واصلت مؤشرات الاسهم الخليجية التراجع اليوم، في مقدمتها مؤشرات بورصتي دبي وابو ظبي مع تصاعد ازمة ديون شركات دبي.ولم تفلح تصريحات الطمأنة في استعادة ثقة المستثمرين، خاصة مع عدم اعلان اي شيء عن مفاوضات مجموعة دبي وورلد مع دائنيها بشأن اعادة جدولة ديونها.وزاد من التخمينات في الاسواق ما نقلته وكالة رويترز عن احدى محطات التلفزة العربية من بيع دبي القابضة، وهي شركة اخرى من شركات دبي المتربطة بالحكومة، لنصيبها في مجموعة اف جي هيرمس المصرية للاستثمار بمبلغ 120 مليون دولار.ورفض سعود الباعلوي الرئيس التنفيذي لمجموعة دبي التعليق على الامر، ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من متحدثة باسم المجموعة".
واغلقت اسهم دبي على انخفاض باكثر من 6 في المئة، واسهم ابو ظبي بما يقرب من 3 في المئة، في مسلسل تراجع منذ اعلنت دبي وورلد عدم قدرتها على الوفاء بالتزامتها من الديون في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.وتبعت اغلب الاسواق الخليجية منحى الهبوط للاسهم الاماراتية، متاثرة بالمناخ السلبي العام في المنطقة.
وكانت سندات بقيمة 3.5 مليار دولار مستحقة على شركة نخيل، الذراع العقاري لدبي وورلد، مستحقة في 14 من الشهر الجاري شرارة بدء الازمة.اذ اعلنت دبي وورلد انها بحاجة لمد فترة الاستحقاق ستة اشهر، ثم توالت تصريحات لمسؤولبن في دبي تفيد بان 6 اشهر ليست كافية لاعادة هيكلة ديون المجموعة.
وتاثرت نخيل سلبا اكثر باعلانها زيادة في المستحقات عليها بنسبة 7 في المئة وبلغت خسائر نخيل في النصف الاول من العام المالي 3.6 مليار دولار.ولم يرشح شيء بعد عن اجتماع دبي وورلد مع كبار دائنيها الاثنين لبحث موعد جديد لاستحقاقات ديون على المجموعة تبلغ 26 مليار دولار.
وتاثرت بنوك رئيسية دائنة لشركات دبي بذلك الغموض، مثل بنك اتش اس بي سي وستاندرد تشارترد ورويال بنك اوف سكوتلاند.وكثرت التكهنات في الاسواق بشأن بيع اصول لمواجهة مشكلة الديون، الا ان المسؤولين في دبي يؤكدون ان اصولا مثل طيران الامارات ودوبال (مصهر الالومنيوم) وغيرها ليس مطروحا.
لكن بيع جزء من استثمارات شركة اخرى مماثلة، هي دبي القابضة، زاد من تكهنات بيع الاصول.وقال المدير الاقليمي لمجلة ميس ديفيد بتر: "على دبي القابضة قدر كبير من الديون ـ 13 الى 14 مليار دولار، والتخلص من بعض الاصول لتوفير السيولة ليس مستبعدا".
كذلك خسرت "استثمار"، الجناح الاستثماري في دبي وورلد، فندق دبليو في منهاتن في مزاد بسبب دين 2 مليون دولار.وكانت الشركة اشترته بمبلغ 282 مليون دولار في عام 2006.وفي اطار التصريحات الايجابية للتخفيف من حدة ازمة ديون دبي، قال الرئيس الاماراتي الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان ان اقتصاد بلاده ـ التي تتكون من سبعة امارات من بينها دبي ـ في حالة جيدة.
وقال الشيخ خليفة: "بخصوص الازمة الاقتصادية العالمية فاننا وبحمد الله وبفضل متانة الاسس التي يقوم عليها اقتصادنا... استطعنا احتواء الاثار السلبية للازمة وتجاوز الكثير من نتائجها وتداعياتها".
واصاف: "لدينا القدرة والعزيمة لمواصلة العمل بهذا الاتجاه لاستكمال الخطوات التي اتخذناها في هذا المجال وصولا لازالة كافة العقبات التي تحول دون استمرار زخم عملية التنمية وقوة دفعها".كذلك قال وزير النفط السعودي علي النعيمي امام مؤتمر للبتروكيماويات في دبي ان الاقتصادات الخليجية مازالت قوية.واضاف ان سلامة ونمو التنويع في اقتصادات المنطقة سيساعد على اعادة الهدوء بعد الاضطرابات الحالية.
https://telegram.me/buratha