( بقلم : زهراء الحسيني )
لم يمر على تشكيل التيار الاصلاحي الوطني للدكتور الجعفري عشرة ساعات حتى اعلن السيد مازن مكية الامين العام لانصار الدعوة انسحابه من هذا التيار الاصلاحي الجديد.. هذا الانسحاب المبكر والقياسي مؤشر واضح على ان التيار الاصلاحي يحمل تناقضاته وانشقاقاته من الداخل وهذا دليل واضح ان الجعفري وجماعته مولعون بالانشقاقات والتشظي الامر الذي يعكس اهتزاز الثوابت والمعايير التي يعتمدها هذا التيار الجديد.أطلق عليه تيار بدلاً من حزب وهو مصطلح جديد لا يصح الا على التيارات الشعبية التي تجمعها ظروف عفوية احياناً ولا ندري كيف يعلن انشقاق من داخل حزب الدعوة لم ينال ثقة الدعاة الذين اجتمعوا في العامين الاخيرين لينتخبوا السيد نوري المالكي امينا عاماً للحزب المذكور بدلاً من القوي الامين (الجعفري) الذي فشل في امانة الحزب وثقة الدعاة كيف يعلن عن نفسه تياراً؟
ظاهرة الانشقاقات الدعوتية التي يقودها الجعفري هي ظاهرة خاطئة وخطيرة تكشف عن الواقع التنظيمي الهش الذي يعتمد المصالح والانانية والمصالح الشخصية وغياب المعايير الصحيحة لدى الشخصيات التي تحاول توظيف الحزب لاغراضها الشخصية.
المفارقة في الظاهرة الانشقاقية الجعفري هي ان هناك احزاب غربية مر عليها تاسيسها اكثر من قرن كالحزب الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة الامريكية لكنها لم تشهد الحالة الانشطارية ولم ينشق الحزب الجمهوري او الديمقراطي الى حزب الجمهوري تنظيم امريكا او اوربا بينما حالتنا الاسلامية المؤسفة فتعيش الانشقاقات والانشطارات. الجعفري عاش عقدة تعملق الذات وانتفاخها او العقدة الطاووسية ان جاز التعبير ووجد من يدفعه بهذا الاتجاه سواء من المتملقين والمداحين او من داخل حزب الدعوة من الذين لم ينتخبوه اميناً للحزب كجبر لخاطره وتعويضه من خسارته الفادحة لرئاسة الوزراء.
كان الاجدر بالاخوة الدعاة ان يقفوا في تصويتهم داخل الحزب لصالح الجعفري وانتخابه اميناً عاماً ويبقى المالكي رئيساً للوزراء وليس من الصحيح الضغط على ابراهيم الجعفري القيادي الكبير في حزب الدعوة وحصره بهذا الاتجاه الخطير الذي ارتماه في احضان اخرين ليسوا من الدعاة وليسوا من الهداة بل من العصابات والمهوسيين.نتوقع ان ينشق الجعفري على نفسه ويحمل في داخله ضده وهو الشعور بالعظمة من جهة والشعور بالواقع التهميشي له من جهة اخرى وهو ما نخشاه على الجعفري بان ينشق على نفسه فيكون الجعفري الطاووس المتبختر الذي يستنكف دخول البرلمان الا وهو محاط بعدسات الكاميرات والجعفري المهووس الذي يلتقي مع نكرات كبهاء الاعرجي وفتاح الشيخ وفالح الفياض.
المؤسف حقاً هو الطريقة التي ينزلق باتجاهها الجعفري وينسلخ عن تأريخه الدعوتي ويواجه رفيق دربه وطريق ذات الشوكة المالكي عبر الاصطفاف مع ابو عزام قائد الصحوة لاحقاً والارهابي سابقاً كما يصطف مع اياد علاوي وبعض المهوسيين من عشاق السلطة والحكم.
https://telegram.me/buratha