خالد القيسي ||
انتخابات لديمقراطية عرجاء لا نحسن منها الا الشعارات
لم يحن زمانها في عتمة الجهل والقطيع
يأمل اكثر الشباب المتحمس والمتحرر من رقبة الدين ، الذي يوقف حجر عثرة في طريق تطبيق الديمقراطية ، يأمل باقامة حكم تعددي تتاح فيه الحريات وتطلق فيه المبادرات والفرص لإحداث التغيير المطلوب لحكومة الاغلبية بإعتباره أفضل الحلول لمشاكل بلد متعدد الاعراق والمذاهب والأجناس.
العشائرية المتخلفة وسيلة تعويق أخرى التي خلقت طبقة اجتماعية تعكس الخلل في مجتمع ما بعد 2003، غير متسامحة ، تَحُول دون تطبيق التعديدية في الحكم في انحياز تام لمرشحيها .
بعد انهزام تجارب الحكم بالتوافق والتوازن في الانتخابات المتعددة التي مضت حتى وصلنا الى شللية المحاصصة التي ساهمت في اخفاق الحلول وتغيب دولة القانون ، في بلد (كان ) اسمه العراق .
عدنا من جديد لانهاء التخاصم والمال الفاسد الذي أدى الى ان لاتكون هنالك انتخابات نزيهة وظهر نفاق من بعض الاسلاميين والعلمانيين وحتى الليبراليين في تهيأت اجواء صحية وشفافة للممارسة الديمقراطية ، ومن خلال التجارب الانتخابية السابقة أعطتنا صورة معتمة نتذكرها ولا نتمناها ، هم المرشح المنصب والامتيازات ، لا يهمه خدمة الناس وشعارات الاخلاص والعمل المتفاني تذهب ادراج الرياح ، أو تركن في مدرجات الطاولة التي يجلس عليها ، وينطبق هذا الحال على الغالبية العظمى منهم في حق ضائع وعدالة مغيبة ولا وفاء بعهد.
لتصحيح المسار بانتخابات حقيقية نحتاج الى ارضية قوية للاصلاح ومحاربة الفساد ونبذ وجوه الفها تجمع ، حزب ، تيار وألفها الفساد ، ولا يُدعم إلا النزيه الذي نرى فيه قدرة الخير والعطاء ، واستقلالية تمكنه من الانحياز وانجاز متطلبات المواطن الاساسية في واقع ميداني لا فقط يقف عند الكلام النظري .
لم تتوقف بعض الوجوه التي اطلت من جديد في سابق وصولها الى البرلمان من خدمة حزبه او تجمعه وينقاد له بالكامل , وأمرها بديهي لا يمكن تجاوزه في الاستفادة وحط رحاله فيه ،اما في هذه المرحلة يجب تكون القامات والانتماءات ذائبة في المصلحة العامة المشتركة للبلد وناسه .
من استهوته العملية لا اعتقد عندما تطأ قدمه ارض البرلمان (وقد اكون واهما ) يصغي لما يريد منه الناخب ويحقق أو (يطالب ب) مصالح الناس المتعبة ، ولا تغريه الرواتب والإمتيازات والحمايات والمخصصات التي يلهث البعض ورائها .
اشك ايضا ان يكون البرلمان الجديد نواة يتعاقد عليه الجميع لخدمة الناس والبلد ، وهذا التصور نابع من ان البرلمانات السابقة عاكس لجوهر بما تمتع به النائب من مزايا وثيرة بنيت على قوت الشعب ، مناصب ، مساكن ،حمايات ،مخصصات، سفرات ، بوفيه 5 نجوم مفتوحة ، اقامة في فنادق فاخرة ، دوائر الدولة في خدمتها، وحتى مبالغ القرطاسية والقلم لم يأنف من أخذها !،
نأمل ان يأتي البرلمان القادم في هذه الانتخابات المزمع اقامتها في 10/10/2021 بجيل جديد يعمل للبناء وينهي معاناة الصبر والتضحية للعراقيين بانجاز رؤية مستقبلية ، وتصحيح مسار ما سبق من انتخابات السنين الماضية ، التي لا نعرف منها إلا ما أعلن وعلم من السرقات والعصبيات والفوضى وغياب القانون ، ونواب فاشلون يتغنون بعقد الماضي ، وآخرين صامتون مذهبهم دعهم وشأنهم ، ومنهم المنبطحون بيد من اتخذوهم مطايا لتنفيذ الوصايا ،ومنهم من خفت اعمالهم وخبا بريق كلامهم ، ومنهم الفاسد والمستفيد.
زمن صبر الناس انتهى ، ولن ينفع النقد والتشخيص طوال عقدين ، كفى جوع وفساد وإخفاق ، وكفانا سكوت.