ما تزال المخاوف من ما بات يعرف بـ"أزمة ديون دبي،" تعصف بأسواق المال الخليجية، ففي القوت الذي أغلقت فيه أسواق الإمارات أبوابها لعطلة العيد الوطني، تراجعت أسهم الكويت بشدة، لليوم الثاني على التوالي بضغط من قطاع البنوك.وكانت حكومة دبي في الإمارات العربية أثارت مخاوف واسعة بعدما طلبت إحدى الشركات التابعة لها تأجيل سداد ديون لمدة ستة أشهر، ما بث موجة واسعة من بيوع الذعر في أسواق الأسهم حول الخليج.
ومع نهاية جلسة الأربعاء، أغلق مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية على تراجع قدره 95 نقطة، أو ما يعادل 1.4 في المائة من قيمته، ليستقر عند مستوى 6650 نقطة، في حين بلغت كمية الأسهم المتداولة 299 مليون سهم بقيمة 57 مليون دينار كويتي.وتراجعت مؤشرات قطاعات الصناعة بنحو 177 نقطة، والاستثمار 125 نقطة، والأغذية 108 نقاط، بينما خسر قطاع البنوك نحو 60 نقطة من قيمة مؤشره، تبعه مؤشر الخدمات بفقدان نحو59 نقطة والعقارات 39 نقطة. أما بورصة قطر، فتمكنت من وقف خسائرها القاسية، وعاودت الارتفاع بصعود قوي، دفع المؤشر إلى أعلى بنحو 5.32 في المائة، ليستقر عند مستوى 6949 نقطة، في حين وبلغت القيمة الإجمالية للتداولات نحو 420 مليون ريال قطري، عقب تداول نحو 14.7 مليون سهم.
ولم تسلم الأسهم الأردنية من آثار "أزمة ديون دبي،" إذ هبط سهم البنك العربي بنحو 6.4 في المائة، وهو أسوأ هبوط له في يوم واحد، بعد أن أعلن تعرضه لديون مجموعة دبي العالمية بما قيمته 100 مليون دولار.
لكن مؤشر سوق عمان المالي أغلق مرتفعا بنحو 0.5 في المائة، عند مستوى 2538 نقطة.ويقول محللون إن معظم أسهم البنوك في البورصات العربية ربما تتضرر في الفترة المقبلة مع توالي الإفصاحات عن حجم تعرض تلك البنوك لديون شركة دبي العالمية التي تملكها حكومة دبي، والتي أعلنت عجزها عن السداد في الوقت المحدد.
وقال محمد حسان وهو محلل في شركة سمسرة في دبي إن "المتعاملين يعمدون إلى الخروج من سهم أي بنك حال أعلن تعرضه لمشكلة مع ديون إحدى الشركات، ففي البداية كانت ديون مجموعة سعد والقصيبي السعودية، والآن دبي العالمية."وأضاف "ربما نشهد المزيد من التراجعات لأسهم بنوك كبيرة في المنطقة، بعد أن تعلن عن حجم تعرضها لديون شركات دبي.. لا أعرف متى سيتم ذلك، إلا أن قوانين الإفصاح تعد ملزمة وواضحة في هذا الشأن ومن حق المساهمين أن يحصلوا على تلك المعلومات."
https://telegram.me/buratha