أقدمت السلطات الأمنية السعودية على إعتقال الكاتب والمصرفي "خضر المرهون" 47 عاماً من أهالي مدينة صفوى شرق السعودية يوم الأحد الموافق 31 مارس قبيل الظهر وذلك بحضور عناصر المباحث بلباس مدني إلى مقر عمله “الأهلي كابيتال” في العاصمة الرياض دون إذن قضائي.
وأجرت عائلة المعتقل خلال الأيام الماضية عدة اتصالات بوزارة الداخلية والتي طالبتهم بالتوجه إلى مقر المباحث العامة بأكاديمية نايف الأمنية للإستفسار عن ابنهم.
وأكدت المباحث العامة لأسرة "خضر المرهون" احتجازه لديها ومنعت أفراد عائلته من التواصل معه، كما امتنعت في الوقت ذاته عن تقديم أية ايضاحات أو معلومات عن أسباب توقيفه.
وذكر "سلام المرهون" شقيق المعتقل في وقت سابق ان السلطات صادرت بعض الممتلكات الخاصة من منزل المعتقل بينها صور عائلية ولابتوب ابنته أثناء تفتيش منزل شقيقه، وأضاف في تغريدة له على تويتر “كلمتني زوجة خضر المرهون بحرقة عن الصور العائلية الخاصة في لابتوب إبنتها الذي صادرته المباحث” وأضاف: “و نحملهم مسؤولية أي تسريب لمحتوياته ووجوب إرجاعه في أسرع وقت”.
ويعمل المرهون في القطاع المصرفي منذ ما يقارب 23 سنة و له من الأطفال ولدان وأربع بنات، وقد شغل عدة مناصب كان آخرها مدير ثروات في الأهلي كبيتال, المنصب الذي يتطلب تقصّي مُسبق من قبل وزارة الدخلية السعودية للتأكد من خلو سجل الموظف من أي شوائب أمنية أو جنائية.
ويعد المرهون مستشار إستثماري معتمد من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي و كما عُرف عنه نبذه للطائفية والمناطقية.
وبجانب منصبه الوظيفي يعمل المرهون كمدرب متعاون مع المعهد المصرفي التابع لمؤسسة النقد العربي السعودي, ويحمل عضوية الجمعية السعودية للإدارة, كما شارك في العديد من المؤتمرات والدورات المصرفية والإستثمارية.
وبدأ المرهون الكتابة في الصحافة السعودية في العام 1991م مع بدء إحتلال نظام صدام للكويت آنذاك في صحيفة “الرياض” و تخصص بعدها في الكتابة في الشأن الإقتصادي في صحيفة “الإقتصادية” ومن ثم صحيفة “الشرق الأوسط” التي كانت آخر محطاته قبل التوقف عن الكتابة قبل سنوات قليلة.
وفي لقاء أولي من قبل عائلة المرهون مع مدير هيئة التحقيق والأدعاء العام في الرياض أخبرهم أنه “إذا كان الأمر متعلقاً بالمباحث فهو خارح نطاق تدخلي وصلاحياتي”.
وسلمت عائلة المعتقل الى هيئة التحقيق خطاباً تطالب فيه بمعرفة التهم الموجهة لابنها أو الإفراج عنه فوراً وذلك وفق نظام الإجراءات الجزائية السعودي.
ويأتي إعتقال المرهون ضمن سلسلة من الإعتقالات التي شملت العديد من الكفاءات الشيعية بينهم أكاديمين ورجال دين وفي أعقاب قرارات المنع من السفر للموقعين على بياني التضامن مع المتهمين بخلية التجسس حسب إدعاء بيان وزارة الداخلية السعودية.
ويجمع المراقبون بأن المجتمع السعودي يعيش تحولات ثقافية وإجتماعية و سياسية جراء تطور وسائل الإتصال مما ساهم في رفع نسبة الوعي والمطالبة بالحقوق أسوة بما يحدث في بعض الدول العربية.
ويرى المحلل السياسي الأمريكي سايمون هندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن ” إن النظام السعودي يواجه عاصفة من التحديات الداخلية إبتداء من محاولته منع خدمات تطبيقات الوسائط الاجتماعية المشفرة مثل “سكايب”، و “فايبر”، و “واتس آب” ويشير هذا التحرك إلى أن السلطات السعودية تشعر بقلق متزايد بشأن استخدام المواطنين لشبكة الإنترنت للتحايل على إنعدام الحريات السياسية وتقويض تقاليد المجتمع المحافظ بطبعه بشأن مسألة الهيكل التنظيمي الهرمي داخل المملكة”.
.................
4/5/1307
https://telegram.me/buratha
