( بقلم : عبد السلام الخالدي )
سبحان مغير الأحوال، يوم لك وآخر عليك وهذه هي حال الدنيا، فالعراق الديمقراطي الجديد أباح لكل مواطن أن يعبر عن مابداخله بطريقة متحضرة، وللأسف سلك البعض طريقاً لمفهوم الديمقراطية يتنافى والمثل والأخلاقيات السائدة، ربما للكبت الذي كان بعاني منه المواطن العراقي طوال العقود الثلاثة الماضية، حيث منع من ممارسات وطقوس معينة لاتمت للدولة بأية صلة ولا تعارض مسيرتها السياسية والأمنية، كأداء مراسم الزيارات وإقامة التعازي والمواكب الحسينية، ومنع شبكات الإنترنيت وأجهزة الستلايت وما الى ذلك، وبعد سقوط الطاغية غزت الأسواق التجارية كل ماهو ممنوع وأخذ الناس يمارسون حياتهم وطقوسهم من دون رقيب، وهنا لابد من الإشارة إلى أن يجب تطبيق الديمقراطية وفق الحدود والأخلاقيات.
ومع بروز ظاهرة جيش المهدي الذي أخذ يحلل ويحرم مايشاء وحسب الطبيعة والحاجة الماسة له، مع خروج هذا الجيش عن الطريق الخطأ الذي رسم له من قبل مؤسسيه وعلى الطريقة العليوية كما يقال، كما ان لطغيانه ودخول عناصر بعثية وإرهابية داخل صفوفه الذي جعل لهذه الجماعات تولي دفة القيادة، بدا الإستهتار واضح للعيان من خلال تعديهم الصريح على ممتلكات الدولة والمواطن، وخير دليل على ذلك ماحصل في أغلب مناطق العراق الذي يسيطر عليها هذا التيار الخارج عن القانون، حل الدمار والخراب في البلد وشاعت الفوضى حيث لاإعتراف بالقانون والدين الحنيف، بدأت عمليات القتل والسلب والنهب على الطريقة الصدامية الإجرامية، ووصلت السفالة لأفراد الجيش الإرهابي إلى قتل المواطن البريء الذي يذكر إسم السيد القائد من دون لقب سبحانه عز وجل أو المفدى، كما ولشعاراتهم الرنانة التي إعتبرت مقتدى جسراً للجنة ومقدساً وما إلى ذلك من خزعبلاتهم وتفاهاتهم التي لاحد لها، ولا يخفى كذلك تهجمهم على الرموز الدينية والوطنية والسياسية التي تشرفهم، ولكن لم يعلموا أن الدنيا صغيرة وتدور كما دارت على طاغيتهم وسيدهم في الجريمة المقبور هدام، فصولة الفرسان في البصرة كسرت شوكة هؤلاء النكرة وهزمتهم شر هزيمة وباتت مدينة البصرة خالية منهم ومن أفعالهم الشنيعة التي يندى لها جبين الإنسانية والشرف،
وبعد أن كانت جدران وساحات المحافظة ممتلئة بخزعبلات جيش الإجرام والإرهاب، أصبحت اليوم خالية منها تماماًُ بل وللكبت الذي تحدثنا عنه في بداية المقال بدأت الجهات الأخرى بكتابات شعارات مناهضة وربما إستفزازية لهم وواحد من هذه الشعارات التي أخبرني بها أحد أصدقائي في البصرة الذي تعرقت عليه أثناء زيارتي لها الشهر الماضي، أخبرني بصيغة الشعار وهو يضحك وفرحان في الوقت (يامقتدى طير طير إشطح لو صح التعبير)، تعبيراً عن إستهزائهم به وبأفراد جيشه الجرار، وعبارة أخرى كتبت على بعض البضائع التي كانت ممنوعة خلال فقدان القانون (وين الحاربك وينه..مقتدى النذل وينه).
وعبارة أخرى (ظهر الحق وزهق الباطل)، نعم ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً.وبحسب علمي ستشهد مدن الثورة والشعلة وبغداد الجديدة في الأيام القليلة القادمة تحرراً كما شهدته البصرة، وتندحر قوى الشر والظلام، مع إنتشار كلمة الدولة والقانون.
https://telegram.me/buratha