عدنان جواد ||
"بريكس" : هي مجموعة اقتصادية تضم روسيا والبرازيل والصين والهند وجنوب افريقيا، وبدات مفاوضات تشكيلها في عام 2006، وعقدت اول مؤتمر لها عام 2009، وكان اسمها الاول "بريك" ولكن بعد انضمام جنوب افريقيا عام 2011 سميت "بريكس"، تعمل هذه المجموعة الاقتصادية الى تشكيل نظام اقتصادي وسياسي متعدد الاقطاب، يكسر الهيمنة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، والذي يتصرف بازدواجية مع القضايا العالمية حسب مصالحه، والسيطرة على العالم، وكما ذكرنا الجانب الاقتصادي هو الاساس في تأسيسها واستمرار عملها، وتشكل عدد سكان المجموعة 40% من سكان الكرة الارضية.
انضمت دول الارجنتين ومصر واثيوبيا وايران والسعودية والامارات ليكونوا اعضاء كاملين العضوية في البريكس، وعقد الاجتماع في يوم الثلاثاء في 22/8/2023 الى 24/8 في جوهانسبورغ في جنوب افريقيا، قمتها العادية، وبحثت جملة من القضايا الاقتصادية والسياسية، تقدمت (23) دولة جديدة للانضمام لهذه المجموعة منها(8) دول عربية وهي الجزائر والبحرين ومصر والكويت والمغرب وفلسطين والسعودية والامارات،
التساؤل الذي يطرح نفسه، هل تستطيع تلك الدول الخلاص من هيمنة الدولار، يقول كريغ سينغلتون الباحث الامريكي في شؤون الصين، ان الصين وروسيا يسعيان الى اعتماد عملة جديدة مدعومة بالذهب بهدف نزع الصفة من الدولار الامريكي كعملة احتياطية عالمية، وهي العملة العالمية المهيمنة على نظام التجارة العالمي بلا منازع، فيتم استخدام اكثر من 80% من جميع معاملات الصرف الاجنبي، وان الصين تملك سابع اكبر احتياطي من الذهب، وحديث الرئيس الروسي بويتين والرئيس الصيني "التخلص من الدولار كعملة عالمية مسألة لا رجعة عنها"ولكن هذا الامر صعب المنال في المستقبل القريب، ونتساءل ايضاً لماذا لا ينظم العراق لهذه المجموعة؟، فيجب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ان النفط يباع بالدولار ويذهب للبنك الفيدرالي الامريكي، فعملية ابدال العملة امر ليس سهلا بالنسبة للعراق.
في هذا الشأن، يرى الخبير المالي الأميركي، آديم تومركان، أن مجموعة بريكس، تُعَدّ دجاجة ذهبية، ولكنها لم تضع بيضة واحدة حتى الآن منذ إنشائها، رغم ما لديها من إمكانات، مثل نمو الاقتصاد الهندي السريع والقوة التجارية الضخمة للصين، كذلك تضم المجموعة ثلاثة من منتجي السلع الأولية، وهي روسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا
لكنه يقول إن هذه الدول تعاني جميعها من أزمات اقتصادية حادة، وقد لا تتمكن في المستقبل القريب من إنشاء عملة واحدة لمجموعة بريكس، ولكن حتى إذا تمكنت من ذلك فإن الأمر سيتطلب قدراً كبيراً من التضحيات وسط التناقض السياسي والمصالح المتضاربة واعتمادها جميعاً على السوق الأميركي في النمو الاقتصادي القائم على تصدير المنتجات واستثمار الفوائض المالية في سندات الخزانة الأميركي.
فيما يرى خبراء اقتصاد اخرون ان اقتصاد القطب الواحد لن يستمر الى الابد، وانضمام الدول النفطية كالسعودية ستغيير الموازين، وعدم المساواة في كل شيء وابرزها الصناعة والتغير المناخي وتلويث البيئة، وحصول الدول النامية على صوت اكبر وحقوق اكثر في النظام الدولي الجديد، وتتطلع تلك الدول النامية والفقيرة الى شركاء تنمويين، يساهمون في تطوير تلك الدول ورفع بناها التحتية، وان الحل بوجود عملة محايدة، بحيث تصبح عادلة للجميع بما فيها الدول الفقيرة والغنية والصغيرة والكبيرة ومثل هذه العملة سوف تنهي سطوة العقوبات الامريكية على الدول وتضعف هيمنة الدولار على العملات الاخرى وبذلك يحدث التوازن في القرارات الدولية.
https://telegram.me/buratha