المقالات

الإنتقال السريع بدون حساب..هل أمنيات أم توفيق وتسخير؟!


هشام عبد القادر ||

 

شاهدت أمرأة عجوز كبيرة السن في شارع مزدحم أمام إحدى المحلات تمد يدها لكل من يمر بجنبها ويبدوا عليها الإرهاق والتعب ولا يبدوا عليها حيلة المتسولين ولا المهنة للتسول بل العوز والوحدة ...فكل من يمر جنبها تسأله ولا يرد عليها ...سوى من الرجال أو النساء وهي كبيرة السن تتحرك بكل سكينة وهدوء وتنطق بهممة كلمات لا يلحظها أحد بل انا مركز عليها بكل دقة اراقب خطواتها ابحث في عيونها واثار حركتها عن حالتنا نحن كيف لو نصل لحالة العجز والشيب فمن لنا بهذه الحالة وكل الناس تمر من جنبها ولا كإن لها وجود ..قالت "لي عمر طويل وطول حياتي كلها لم ارى أحد ينظر لحالتي يارب" فأين الرحمة "...

بهذه اللحظة دنوت منها اكثر ...أسألها عن هذه التجربة في العمر الطويل وسألتها بنفس ما نطقت به وهي لا تعلم إني سمعت كلامها...قلت يا أمه لك عمر طويل ما لقيتي أحد يسأل عن حالتك كلامك صحيح "لا ينفع الإنسان إلا نفسه..."

هنا محور البحث النفس...

كيف تنتقل هل الإنتقال السريع توفيق أم أمنية....

لو قلنا أمنية فقط فهذه المرآة طول حياتها تتمنى أن يلتفت عليها أحد ينقلها من حالة العوز التي تمر به إلى مرحلة السعادة..

ولو قلنا توفيق...فهل هذه المرآة المسكينة لا تستاهل التوفيق.. لا والله بل تستاهل التوفيق فهي تقطع القلب وتوحي للنفس أن ليس لها إلا الخالق...

إذا الأمنيات لا تكفي للحصول على الحظ..

ولا التوفيق ...يكون ظالم لنفس ويفضل على نفس أخرى...

وإن قلنا مناجاة فقد ناجت المرآة العجوز بكل أنة قلب وصدر لي عمر طويل اي تجربة طويلة بالحياة لم يلتفت إلي أحد من الناس اي لم يرحم حالها أحد وهي تمر بتجربة طويلة حتى شابت وعجزت حركتها التي تتحرك ببطئ وخفض صوتها تهمس به بينها وبين نفسها لا تقصد به الشكوى للناس بل شكت للخالق ربي لي عمر طويل لم اجد من يلتفت لي...

فإذا لم تخنق الإنسان العبرة وتنزل الدمعة عن حالة الإنسان عندما يفتقر للشئ كيف ينتقل بالإنتقال السريع بدون حساب هل بالتوفيق أم بالأمنيات أم هناك علم خفي منتظر ....

هنا نقطة الوصول لم تحصل على الأمنيات ولا الحظ ولكن شئ آخر ينتظرها...إنها الدموع التي تبكي الحجر والشجر بأنتها التي أنت من صدرها وونتها التي لم يسمعها أحد سوى الله بل وفقني الله لأن ارتقب صوتها وانا ايضا ايتها الأم  العجوز لا استطيع اعمل لك شئ فقد شكيتي وانا ضعيف مثلك افتقر لما تفتقري ..لم استطيع تلبية استغاثتها لاثبت أن هناك من يسمع انتها.. وانت سمعت انتها ولبيت حاجتها فماذا بدوري أن اعمل فالعطاء لا قدرة لي لكشف همها ولا غمها...

ولكن المدرسة والعبرة من هذه الأنة وهذا الصوت ..المنخفض إن القلوب والنفس تبحث عن دليل وعن الرحمة بالناس..."فأين الرحمة "

لاصحاب التجربة الطويلة من العمر وهي تعاني لم يسمعها أحد..

الإنتظار.. للفرج ..والرحمة...

مدرسة يدخلها الإنسان ليصل إلى نتيجة كبيرة ..يتخرج منها بشهادة الصبر ...

ينال بذالك العطاء الكبير ...ليس من البشر ...بل من خالق البشر...

وكيف اعرف أنا ذالك هل انكشف لي الغطاء لأعرف إنها ستحصل على الفرج نتيجة صبرها...وإفتقارها للحظ والتوفيق وحل سريع للأمنيات..

وهي تسعى وللإنسان لما سعى هي تبحث عن الرحمة...لم تجدها في قلوب البشر...

فهي مفتقرة للرحمة ..ورحمة الله وسعة كل شئ...

سوف تحشر بزمرة المساكين جوار الرحمة الواسعة ..جوار سيد الوجود لإنه الرحمة الواسعة.. وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين فهي تطلب الرحمة. ولا رحمة لها غير رحمة سيد الوجود فهو خير من يرحم فعلمت من هذا الباب أن الإنسان يستغيث بسيد الوجود رحمة للعالمين.. يا رحمة للعالمين اغثنا...ليس لنا سواك راحم من البشر ..

فمن يتقلد صفة الرحمة فهو سليل هذا البيت بيت النبوة رحمة للعالمين ...

رسالتي لصاحب الزمان لكل إنسان في الوجود الرحمة ليست بالأقوال ولا بالظهور بل بالتجربة والواقع تجعل كل إنسان مر بمرحلة طويلة من العمر لا مغيث له أن يفتح له الباب باب الرحمة ليحث العالم إن الرحمة لها عدة اوجه وأ بواب فالصبر بوابة كبيرة لدخول الرحمة الواسعة.. بدون حجاب وبدون امنيات وتوفيق..

فاصبر الناس هو خير من تفتح له الأبواب ..وخير الناس للناس من يسعد الناس واصحاب مرارة الحياة بالوجود كثيرة ...

لا نسمعها بصوت كبير بل بالأنة او الونين ..والأهات...

 

والحمد لله رب العالمين

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك