متى يسقط صدام سؤال كثيرا ما تسبب في حيرتي فبين سقوط وعدمه بت حائرة فأن سقط ،هل كان ذاك يوم التاسع من نيسان لثلاث سنوات خلت من الالفية الثانية ام قبلها بتسع سنين من ذات الالفية ؟ وان لم يسقط فمتى سقوطه اذن !!!!
ان الاحداث على ساحة وطننا الغالي تستعرض لنا الكثير من الاحتمالات وابتدء باحتمال كونه سقط في التاسع من نيسان ويبدو ان اي تحليل في هذا المجال لابد من ربطه مع تحركات امريكا اذ ان صدام وباتفاق الكثيرين هو ابن بار لها لكن اللغز المحير هو متى عق صدام امريكا ام ان تمرده بحد ذاته طاعة ؟!
وبالرجوع للاحتمال الاول اجد هناك ماخذان الاول لماذا هذا التوقيت بالذات رغم ان صدام كان مؤدبا تلك الفترة والحصار الاقتصادي الذي فُرض حجّم دور العراق في جميع الاصعدة اذن لماذا طفح كيل امريكا من صدام رغم ان له اخطاء سابقة يندى لها جبين الانسانية وكان من الممكن ان تنتهز امريكا الفرصة للانقضاض عليه كما سيأتي في الاحتمال الثاني اما الماخذ الثاني من الاحتمال الاول هو ما حصل بعد ذلك من سيطرة فلول البعث بالالوان شتى وعزمها على امتصاص ما تبقى من دم العراقيين حيث بدؤا بالاجتماعات وكأن شيئا لم يكن فالنظام لم يسقط وانما سقط رئيسه !! وتفرج امريكا محير من اول لحظة اذ انها كانت مع الفوضى وتساعد عليها تلك الفوضى التي زادت الطين بلة ليصبح العراق تحت الصفر .
اما الاحتمال الثاني فهو لماذا لم يسقط صدام عام 1991 ؟ ان ارادت امريكا بقاءه خوفا من تولي الشيعة الحكم فان الشيعة قد وصولوا فعلا لسدة الحكم وعبر اقنية الديمقراطية التي تنادي بها امريكا ، و لو كانت المسألة مسالة شيعة وحكم فانهم ببساطة كانوا ليتجاوزا هذه العقبة بان يعينوا حاكما عراقيا مذعن لكل ما تريده امريكا وكان الشعب حينها سيقبل لكونه منهك القوى فكثيرا ما كنت اسمع ان لم اكن من ضمن القائلين بان ( يابة حتى لو يحكمنة يهودي بس نرتاح ) لماذا كان عزم امريكا على اسقاط صدام قوي وبعدها فتّر ذلك العزم عن دعم العراق رغم انها بحاجة ان تثبت للعالم بانها ناجحة ؟!
ان كانت محتلة لنا فكل احتلال يترك بصمات كالبناء ونقل الثقافات الى اخره لكنها ليست محتلة بمعنى الاحتلال وليست محررة لانها تحاول تكبيلنا بعقود بعيدة . اعتقد ان هذه النقطة هي مفتاح اللغز فالظاهر ان امريكا كالطفل الذي يرقب شيئا يحتاجه لاحقا وفي نفس الوقت يخشى ان يخطفه غيره لذا فانها قلبت الطاولة بوجه صدام لكنها لا تريد ان ترتبها مع الحكومة الجديدة بل انها تريد من الحكومة ان تحجز لها مقعدا في المستقبل من خلال الاتفاقية التي حالوا ان ينتزعوا من خلالها هذا الكرسي لكن هذه النظرية لا تتوافق وسقوط صدام فصدام كان الحارس الامين لامريكا في اوج عواصف تمرده عليها واحكام الحصار عليه كان مسكة قوية لا اعلم لماذا فرطت امريكا بها ، ام ان ايران قد استفزتها حد انها ارادت ان تقترب منها لتخيفها ولكن العقلية الامريكية ابعد من ذلك حيث انها حريصة دائمة ان يكون حضورها الخيار الاخير والذي لايبدو ان اوانه قد ان والا لماذا لا تهاجم ايران لحد هذه اللحظة وتصمت على حكومة تعلم جيدا بانها تعتبر ايران جارة ومن الصعب اقناعها بان تتحالف معها ضد دولة مسلمة .
يبدو اني سأبقى في دوامة التفكير هذه ولن اجد حلا لكني على اقل تقدير قد حصرت تفكيري بزوايا الاولى ان يكون صدام قد عصى امريكا عام 1991 فعلم ان نهايته قريبة فحضر لفترة ما بعد صدام خاصة تأكيدا لمقولته المشهورة ( اعيف العراق كاع ) و اكبر دليل على هذا مصانع السيارات المفخخة المخفية في الفلوجة في عهده والتي لم نذق انتاجها الا بعد تركه السلطة مرغما ام ان سيناريو الخلاف مع امريكا استمر حتى عام 2003 وباغتته على حين غرة وهو يظن انها معركة من معاركه التي لا تنتهي او ربما امريكا هي من غدرت به عام 1991 حينما اقنعته بدخول الكويت ثم كانت اول من يوبخه وبعد الغدر اما انهم قد تخاصموا كذبا او اتفاقا لينفض الاتفاق بغدرة اخرى .
لا استطيع ان اقول ان ما حصل قد حصل ولنعيش مجريات اليوم لان الذي حصل هو اساس لما يحصل اليوم ، ماذا سنفعل هل ستظل حكومتنا تجاري امريكا لدهور جديدة هل هذا هو قدرنا بسبب طائش كصدام وان جارينها بما لا يمس كرامتنا والخطوط الحمراء هل سنامن من شرها وغدرها كل هذه التسائلات في بحور الحيرة لا اجد في وسطها حقيقة الا ان صدام ان كان قد سقط فقد سقط من اعين كل شريف وحسبنا الله في جواد الظروف الصعبة التي يمسك لجامه ثلة من الرجال الذين اقسموا ان لا يتركوه عسى ولعل ينصلح مسار جوادنا الجامح.
اتفاقية كالتي تم طرحها هي طعم واستعلام عن ما يدور في قلوبنا كعراقيين رفضها او قبولها سيعتبر نقطة بداية لتعامل امريكي تظهر بواكيره عما قريب لم اركز جيدا على بنود الاتفاقية لانشغالي ببند ان امريكا تحدد الارهاب ولها حق قمعه عند هذه الجملة لا اعلم لماذا احسست بان رجال الحكومة ان وقعوها سيكون اية الله العظمى السيد على السيستاني هو اول رجل تعتقله امريكا بناء على هذه الاتفاقية فهم يرونه الراي الذي يسود ويمتثل له الاغلبية وهذا ما لاتطيقه امريكا وستعتبره المسيطر على عقول العراقيين فحذار من مفردة ارهاب لانعلم كيف تفسرها امريكا فلو كانت تعلم معناها لما عاونت اشد ارهابي عرفه التاريخ الحديث ذاك هو المقبور النجس صدام التكريتي .
فلننتبه جيدا فالمشوار الذي قطعناه جيد لهذه اللحظة رغم كل الصعوبات ولا نريد ان يتحقق راي البعض والذي لا يمكن ان اتجاهل من قيمة كونه احتمال وارد من ان امريكا ربما فسحت المجال للشيعة لتذبحهم بورقة يوقعها شيعة !!
اللهم ارفع عنا البلاء بحق محمد وال محمد وابعد عنا شر امريكا وكل ذي شر فالامر بيدك اما ان نعاني حتى نغير ما بي انفسنا او ان تقول للامر كن فيكون ، اللهم احفظ العراقيين وامنهم في بلدهم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha