تبارك الراضي ||
tabarak.radi1201e@copolicy.uobaghdad.edu.
ترتكز الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط بعد مأزق الاحتلال الأمريكي للعراق ٢٠٠٣ على عناصر أساسية، عوضت غياب التعامل السياسي والعسكري المباشر، أهمها: الحرب بالوكالة، والحرب الناعمة، والإدارة بالأزمة، بما فيها التخطيط وإدارة موجة الحريات التي أجتاحت المنطقة ٢٠١١.
هذه الإستراتيجية راجت في دول أوربية لسنا بصدد الحديث عنها، فمثلاً كان الربيع برتقالياً في أوكرانيا، ومخملياً في أرمينيا.
بالقرب منا، ولدت إستراتيجية واشنطن أنظمة حكم مشوهة، بعد صعود الأخوان المسلمين، الذين دعمتهم الولايات المتحدة مقابل رفع يدهم عن الملفات الأقليمية، ثم إنتهى أمرهم مع جهوزية الحلفاء الجدد.
في دول أخرى، لم تفرز موجة الحريات التي خططت لها واشنطن النتائج المرجوة منها، شخصت الأخيرة أسباب الإخفاق في أزمنة وأماكن مختلفة، في السنين المظلمة من القرن الأمريكي، كان الفشل في الجزء المؤثر منه، تمثل بالدور الذي لعبه مادة الأساطير والأفلام الوثائقية، قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، ورفيقه صاحب الشعر الفضي، أبو مهدي المهندس، وهو ما يدفعنا للتساؤل، ترى ما مدى ضعف الإستراتيجية الأمريكية أمام دور الرجلين؟
بالتأكيد إن الأدوات الإستراتيجية الأمريكية قوية ، وأقوى من تلك الموجودة في كل دولة بالعالم بما فيها إيران، لكن هل هي قوية بما يكفي للصمود بوجه الترسانة العقائدية والسلطة الروحية، التي يمتلكها هذين القائدين؟ الإجابة على هذا السؤال تتطلب مراجعة التقارير الاستخبارية والمؤسسات البحثية، حتى تفهم بشكل أفضل، التحديات التي كان يمثلها الرجلين على المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط، وعلى استشراف إسرائيل لمستقبلها، ومن ثم شل حركة الكتلة الشرق أوسطية المعرقلة للمشروع للأمريكي، والمتناقضة معه ايدولوجياً ومصلحياً، تقتضي التخلص من الرجلين معاً، لتجنب النار التي سيشعلها أحدهما لو أغتيل رفيقه الآخر.
https://telegram.me/buratha