المقالات

(أنصفوا المالكي)

1233 15:36:00 2008-05-25

( بقلم : جواد شلال )

كلنا ندرك ان بناء الدولة العراقية الحديثة عام 1921..كان بناءا مرتبك ومعقد وكان الاستعمار البريطاني راعي ذلك البناء وكانت بدايات البناء تمت اولا على اساس خاطئ... تمثل بأستيراد ملك عربي ليحكم شعب العراق دون اخذ رأي الشعب او استفتائه على امر مهم ومعقد وحساس يختص بحياه شعب ذو حضارة.. تمتد لالاف السنين وهذا يعني بأن نظام الحكم وطريقة بناء مؤسسات الدولة العراقية تم وضعها تحت يافطة (صنع في بريطانيا) ناهيك عن اشكاليات نظام الحكم .والنظام البرلماني .وحدود الصلاحيات واليات عمل المؤسسات الحكومية التي رافقت بناء الدولة العراقية وبقت اشكالية الارتباك والتعقيد في بناء الدولة ومؤسساتها يستمر في البناء على تلك الاسس المغلوطة والتي انتجت بمرور الزمن نظام الحكم الشمولي .وهذا قطعا ادى لمنع وجود تاريخ متراكم من التجارب الديمقراطية او بناء مؤسسات الدولة .او بناء دوله القانون بل صنع نظام حكم احادي مطلق الصلاحيات ويبتلع مؤسسات الدولة جميعها وبكل تفاصيلها ويبزقها بشكل مسخ وغير قانوني تتطابق قوانينها وسياقات عملها المؤسساتية مع اهواء القائد الضرورة ويصبح التنافس الحكومي ميزة في الوصول الى رضا القائد.ان عدم انجاز بناء الدولة العراقية منذ التاسيس ووفق الشروط الطبيعية ووفق الاشتراطات البنيوية .ادى الى ظهور مشروع سلطة قاسية تفرض قوانينها التعسفية على البنى الاجتماعية والاقتصادية بالقوة وبالاكراه غير المقيد وبالتالي اصبحت دولة اللامجتمع وانتقل هذا الوباء بشكل او اخر الى حزب السلطة انذاك . فتعاملت السلطة بنفس المنهج مع حزبها ووفق اليات وسياقات التعسف ووفق رؤى فرعونية ..(وانا ربكم فاعبدون).. فجعلت حزبها يدور في فلك الخواء الفكري والايدلوجي ونقص هائل في صنع البرامج السياسية المعتدلة والوسطية التي تتيح للاوساط الشعبية قدرة التأثير والتأثر .بل سمحت وبحرية مطلقة لثقافة تقديس القائد وتأليف الاشعار والقصص الخرافية والاوصاف والالقاب الفارغة والتي مااستطاعت مقاومة التغيير الجديد .فذهبت تتساقط بيسر وسهولة كما تتساقط اوراق الاشجار في الخريف ان نتاج ذلك النظام الشمولي ماهو الا نظام اقتصادي متهرئ وعجز هائل في الميزانية وديون مريعة وكذلك نظام صحي يكاد ان يكون بدائي وجيش يئن تحت وطأه حروب طويلة ومدمرة دون اسباب واضحة وتدخل الابناء والاقارب وافراد من العشيرة في الشؤون العسكرية ووضعهم للخطط السوقية والستراتيجية . اما نتاج الثقافة فهو امر يكاد لايختلف عليه اثنان من العراقيين ثقافة كسيحة وعرجاء تعمل وفق نمط واحد لاغيره. ولايجوز لاحد ان يتجاوز رزمه كبيرة من الخطوط الحمراء رصفت بأشكال هندسية مخيفة فلا تمر قصيدة او اغنية او لوحة تشكيلية الا ان يكون فيها اسم الرمز موجودا اما الاعلام فهو يخضع لسيطرة المركز لا تمر شاردة او واردة او حتى هاجس مغاير الا ان تكون ليد الرقيب عليه بالمنع والمعاقبة وكذلك مؤسسات الدولة الاخرى مثل التربية والتعليم العالي والاوقاف والزراعة....الخ فكيف ينشأ الانسان العراقي ..وكيف يتلقف ثقافته وبناء شخصيتة الوطنية وتلك اجزاء وعينات صغيرة من صورة الواقع العراقي السابق .فبات الكثير من شبابنا يقتاتون على ثقافة الحرب والموت والدمار ثقافة اني منتصر حتى لو خسرت وأن اجراءات القوة هيبة سواء كانت الان او بعد حين ((الثأر)) اما ثقافة الحوار الهادئ الرصين تلك ثقافة سمجه لايوصف صاحبها الا بالضعيف المستكين وبالتالي اصبحت منظومة الفرد المعرفية والانسانية متقاربة الى حد ما مع اجندة الديكتاتورية.دون ان يفوتنا الاستثناء هنا او هناك بعد قليل او كثير حسب الظروف الذاتية والموضوعية وحسب التطورات الاجتماعية المتغيرة .....وبعد زلزال 9/4/2003 وسماع صوت الديمقراطية والتعددية والرخاء ودولة الرفاه ....الخ من الشعارات الجديدة لم تكتمل ولادتها بعد ولم يسمع صدى صوتها المواطن الفقير المحتسب الذي يبحث عن الامل المفقود ويتطلع الى مستقبل المحبة والسلام والتأخي وحفظ حياته وكرامته وفورا دون سابق انذار تتكالب عليه وبشكل مريع مخالب السلفية التكفيرية..وتمزق اجساد الناس بعدم اكتراث ولا مسؤولية اخلاقية او دينية بل فاجأت الانسانية الصور اللاعقلانية والافكار المتحجرة .التي يأبى ان يتعامل بها رجال الكهوف .منذ بدأ الخليقة انه امر محير بشكل حاد ويترك تساؤلات لا اجابة لها ..لماذا هذا يحصل لماذا تلك الجريمة من اين يستمدون تلك القسوة الخبيثة .بحق شعب بكامله شعب خرج لتوه من زمن اللامعقول .ويحاول ان يحث الخطى نحو العقلانية وبناء دولة العقل والكرامه والقانون .وعلى اثر تلك الموجات المتلاحقة من الموت والدمار التـتري اللاطبيعي انهارت بعض اركان المؤسسه السياسية الجديدة وبدأت تتناغم من بعيد او ربما من قريب مع قوى الظلام الجديد التي تخوض في مساحات الدم الساخنة للوطن .فعملت على نظام المقاطعة السياسية مؤيدة أو راضخة احيانا على اساس قاعدة انهمار الفتاوى الشيطانية عليها من شيوخ وملالي التكفير الاهوج كما جندت لها قوى الاعلام الخبيث من داخل وخارج الوطن .لغرض تتزين صورها البائسة امام جموع شعب هائلة ترفض بصوت عال كل منظومة القيم التكفيرية ذات المنهج الظلامي المدمر ...تلك مقدمات بسيطة لم نتوسع في جوانبها الفلسفية والتاريخية والزماكانية بل اخذنا عينات بسيطه .ان التوسع بتفاصيلها يدمي القلب ويوحش العقل وبالتالي على بساطة مااخترناه نريد ان نتسأل ماذا يستطيع سياسي محترم وجدي وتندلف الوطنية من جوانبه ويمتلك حضورا وطنيا كبيرا لايستطيع احد ان يزايد عليه ماذا عساه ان يفعل .وبين يديه ملفات من كثرة سخونتها لايستطيع احد ان يميز ايهما اسخن من الاخر . استطاع الاستاذ الما لكي أن يقرأ بوطنية عالية وبعقلانية مذهلة ترتيب الملفات وحدد سلم الاوليات دون الخوض في الجوانب الفلسفية المركبة وتعقيد الرؤى المشتركة لمفاهيم الاراء المتباينة لاهمية ملف على اخر اننا نسجل جزء من تلك الملفات حسبما نراها ونعتقد أهمية وضعها في سلم الترتيبات وهي كالاتي:ـ1.ملف الحرب الاهلية ..ملف اصبح في اعلى درجات نضجه ووصل مراحل أتقاد خطيرة وبدأت شررة تتوزع في اكوام القـش الرخوة لتحولة الى هشيم محروق.2. ملف الارهاب المنظم والمبرمج والمدعوم من قبل الجوار ومابعد الجوار وان كان للملف صله بالملف السابق .3.ملف العصابات الاجرامية.الخارجة عن القانون والتي تعطل عمل الحكومة بشكل يومي وتفصيلي وتحاول ان تكون حكومة اخرى داخل العراق.4.ملف التدمير الهائل للبنى التحتية الخدمية وخاصة الكهرباء والوقود.5.ملف تقييد اطلاق اليد في اتخاذ الاجراءات والقرارات الحاسمة والتي تستحوذ عليه قوات الاحتلال الامريكي.6.ملف تحريك الحياة الاقتصادية .والعمل على تشغيل افواج من العاطلين تقدر اعدادهم بالملايين.7.ملف التعثر وعدم الاكتراث في مواقف الكتل السياسية داخل قبة البرلمان وتأخيرهم اقرار القوانين الساندة لاعمال الحكومة .8.ملف المصالحة الوطنية.9.ملف الفساد الاداري والمالي الذي لاينفك ينخر بجسم الدولة العراقية بلا هوادة.

وهنالك الكثير من الملفات مثل ملف المهجرين وملف الحصار الدبلوماسي العربي المتشدد وملف كركوك وملف القوى السياسية خارج العملية السياسية .الا اننا اخذنا نماذج لغرض نوضح الامر لترى مدى حجم المسؤولية وجسامتها.وتعالو نعامل الامر بواقعية معقولة ونقول من يجرا على العمل وسط مثل تلك الاجواء الملغومة بالملفات الخطيرة ..ولكن السيد المالكي .الرجل.الرجل تحمل المسؤولية بكل عزيمة واصرار ووضع نصب عينيه مستقبل العراق وشعبه وجعلهم بوصله عمله في ادق التفاصيل .فلنسجل له تلك الصفة الرائعه صفه الجرأه وتحمل المسؤوليه في اجواء بحر متلاطم من العنف والموت وعدم الثقه واللامسؤوليه والانسحاب من حكومه الوحدة الوطنيه دون ادراك النتائج الخطيرة التي تمس الشعب العراقي لكن الحكومة مضت بكل اصرار وشجاعة وتحدي على أكمال برنامج عملها وبزمن قياسي ..ونحن نرى الان كيف تم اسقاط بعض تلك الملفات والغاءها تقريبا مثل أخطر ملف الا وهو ملف الحرب الاهليه وتحجيم البعض من الملفات وايقاف البعض عند حدود معينه ومقبوله لاجل التفرغ لها وانهائها بشكل كامل وبالتالي بدأت الثقة تعود لنا من جديد ثقتنا بحكومتنا الوطنيه وببرنامج عملها واصبحت الرؤيه واضحة تماما لنا فعلينا جميعا ان ننصف الرجل الاول في حكومتنا وزملائه العاملين معه وأقول ملئ فمي دون خوف او نفاق او تزلف بارك الله بك يادوله رئيس الوزراء وبارك الله بكل من يقف الى جانبك ويشيد من أزرك لبناء عراق قوي ومزدهر ويحتمي بالقانون فقط..أثبتت انك رجل دوله وطني ولايأخذك بالحق لومة لائم .وأمنياتنا ان تبقى مجاهدا ومقاتل شديد في جانب الحق الوطني لارساء دوله القانون والديمقراطيه ومحاربه كل اشكال التخلف والجريمه والفساد المالي والاداري وسيسجل التاريخ وابناء شعبك أسمك بأحرف من نور......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك