الصفحة الاقتصادية

التنوع الاقتصادي

1682 2021-09-04

 

ناجي الغزي كاتب سياسي

 

التنوع الاقتصادي يعتبر أحد علامات النظام الاقتصادي في العالم الحديث. ويقصد به تنويع وتوسيع الصادرات وتنويع مصادر الدخل. هو نوع من سياسة تقليل الاعتماد على مصدر واحد كالنفط الذي يتعرض الى تذبذب الاسعار نتيجة العرض والطلب والازمات والكوارث والحروب التي تطال العالم. ويقصد به تحديدا على انه مجموعة الاصناف المتزايدة التي تشارك في تكوين الناتج أو المخرجات للدخل القومي.

وهذا النوع يعتبر تحدي كبير للبلدان المنتجة للنفط ذات الفوائض في رأس المال. لانه  يضمن لها الاستدامة الاقتصادية للاجيال, ويقلل الاضرار الناتجة عن الازمات والصدمات الخارجية, ويساعدها على خلق فرص متنوعة تستوعب الايدي العاملة والعاطلة وذلك من خلال تحريك الحركة الاقتصادية للاستثمار الاجنبي, لاجل رفع القدرة التنافسية مع الاقتصاد الوطني. وتشجيع دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي لقدرته على المساهمة الفعالة في توظيف الايدي العاملة,  كما لديه قدرة على خلق قاعدة اقتصادية واسعة تساهم في تنوع مصادر الثروة الوطنية .

وسياسة التنوع الاقتصادي تخلق فرص لتنمية القطاعات الصناعية والتجارية والسياحية باعتبارها موارد غير نفطية لاتخضع للصدمات الخارجية التي تساهم في تدهور الاوضاع الاقتصادية. وهذا ما أقدمت عليه الكثير من بلدان العالم والدول الاقليمية للعراق كالسعودية والامارات الذي تميز اقتصادها على الاستثمارات بصورة خاصة لذلك اصبحت الامارات من الدول الاقليمية الرائدة في المنطقة.

السؤال المهم هل يمكن للاقتصاد العراقي ان يعتمد سياسة التنوع الاقتصادي ومامدى نجاح هذه الاستراتيجية ؟

الاقتصاد العراقي من أكثر الاقتصادات العالمية الذي يعتمد على النفط كمصدر اساسي ورئيسي في موازنته العامة بنسبة تصل إلى 95%، وهو ما يجعله في التصنيفات الاقتصادية بـ (الاقتصاد الريعي). وفي ظل انهيار أسعار النفط نتيجة تفشي جائحة كورونا وإلاغلاق الذي تعرضت له معظم اقتصاديات دول العالم. اصبح الاقتصاد العراقي أمام تحدي كبير ورهينة السوق العالمية للنفط.  ولذلك نفرط في التساؤلات الملحة: هل يمكن للسياسة الاقتصادية العراقية ان تنتهج مساراً اقتصادياً يقيها من الصدمات والازمات الخارجية؟؟ وذلك من خلال تبني سياسة الاقتصاد المتنوع باعتبار العراق يعتمد على الثروة النفطية, لكونه يحتل المركز الخامس عالمياً والثاني عربياً من ناحية احتياطي النفط الخام. حيث يبلغ احتياطي النفط العراقي حولي 148 ملياراً 800 ألف برميل. وهذا الكم يؤهله بالنهوض بالاقتصاد وتوظيف الفائض منه الى الاستثمارات في كافة القطاعات التي تمكنه من التحرر من الريعية الى مساحات آمنة بدلا من التبعية المطلقة لقطاع واحد فقط.

وهناك تجارب كثيرة سارت عليها بعض الدول الاقليمية والاسوية في تنوع اقتصادياتها وتعظيم مواردها وتعدد مصادر دخلها. ومن هنا نود طرح تلك التساؤلات التي تساهم في فتح آفاق جدديدة في الرؤية الاقتصادية العراقية والتقليل من الاعتماد على قطاع النفط كمصدر وحيد لتمويل الموازنة السنوية. والامارات أحد الدول التي بدأ القطاع النفطي يتراجع في دعم موازنته حيث يشكل 30% من موازنته السنوية مقياس بالقطاعات الاستثمارية الاخرى التي تشكل 70%.

والسياسة التقشفية التي اعتمدتها الحكومة العراقي في موازنة عام 2020 كأحد الخيارات وفق معطيات انهيار أسواق النفط العالمية عند 30 دولارًا  للبرميل وانخفاض الايرادات اللازمة لتسديد النفقات التشغيلية, وتأمين الرواتب والاجور والغاء الموازنة الاستثمارية  وضع الموازنة أمام عجز مالي كبير مما دفع الحكومة الى الدين الخارجي والداخلي.

وهذا يجعلنا امام تلك التساؤلات ويضعنا جميعا أمام مسؤولية تاريخية للبحث عن مخرجات جديدة وجادة من عنق الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المتنوع. والاقتصاد العراقي تاريخيا قبل اكتشاف النفط يعتمد على القطاع الزراعي بشكل رئيسي نظرا لطبيعته الجغرافي الطينية المنبسطة التي تحيط بنهري دجلة الفرات وهي مركز المناطق الزراعية والتي تقدر بـ 40 مليون دونم صالحة للزراعة والتي لم تستغل بصورة صحيحة سوى ربع المساحة. في حين يعتمد العراق في سلته الغذائية على الاستيراد من خضروات ودواجن ولحوم واجبان وغيرها.

 وكذلك القطاع الصناعي كان له دور بسيط في وقت قريب كالصناعات التحويلية المرتبطة بالنفط والصناعات الكيمياوية والاسمدة وصناعة المواد الانشائية وبعض الصناعات الغذائية. ويمكن للعراق ان يطور تلك القطاعات بصورة صحيحة تواكب التطور الحديث لتكنلوجيا المكائن والانتاج وتطوير قطاع السياحة الذي يتميز به العراق بعمق تاريخه الحضاري ومكانته الدينية.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك