ندد حسن هيكل، المدير التنفيذي لمجموعة EFG هيرمس المالية، بتصرف المصارف الدولية التي استفادت من الدعم الحكومي خلال ذروة الأزمة المالية العالمية، معتبراً أنها تمهد لمعاودة السير بممارساتها السابقة دون تعلم دروس الماضي، واصفاً استفادتها من مليارات الدولارات خلال الأزمة بأنه "أكبر عملية سرقة في التاريخ."
مواقف هيكل جاءت خلال جلسة حوارية استضافها جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" خلال منتدى التنافسية الدولي في الرياض قبل أيام، والتي شهدت تحذير خبراء من انعكاس ارتفاع عجز الموازنة الأمريكية على خطط الدعم والانتعاش الاقتصادي.
وقال هيكل، رداً على سؤال من دفتريوس حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط في ظل الأزمة الراهنة: "أرى أن المصارف الدولية تتصرف وكأن ما حدث كان مجرد أزمة عابرة وستعود بعدها لممارساتها السابقة."
وأضاف: "ما حدث عام 2008 كان أكبر عملية سرقة في التاريخ، وقد جرت على شاشات التلفزة بشكل مباشر أمام الجميع ودفع ثمنها المكلفون بالضرائب حول العالم، هناك تضارب في المصالح بالأسواق الدولية اليوم وهذا يحتاج إلى تدخل حكومي وليس وفق ما تقوله المصارف لجهة قدرتها على وضع قوانين خاصة لنفسها."واستدعت مواقف هيكل رداً من فارس نجيم، نائب المدير العام لبنك أوف أمريكا الذي قال إن المصارف تعلمت الكثير من الدروس خلال الأزمة، ومنها أن عمليات شطب الديون يجب أن تتم بشفافية، وأن كل المؤسسات يجب أن تخضع لاختبارات تقييم المخاطر، كما عليها المحافظة على السيولة.
غير أن هيكل استغرب رد نجيم قائلاً إن البعض "يبشر" بمنافع ما حصل بعد الأزمة المالية رغم أن العالم لم يتجاوزها بعد، مشيراً إلى وجود الكثير من الأمور التي تحتاج للمعالجة وتتطلب تدخل الحكومات.وانتقد هيكل ممارسات المصارف والمؤسسات المالية الخاصة بالقول: "الأمر يشبه وقوع حادث لسيارة فيراري، فهل الخطأ هو من الشركة المصنعة لأنها صممت سيارة قادرة على الوصول إلى سرعات عالية؟ أم على الحكومة التي لم تحدد السرعات القصوى على الطرقات؟ أم أن الخطأ يعود للسائق الذي لا يجهل القيادة فحسب بل كان مخموراً."
من جهته، تحدث ستيفن شوارزمن، رئيس مجموعة بلاكستون الاستثمارية، عن حدود الدعم الأمريكي لخطط الإنعاش قائلاً: "هناك اعتقاد عام بأن عجز الميزانية الأمريكية لا يمكن أن يبقى عند هذه المستويات القياسية، والشعب يريد خفض هذه المستويات، ولكن ذلك أصعب مما يعتقد البعض، فإذا جرى زيادة الضرائب قد يرتب ذلك تداعيات على الانتعاش الاقتصادي."
أما مها الغنيم رئيسة شركة غلوبل للاستثمار، فقد أشارت إلى تأثيرات الأزمة على منطقة الخليج والشرق الأوسط قائلة إن تداعياتها امتدت إلى مختلف القطاعات، وخاصة على صعيد المصارف التي كان لتأثيرها بالأزمة أثر مباشر على صعيد تقاعسها عن منح القروض للشركات في اقتصاد يعتمد بكثرة على قروض المصارف.
https://telegram.me/buratha