بالرغم من قتامة المشهد الأمني في المنطقة الشرقية والذي سببته الممارسات التعسفية التي تنفذها السلطات المتعددة للكيان السعودي , وبالخصوص أجهزة وزارة الداخلية والتي تعتبر الذراع الضارب لسلطة آل سعود , إلا أن المواطنين الشيعة في القطيف أصروا على الاعتراض على سياسات الكيان التي تتصدر عناوينها سياسة التمييز الطائفي المقيتة والمتبعة منذ بداية تأسيس هذا الكيان .
ان الصفحة السوداء المخزية والتي يدون فيها الكيان السعودي تأريخه وانتهاكاته الفاضحة لحقوق الإنسان , زاخرة بشواهد كثيرة عن الضحايا الذين سقطوا شهداء أو أصيبوا برصاص الغدر دفاعاً عن حقوقهم المستلبة والتي لبسها الكيان السعودي بلباس طائفي بغيض تظهر عليه بقع سوداء واضحة للعيان بدون لبس أو غموض .
وفي محاولة أخيرة وفاشلة أقدم عليها الكيان السعودي لوئد الحراك المطلبي في القطيف , فقد قامت قوات أمن الكيان في مدينة القطيف بالتصدي يوم الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول 2012 لمظاهرة سلمية نظمها المواطنون الشيعة احتجاجاً على الممارسات العنيفة لسلطات الكيان السعودي , إلا أن قوات الداخلية وقفت حائلاً دون تحقيق ذلك مما أدى الى الاشتباك مع المتظاهرين السلميين وإطلاق النار عليهم مما أدى إلى سقوط شهيد آخر يضاف إلى قافلة الشهداء السابقين الذين قضوا غدراً برصاص قوات الداخلية , وهو الشهيد ( أحمد محمد آل مطر , 18 سنة , من أهالي جزيرة تاروت .
وكعادتها , فان سلطة الكيان السعودي وفي كل مرة تحاول حرف الأنظار عما يجري في المنطقة الشرقية وغيرها من المناطق الأخرى من حراك يحاول ان يوصل رسالة الى العالم يدون فيها الممارسات اللاانسانية ضد الجزيرة العربية والخصوص المنطقة الشرقية , فقد ادعت ومن خلال بيان لوزارة الداخلية بان دورية أمنية تعرضت لإطلاق النيران وردت للدفاع عن نفسها , كما وصفت الشباب الحر الذي خرج مطالباً بحقوقه المسلوبة بـ "مثيري الشغب". الا ان القصة الحقيقية والتي رويت من قبل العديد من المواطنين تقول وبصدق بأن قوات الداخلية أطلقت النار عشوائيا ومن سيارتي دفع رباعي على المحتجين في وسط القطيف كما وجهت النيران باتجاه أشخاص كانوا يقفون فوق أسطح المنازل.
إن تلك الأعمال الإجرامية التي تمارسها القوات الأمنية التابعة للكيان السعودي لا تندرج الا تحت عنوان الإرهاب الحكومي الممنهج ضد شعب الجزيرة العربية , وهي أعمال من المستحيل أن تثمر عن نتيجة ترجوها سلطة الكيان السعودي لكبح الحراك الشعبي الرافض لحكم آل سعود .
تدين لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية وتستنكر هذه الجريمة الأخرى التي زادت شهيد آخر الى ضحايا الكيان , كما تحذر مرتزقة الكيان السعودي الأمنية من التطاول التمادي وتلطيخ أياديهم بالدماء البريئة لشباب القطيف .
وتدعو اللجنة المنظمات المحلية والدولية لإدانة الممارسات الهمجية لقوات الكيان السعودي التابعة لوزارة الداخلية تجاه شعب المنطقة الشرقية الأعزل الذي لا يطالب إلا بحقوقه المشروعة .
كما تدعو اللجنة المجتمع الدولي أن يثبت صدقية شعاراته في الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان وحرية تقرير المصير وسيادة الشعوب والدفاع عن الديمقراطية من خلال الضغط على الكيان السعودي للكف عن استخدام لغة العنف والقمع بحق المحتجين السلميين والاستجابة لمطالب الشعب المحقة , وان لا يمارس سياسة الكيل بمكيالين بفعل المصالح السياسية والاقتصادية
https://telegram.me/buratha
