الصفحة الاقتصادية

السلة الغذائية حائط الصد الأخير

1007 2023-07-27

وليد الطائي ||

 

 يتواصل المد الأمريكي بالضغط على الإقتصاد العراقي ويتحول تدريجيا إلى نوع من الحرب المفتوحة وبحجج واهية وبعضها يستند إلى رغبة واشنطن في مزيد من الهيمنة والسيطرة على حركة الإقتصاد الوطني من خلال فرض القيود على حركة الأموال ومعاقبة المصارف المحلية بدعوى تهريب البطاقات الإئتمانية والعملة الأجنبية وهو أمر في الواقع ينعكس على قدرة المواطنين في تلبية إحتياجاتهم من الغذاء الذي وبحسب تقارير أممية سيتحول تأمينه الى مشكلة كونية مع التغيرات المناخية الصعبة وإنحسار المياه العذبة والجفاف الذي يضرب مساحات شاسعة من العالم والإرتفاع غير المسبوق بدرجات الحرارة التي وصلت الى مستويات قياسية شاهد العالم أثرها في حرائق إمتدت من اليونان إلى صقلية وتونس والجزائر وكندا والولايات المتحدة الأمريكية ومناطق أخرى من العالم وإنحسار الغابات والمساحات المزروعة حيث يتأكد يوما بعد آخر أن مليارا من البشر عرضة الى الهلاك بسبب الجوع الذي أصبح الخطر الداهم الذي يواجه البشرية ويهدد كيانها ووجودها والحياة على الكوكب الذي يزداد سخونة بسبب سياسة الإستخدام الأهوج للمصانع والوقود والإنتاج الزراعي والحيواني وإنعكاس ذلك على الكميات المتوقعة من الأمطار مع وجود تناقضات غريبة فمناطق تموت من الجفاف وأخرى تداهمها الفيضانات التي تدمر المزارع والحقول والبيئات الزراعية وهذا كله يسبب قلة المعروض من الغذاء سواء من الحبوب كالقمح والذزة والشعير والشوفان والبقوليات وغيرها من مواد غذاء ضرورية للحياة البشريةً المهددة.

 تعد روسيا ومعها جارتها الغربية اللدود أوكرانيا من أهم موردي القمح في العالم لكن تصاعد الحرب وإغلاق البحر الأسود وتهديد روسيا بوقف الملاحة فيه بعد إلغاء صفقة الحبوب الأوكرانية يجعل من الإمدادات الغذائية عملية عسيرة بالرغم من تعهد دول الإتحاد الأوربي بنقل الحبوب الأوكرانية وتعهد مقابل من روسيا بإيصال الحبوب إلى البلدان الأكثر فقرا التي تعقد قمة في موسكو بسان بطرس بورغ وبحضور الرئيس فلاديمير بوتين الذي يواصل تحركه نحو الشرق ويبحث عن مزيد من التضامن والتحالفات لمواجهة الضغوط الغربية حيث إرتفعت أسعار القمح الى 14‎%‎ وتصاعد الإنتقادات الغربية لموسكو بسبب موقفها من صفقة الحبوب بينما ترى روسيا إن العراقيل التي يضعها الغرب على الشركات الروسية والمصارف يهدد بعواقب وخيمة على الإقتصاد العالمي ويسبب الفقر ويمنع وصول الغذاء الى مستحقيه واذا كانت العقوبات الامريكية على إيران وروسيا تساهم في تأزيم الوضع العالمي أكثر فإن العقوبات على مصارف عراقية يصعب مهمة حماية الإقتصاد الوطني مالم تتخذ إجراءات فاعلة في هذا الإتجاه ومن أهم عوامل حماية الإقتصاد هو التحرك لإيجاد البدائل وفتح ممرات إقتصادية وتمكين الإقتصاد المحلي من المناورة في مواجهة التحديات.

     التجربة العراقية في مواجهة العقوبات مريرة ومنذ العام 1991 فرضت إدارة واشنطن حصارا غير مسبوق على العراق بعد الحرب في الكويت وإستمر لثلاثة عشر عاماً صعبة وقاسية ومرهقة بل ومكلفة ومهلكة للحياة وكان من بين الحلول هو تخصيص حصة غذائية لكل فرد تتضمن أساسيات الغذاء المعروفة لمواجهة الضغوط الإقتصادية ولوجود شرائح إجتماعية لاتملك القدرة على التعامل مع الأسعار في السوق المحلية وكانت بحاجة إلى نوع من البديل الموضوعي الذي يمكنها من تلبية إحتياجاتها الغذائية وتجاوز عدم القدرة على دفع الأموال فكانت الحصة التموينية وسيلة ناجحة إستمرت لسنوات طويلة وهيأت نوعا من القدرة لكبح جماح التأثير السلبي للحصار الإقتصادي وعدت نهجا جيداً خلال السنوات الأخيرة حيث تعاقدت الحكومة العراقية مع شركات وطنية لإستيراد مفردات السلة الغذائية جميعها وهو مايدفع للمطالبة بالمزيد من الإجراءات والضمانات الكفيلة بحماية سلة الأسرة العراقية وتحسينها أكثر وحسناً فعلت الحكومة عندما وفرت الأموال اللازمة لإستيراد المواد الغذائية وحماية الأمن الغذائي للمواطنين وهنا يجدر القول إن كل إجراء في هذا الشأن يعد مهماً خاصة مع المخاوف المترتبة على إرتفاع سعر الدولار وضعف قدرة المواطنين على تلبية إحتياجاتهم بالأسعار التي يفرضها التجار حيث الحماية الحكومية تصبح أكثر أهمية وضرورة في هذه المرحلة وربما ستكون السلة الغذائية حائط الصد الأخير.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك