تبارك الراضي ||
tabarak.radi1201e@copolicy.uobaghdad.edu.iq
أثيرت وتُثار الكثير من الأسئلة والإعتراضات ، على الدعم والمساعدات التي تقدمها إيران لجيرانها ومن هم أبعد من ذلك ، وهناك تناقض على الأقل ، إن لم يكن تعارضاً صارخاً في حجج الرافضين لتلك المساعدات الإيرانية ، والمؤيدين لمثيلاتها أو أقل منها عندما تكون من الولايات المتحدة .
يقدم المعترضون حجة لرفضهم المساعدات الإيرانية ، تقول أن غاية طهران التدخل بشؤون الدول ، وربما لا يعرف هولاء أن مبدأ التدخل للأغراض الإنسانية أرسي أمريكياً ، بعد الحرب العالمية الثانية ، لتجاوز المعوقات التي فرضها ميثاق الأمم المتحدة ، الذي منع استعمال القوة وانتهاك سيادة الدول .
وإذا ما اتفقنا على تحديد الحالات التي تستلزم التدخل الدولي ، بناءاً على الأولوية ، فإن من البديهيات أن تتدخل الولايات المتحدة حامية حقوق الإنسان لإيقاف الحرب في اليمن تحت حق التدخل الإنساني ، وأن ترسل الوقود للبنان تحت نفس الحق ، وتوقف تذابح الفرقاء في ليبيا .
تجاهل هذه البديهيات ، يعري الادعاء بدور الولايات المتحدة بحماية حقوق الإنسان أو التدخلات الإنسانية ، أنظر مثلاً لمبادرة إيران أرسال الوقود إلى لبنان لأجل أنهاء المعاناة الإنسانية ، في وقت تجاهل الغرب والولايات المتحدة الأزمة ، ثم تعامل معها بشكل تسقيطي ، عندما عرضت طهران المساعدة .
ما الذي يجعل طهران المتهمة بكل حالاتها وظروفها ؟ وإذا كان هنالك مقياس أو معايير أو أسباب فما هي ؟ هل أن النية الحسنة الإيرانية من الصعب القول بافتراضها ؟ ، في حين النوايا الطيبة للولايات المتحدة مفترضة وحاضرة بالرغم من سجلها الدامي في مجال التدخل ؟ .
للإجابة عن هذه الأسئلة ، سأترك عملية التحليل والبحث الخاصة ، وأن كانت تستند على استعراض التاريخ والحقائق ، حتى افسح بذلك المجال للقارئ أن يتبع نفس الأسس التي تستخدم لتأسيس الحقائق وإثباتها ، بشرط إزاحة كل الايدولوجيات السياسية والدينية والمذهبية وجميع عناصر التعصب التي تحجب الحقيقة .
https://telegram.me/buratha