رأفت الياسر ||
خرجت عدة مواقف من المرجعية العليا لا تقل أهمية عن فتوى الجهاد الكفائي ولكن لم تكن هناك استجابة مناسبة لها كالجهاد ضد داعش!
سواء ما يخص الانتخابات او المشاركة الفاعلة بالاحتجاجات وطرد المندسين "الجوكر" او التكافل الاجتماعي او مواجهة الوباء والخ.
عموماً كانت خطب الجمعة مليئة بمواقف ترقى لمستوى فتوى الجهاد وكانت تمر على النّاس مرور الكرام!
- لماذا؟
أتوقع أن الأمر يعود للأسباب التالية :
1- وضوح العدو : داعش كان عدوا واضحا ومشخصا لدى الجميع خلاف المندسين او الفاسدين والخ.
2-شراسة العدو : جريمة سبايكر و التسجيل الصوتي لداعش وتهديده بتدمير المدن المقدسة "كربلاء و النجف" و الاحتقان الطائفي السابق لسقوط المحافظات كان سببا في تجييش الناس للجهاد فكانت الفتوى كالدبوس الذي فجّر البالون.
الناس نفسيا كانت في حالة جهوزية كاملة للحرب وقتال العدو وكانوا بحاجة لشرعنة جهادهم و صوت عالي يوجههم,
ويمكن الاستفادة من المشاركة الواسعة للعراقيين في سوريا او معارك حزام بغداد او التطوع للجيش وكلها احداث سبقت الفتوى..يمكن الاستفادة منها لتأكيد هذا الرأي.
بشكل عام فإن الشيعي يقبل كل شيء الا إهانة مقدساته و التاريخ مليء بالشواهد.
3- استشعار الخوف من العدو :
خطاب داعش جعل العراقيين يستشعرون الخطر الحقيقي على حياتهم و الجميع كان يدرك أن عدم مقاتلة عدو كداعش تعني أن الاعراض ستسبى و تنتهك و الارواح ستزهق خلاف خطر الفاسدين او المندسين او مسألة الفقراء فلا وجود فيها لإستشعار مباشر للخطر وهناك غفلة للعدو الداخلي الذي طالما نصحت المرجعية بتجنبه ولكن دون جدوى.
وما يؤكد ذلك هو إهتمام النّاس بخطب المرجعية أثناء التظاهرات لأن الجميع كان يستشعر وجود الخطر.
تفاوت الاستجابة يعود بالنهاية لعدم وعي الأمة بشكل كامل بأهمية كلام المرجعية ودورها في إصلاح الأمور وإذا ما توفر الوعي فإنّه يأتي مع ضعف الإرادة و اللامبالاة للاسف.
https://telegram.me/buratha