تبارك الراضي tabarak.radi1201e@copolicy.uobaghdad.edu.iq ||
اعتماداً على الوثائق الرسمية ، يبدأ تاريخنا يوم السادس عشر من نوفمبر.
في البصرة جنوب العراق ، وضعت السيدة شاه زنان رجلاً سيتحول إلى أسطورة ، رجلاً كان وسيبقى مادة الأساطير والأفلام الوثائقية ، أنه زعيم المقاومة وقائدها ، الشهيد أبو مهدي المهندس رحمة الله عليه .
ستة وستون عاماً قضاها المهندس مجاهداً ومقاوماً ، ختمها قائداً لعمليات تحرير العراق من تنظيم داعش ، مستثمراً قروناً من الخبرة في إستراتيجيات وتكتيكات إدارة وتنظيم الجهاد ضد نظام صدام ، لتشكيل جيش رديف ، كسر عصى القوى الإمبريالية التي أنيطت بها مهمة الثأر من المقاومين الذين تسببوا بخروج الاحتلال الأمريكي .
تضعنا كتابة سطور محسوبة من سفر جهادي طويل ، في اشتباك حقيقي ، فلا يمكن لك أن تترك سنيناً من الجهاد في الخارج ، لتتحدث عن دوره في مقاومة الاحتلال ، كما لا يمكن أن تسلط الضوء على تاريخاً ولد به العراق من جديد بعد داعش ، ولا تذكر حمايته العملية السياسية بعد 2003 ، ثم ماذا عن وجهه الإنساني ؟ .
باختصار ، كان المهندس أصدق تعبير عن مفاهيم الإسلام والإنسانية والوطنية والبطولة ، كان فكرة مكثفة قلما نجدها مجتمعة في رجل واحد ، أمتلك طهرانية أصبحت مصدر إلهام الأحرار المجاهدين ‘ الذين وجدوا فيه الأنموذج والقدوة ، أنه رجل كل المراحل بلا استثناء ، لا يزاحمه على شرف القيادة والتضحية من أجل الوطن أحد ، عاش مجاهداً واستشهد مجاهداً ، أقنع الملايين ، لأنه عملياً أو كما يقول هيكل ( العقائد لا تعطى كأنها كتل حجر ، وانما تترجم العقائد إلى تصرفات يومية وإنسانية ) .
فسلاماً على شريان المحور ، وشجرة الجهاد ، ومصنع الحرية ، وملهم الاحرار ومعلمهم .
السلام على وجهنا الأبيض . ..