( بقلم : عواد عباس الموسوي )
" تاريخ البعض نصفه شبه حقيقة و نصفه الآخر محض من الأوهام و الأساطير .. "كلما استمعت إلى بعض الصدريين و عناصر ما يعرف بجيش المهدي و أحاديثهم الغثة التي تشعر المرء بالغثيان لا لمجانبتها للواقع و الحقائق على الأرض فحسب بل لأنها و قبل كل شيء تشير إلى نمط من التفكير و العقلية التي أكل عليها الدهر و شرب ، تلك العقلية التي تحاول أن تحيل كل القضايا إلى نوع من الملاحق لفكرة ، فكرة محورية هي نفسها غير واقعية و لا موضوعية . كلام الصدريين و حديثهم جمل و كلمات طافية على سطح ضحل و ذهنية متعفنة لا تنتج لك سوى الفبركات و الخدع و الأوهام ..
من يبتلي بسماع ما يدور في جلسة " صدرية " لا يخرج إلا و رأسه تظن بكلمات مثل قال السيد القائد – الولي المقدس - حكومة الاحتلال – الاحتلال – الحكومة العميلة – العبوات الناسفة – الولِد " بكسر اللام " ضربوا خمس صواريخ واحد منهن طاح بالقاعدة – تهويمات و أحلام و أساطير للنصر المؤزر الذي لا يراه سوى هؤلاء الشُلل ... و مع كل هذا فلا يستطيع أحد أن يدلي باعتراض واحد أو نصف اعتراض فاعتراضك كفر بالسيد القائد و بالتالي كفر صريح بكل المقدسات و المبادئ و القيم .. الصواريخ الخمس يجب الحديث عن الصاروخ الذي يزعم انه سقط على قاعدة الاحتلال أما الأربع الأخرى منها فلا خبر لها ولا طاري و لا يهم أين سقطت و من قتلت و كم أفزعت و أرعبت من الأطفال و النساء .. هذه أمور لا قيمة لها المهم أن يُرفع تقرير للجهات " العليا " يفيد بنجاح " المقاومين الأفذاذ " بضرب صاروخ من بين المناطق الآهلة بالسكان يقال حسب شهود طرمان و عميان أنه أصاب الهدف . . و حين تتاح لك فرصة في مكان غير المكان و زمان غير الزمان و في جلسة غير الجلسة تقوى خلالها على قول بعض ما هو محظور و منه أن الأمن في منطقة ما هو منظومة واحدة متكاملة تختل باختلال أي جزء منها و لهذا فتفجير عبوة هنا و ضرب صاروخ هناك لا يعني سوى زعزعة الأوضاع و أن المستفيد منها هو هذا الذي تسمونه احتلالا و العصابات المتخصصة بالخطف و السرقة و رسم صورة للوضع على غاية من القتامة مع وجود أبواق إعلامية صحفا و فضائيات و مواقع انترنت لا يسرها أكثر من هذه الأعمال لتنفخ فيها كي تثبت أن الوضع الأمني وضع مأساوي و بالطبع فهو أمر يصب في مصلحة جهات سياسية معروفة مناوئة لكل مكتسبات العملية السياسية و لا ترغب إلا بإعادة الموازنات العتيقة البالية .. و مع كل هذا تؤاخذ الجهات الحكومية على تلكؤها بتوفير الخدمات و جلب الاستثمارات و التساؤل عن وعودها حول الصفقات التي أبرمتها مع الشركات العربية و العالمية أين هي ؟ و لماذا يكذبون علينا ؟؟ هذا في الوقت الذي يعترف لك ذووا رؤوس الأموال أنفسهم ومنهم حتى عراقيين لا تنقصهم الوطنية بل تنقصهم شجاعة ذوي المال يرددون ليل نهار إن رأس المال جبان و لا يمكن المخاطرة في وضع لا يتمتع بنسبة أمان لا تقل عن 99% لكي يبدءوا عملهم .. وفي دول عديدة منها في أفريقيا و آسيا و أمريكا اللاتينية لا تقدم الشركات على الاستثمار و زج كوادرها الفنية التي هي في الغالب متعددة الجنسيات خوفا من الخطف و القتل و الابتزاز فكيف بالعراق الذي ....! أقول حين تطرح هذه الحقائق تواجه بحجج واهية وردود غبية أو استغبائية تبرئ المليشيات و العصابات الخارجة عن القانون و تحيل الحديث إلى طرق ملفات أخرى لا علاقة لها بالموضوع من باب النقض الذي لا يحل إشكالا و لا يدفع حجة .. !
لا شك أن أوضاعنا ستبقى تراوح في مكانها ما دامت ثمة عقول متحجرة على هذه الشاكلة و ذهنية مغلقة على مفاهيمها المبتدعة و بقدر ما جلبت العديد من المحن و الأزمات فهي ستجلب محنا و أزمات أخرى ، كل ذلك لأجل تصويب الخطأ و تخطئة الصواب ، عصمة القائد الضرورة الجديد و تسقيط الآخرين و أبلستهم و شيطنتهم ، التباهي بالوطنية الزائفة و سلبها من كل من لا يشاطر هؤلاء المتباهين بالوهم و الأسطورة .. لكن الأمل قائم توحي لك به حقيقة إن الحالة الشاذة لا تدوم و سيرورة الأشياء إنما تكون باتجاه ما هو طبيعي و معتاد ، و هؤلاء بتمظهرهم المليشياوي أو تيارهم الذي يجري عكس التيار لن ينتهوا إلى شيء يذكر و خسارتهم مؤكدة لأنهم يقفون بوجه مستقبل بلد بكامله و لا شك أنه وقوف أرعن و خيار خاسر مهما أوحت لهم شياطينهم بخلاف الحق و الواقع و المصير المعروف ..
https://telegram.me/buratha