المقالات

ال الجهاد والفقاهة من الامام محسن الحكيم الى عمار الحكيم. (2)

1100 13:53:00 2008-06-14

( بقلم : الدكتور عبد الامير حسن )

يلاحظ المتتبع لدور المرجعية الشيعية في العراق( مرجعية السيد محسن الحكيم) , منذ مطلع القرن العشرين , الدور الوطني الواضح ضد الاستعمار البريطاني والانظمة المتعاقبة على حكم العراق , فقد حارب الاستعمار البريطاني في الشعيبة , ولم يك هذا الجهاد لحساب جهة ما آو دولة معينة كالخلافة الاسلامية في تركيا . وقد تحمل السيد مسؤوليته للدفاع عن الدين حسب اجتهاده , وشارك عدد من رجال الدين الذين الهبتهم فكرة الدفاع عن الوطن ,. وواقعا توج رجال الدين هذا المنهج بالمشاركة وقيادة الثورة التحررية عام 1920 وكان رحمه الله من ابرز رجالاتها.

الامام الحكيم وعبد السلام عارفانصب اهتمام الامام الحكيم في عهد عارف على تشكيل لجنة مشتركة (سنية شيعية) تكون مسؤولة عن التشريع ووضع قانون جديد للأحوال الشخصية ينسجم مع الشريعة الاسلامية ، وأبلغ الحكومة العراقية : انه يترك الحرية للسلطات السياسية ان تقرر ما تشاء من قوانين. وفي سبيل ذلك شكل سماحته عام 1964 (جماعة علماء بغداد والكاظمية ) وطلب منها تقديم مذكرة إلى الرئيس عبد السلام عارف ، من أجل :– إلغاء قانون الأحوال الشخصية ، وإعادة المحاكم الشرعية - مراعاة شعور الأمة في وضع الدستور ، وتشريع مادة تنص على عدم جواز وضع قانون يخالف الأحكام الإسلامية- إشاعة العدل والمساواة بين أبناء الأمة وعدم التمييز بينهم في مختلف المجالات- مكافحة التفسخ الخلقي- تعديل مناهج التعليم ووسائل التربية والتوجيه.

وأضاف اليها الامام الحكيم مطلبا مهما وهو إلغاء التأميم والقوانين الاشتراكية التي صدرت في عهد عارف ، ولكن الرئيس رفض الاستجابة لمطالب جماعة العلماء ، بعد رفض مطالب الامام الحكيم من قبل عارف رفض السيد الامام استقباله لدى زيارته النجف في عام 1966، مما تسبب في اعتقال وكيل المرجع الأعلى في بغداد السيد هادي الحكيم وإبعاد وكيله الآخر السيد إسماعيل الصدر من الكاظمية .]كما رفض الحكيم تأييد عارف في حربه ضد الأكراد ، لعدم شرعية الحكومة في نظره . كما ذكرنا ذلك في الجزء الاول حيث اصدر فتواه البشهيرة بحرمة قتال الاكراد.

الامام الحكيم والبعثبعد عودة حكم البعث مرة اخرى عام 1968 اتخذ الامام الحكيم موقفا حذرا من السياسات البعثية لكنهم سرعان ما كشرواعن انيابهم الطائفية فقاموا بحملة التسفيرات ضد الطلبة العراقيين والتجار بحجج واهية ثم بدات حملة الاعتقالات تطال طلبة الحوزة العلمية استمرت حملات الاعتقالات والاعدام والتصفيات الجسدية لرجال الدين والنشطاء من الشيعة ومحاربتهم حتى في ارزاقهم، خاصة التجار منهم واتخذت الحكومة جملة قرارات لغلق معظم منافذ الامداد المالي الشرعي كالزكاة والخمس وغيرها من الوصول الى الحوزة العلمية من خارج العراق، ومنع استمرار الكثير من الطلبة المسلمين في الحوزات العلمية، والقيام بحملات تشويه صورة المراجع وعلماء الدين المتقدمين ومحاولات اختراق الجامعة الدينية الشيعية ووضع العتبات المقدسة الشيعية وخطباء المساجد تحت اشراف الادارة الحكومية ومنع تداول المجلات والكتب الاسلامية في العراق واحكام الحصار الثقافي والاجتماعي على ابناء الشيعة ومنع القيام بشعائرهم الدينية.

في الوقت نفسه اصدرت المحاكم الحكومية الخاصة احكاما باعدام عشرات من المعارضة والناشطين ورجال الدين الشيعة.. بهذه الهمجية والقتل الجماعي بدء حزب البعث حكمه فقرر البعثيون ضرب المرجعية من خلال ضرب السيد الشهيد مهدي الحكيم نجل الامام المولى المقدس

وهنا صعـّد الامام الحكيم من مجابهته للنظام وذلك بالسفر الى بغداد في محاولة للاحتجاج كما كان يفعل في هكذا ظروف ، حيث دأبت الوفود الشعبية بالتقاطر على محل إقامته واعلان تأييدها له ، وحاولت السلطة التفاوض معه ولكنها فشلت في تليين موقفه ، وفي 9 حزيران 1969 ظهر على شاشة التلفزيون ضابط متقاعد هو (مدحت الحاج سري) الذي ادلى باعترافات كما يقول الشيخ حسين كوراني ملفقة وكاذبة حول جماعته للقيان بانقلاب ومن ضمنهم السيد مهدي الحكيم ] وفي أعقاب ذلك الاتهام اقتحمت قوات السلطة مقر إقامة السيد محسن الحكيم في بغداد . وبعدها شنت السلطة الطائفية حملة ابادة لال الحكيم فجزت بهم في السجون واعدمت في ليلة واحدة سبعة عشر منهم. ولقد شاهدناهم في السجون وفي زنازين البعث منهم اية الله العظمى المرجع الكبير محمد سعيد الحكيم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك