضوا من الاسرة السعودية المالكة وعددا من زوجاته حيث أنه تزوج أكثر من 30 مرة، ومئة خادم درس في مكافحة الارهاب" صحيفة الاندبندنت خصصت كامل صفحتها الاولى لذات الموضوع، ونشرت صورة كبيرة للملك عبد الله وهو ينزل من سلم الطائرة التي أقلته إلى لندن، وكتب الصحفي الشهير بها روبرت فيسك بجوار الصورة "الملك عبد الله يأتي إلينا ليعطينا درسا بشأن الارهاب". وبدأ فيسك بالسؤال "في أي عالم نعيش؟ صحيح لن يكون هناك عمليات إعدام عامة خارج قصر باكنجهام عندما يمر به سمو الملك، فقد أوقفنا العمل بعقوبة الاعدام قبل حوالي خمسين عاما. وحتى لن يكون هناك رشاوى، أم أن هذا غير صحيح؟ وهو الاسلوب السعودي في إبرام الصفقات التجارية. لكن أن يأتي العاهل السعودي ليقول للعالم أن بريطانيا لم تقم بما يكفي لمحاربة الارهاب وأن غالبية الدول لا تأخذ هذه القضية مأخذ الجد كما تفعل بلاده، فهذا أمر لا يمكن تصوره، بحسب الكاتب. وذكر فيسك بهجمات سبتمبر/أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة وبأن غالبية منفذيها كانوا من السعوديين. وتساءل الكاتب "فهل هذه الدولة هي التي ستعطينا دروسا؟".
ضيوف محرجين
صحيفة الجارديان خصصت أيضا إحدى افتتاحياتها لقضية العلاقات السعودية البريطانية. واتخذت الافتتاحية خطا شديد الانتقاد للحكومة السعودية ولطريقة تعامل لندن معها. وقالت الصحيفة إنه ليس مستغربا أن يجد القادة السعوديون هذا الاستقبال الحافل والمعاملة الخاصة في لندن، وإن الحكومة ستبرر ذلك بالقول إنه رغم كون ما يحدث مقيتا إلا أنه ضروري. وتحدثت الصحيفة عن أهمية المملكة السعودية لبريطانيا فيما يتعلق بالنفط ودورها في قضايا العراق وإيران والشرق الاوسط. ولا تزال الحكومة تتمسك بالسياسة التي تتبعها مع الرياض منذ الثمانينيات: وهي "لا تفعل شيئا يضايق العائلة المالكة"، لكن هذا الهدف، والكلام للجادريان، لم يساعد كثيرا الشعب السعودي ولم يمنع انتشار الارهاب. وخلصت الصحيفة إلى القول إنه حتى السياسة الواقعية يفترض أن يكون لها ثمار. ويجدر بالنخبة السياسية والملكية البريطانية وهي تحتفل بزيارة حاكم نظام "متعصب ووحشي ومستبد" أن تتسائل عن هذه المنافع التي تحققت حتى الان.
"أدبيات التطرف للبيع في بريطانيا"
ذات الموضوع أبرزته صحيفة التايمز على صفحتها الاولى وقالت إنه تم العثور على كتب تباع داخل المساجد والمراكز الاسلامية تدعو إلى قتل المسلمين المرتدين وبقاء النساء في البيوت ومنع الزواج من ديانة أخرى. كما خصصت الصحيفة إحدى افتتاحياتها لهذه القضية وأشارت إلى أن غالبية الكتب التي وصفتها بالتحريضية التي عثر عليها الباحثون كانت في مساجد ومراكز إسلامية على علاقة بالسعودية أو تحت إشراف أو إدارة أئمة سعوديين.
يشار الى ان الجالية العراقية اشتركت مع القوى السياسية البريطانية في اعتصام اليوم الاربعاء امام السفارة السعودية احتجاجا على دعم العائلة المالكة السعودية للفكر الوهابي التكفيري.