قال الاقتصادي الدولي سايمون جونسون انه يجب النظر الى بريطانيا باعتبارها في ذات الخانة مع دول مثل اليونان اسبانيا التي تعاني من مشاكل مديونية.كذلك وصف كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي سابقا مجموعة الدول السبع بانها "عديمة الفائدة". وجاءت تلك التصريحات في مقابلة مع بي بي سي بينما يناقش وزراء مالية دول مجموعة السبع الازمة المتفاقمة في بعض دول منطقة اليورو.وتقول مصادر في وزارة الخزانة البريطانية ان مؤسسات التصنيف الائتماني الثلاث الكبرى اعادت التاكيد على تصنيف الاقتصاد البريطاني الممتاز.
ومن المخاوف الاساسية بالنسبة لبلد يعاني من عجز ضخم في الميزانية الا يتمكن من الانفاق بما يكفي لتنشيط الاقتصاد.ورغم ان بريطانيا خرجت رسميا من حالة الركود في الربع الاخير من العام الماضي ـ منهية بذلك ستة فصول متتالية من التراجع الاقتصادي ـ فان النمو لم يتجاوز 0.1 في المئة، اي اقل بكثير مما كان متوقعا.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة: "صحيح ان الاقتراض زاد كي تتمكن الحكومة من حماية الاقتصاد من الركود العالمي، لكن دعم الاقتصاد يسير جنبا الى جنب مع خطوات لتعزيز الوضع المالي مما ان يبدأ التعافي".واضاف: "لذا وضعت الحكومة خططا واضحة لخفض العجز الى النصف في غضون السنوات الاربع المقبلة، في الوقت الذي تحافظ فيه على الخدمات الاساسية التي يعتمد عليها الناس".
وكان اليورو انخفض الاسبوع الماضي الى ادنى مستوى له في سبعة اشهر امام الدولار مع خشية المتعاملين من انتشار عدوى مشكلة الديون في اليونان الى دول اوروبية اخرى مثل اسبانيا والبرتغال.وشهدت اسواق الاسهم تراجعا ايضا، مع اهتمام المستثمرين بزيادة العجز في ميزانيات الدول وشكوكهم في قدرتها على الالتزام بخفض العجز المتفاقم.
وقال سايمون جونسون انه يتعين اضافة بريطانيا الى تلك الدول التي تعرضت اقتصاداتها لخفض التصنيف الائتماني للديون.وقال: "تراقب الاسواق المالية بدقة الوضع المالي لكل تلك الدول ولا يسرها ما تراه. فاليونان الان مثال فج ـ واعتقد ان الوضع هناك سيضطرب بشدة وبسرعة ـ لكن وضع الميزانية في تلك الدول الاخرى ضعيف ايضا".واضاف: "واضيف بريطانيا الى تلك القائمة. فما لم تقنع الاسواق بانها ستضبط ميزانيتها في المستقبل القريب وتتخذ خطوات عملية ذات مصداقية ـ وعليها هنا ان تبذل جهدا كبيرا في الاقناع ـ فستكون في ورطة كبيرة".
ووصف جونسون مجموعة السبع بانها "منظمة عديمة الفائدة" لانها لم تتعامل مع المشكلة بسرعة ولا تزال تعمل بعقلية بالية.وقال: "ان دول مجموعة السبع تغفو على عجلة القيادة، لقد اطلعت على المعلومات الصادرة عن اجتماعها واصبت بالصدمة".
واضاف: "لا يبدو انهم يدركون اطلاقا ان قدرا كبيرا من اوروبا يواجه ازمة خطيرة لا تقتصر فقط على اليونان واسبانيا والبرتغال بل ستشمل ايضا ايرلندا واعتقد ان ايطاليا قادمة على الطريق، فهناك ازمة خطيرة في منطقة اليورو".وجاء الانتقاد الحاد لمجموعة السبع بعد ساعات فقط من اجتماع وزراء مالية دولها الذي طمأن فيه الاوربيون نظراءهم من امريكا وكندا واليابان بشأن تدهور الاوضاع المالية لبعض دول اليورو.واتفق في الاجتماع على ابعاد صندوق النقد الدولي عن المشكلة وترك حلها للاتحاد الاوروبي.
https://telegram.me/buratha